الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف «COP28» يلتقي ماكرون في باريس
قام وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، الدكتور سلطان أحمد الجابر، بزيارة إلى باريس التقى خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث نقل له تحيات القيادة وحرصها على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. كما التقى مجموعة من المسؤولين المعنيين بالمناخ في الحكومة والمجتمع المدني. وجاءت هذه الزيارة ضمن الجولة العالمية للاستماع إلى الأطراف المعنية استعداداً لاستضافة دولة الإمارات للمؤتمر في نوفمبر المقبل.
وأوضح سلطان الجابر خلال لقاءاته رؤية القيادة في دولة الإمارات حول تحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي، مؤكداً أهمية تحقيق تقدم في موضوعات التخفيف، والتكيف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار، وشدد على ضرورة توفير التمويل المناخي، والحاجة إلى تطوير أداء المؤسسات المالية متعددة الأطراف لتوفير رأس المال اللازم لتمويل التقنيات النظيفة، وجهود التكيف، ومعالجة الخسائر والأضرار.
وأكد سلطان الجابر الحرص على التعاون مع فرنسا خلال القمة المخصصة للتوصل إلى اتفاق مالي عالمي جديد، المقرر عقدها في باريس في يونيو 2023، سعياً لبناء الزخم قبل مؤتمر الأطراف.
وقال: «سنركز على الاستفادة من الزخم الذي ستحققه قمة الميثاق المالي العالمي الجديد، لتحقيق إنجازات عملية في مؤتمر الأطراف COP28، حيث ستكون هذه القمة محطة مهمة قبل المؤتمر، وعلينا أن نركز خلالها على جذب التمويل من القطاع الخاص، وتوسيع نطاق التمويل الميسر، والنهوض بأسواق الكربون».
واجتمع سلطان الجابر مع مجموعة من المسؤولين المعنيين بالمناخ من الحكومة والمجتمع المدني، كما التقى المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول، ورئيس وزراء فرنسا الأسبق ورئيس مؤتمر الأطراف COP21 لوران فابيوس، ووزير الاقتصاد والمالية والإنعاش الفرنسي برونو لومير، وأنياس بانيه روناشيه وزيرة تحول الطاقة، وشدد خلال هذه الاجتماعات على ضرورة حشد جميع الجهود والموارد اللازمة لتحقيق انتقال ناجح وعادل في قطاع الطاقة عالمياً، وضرورة وفاء الدول بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس للمناخ في عام 2015.
وخلال اجتماع طاولة مستديرة خاص استضافته وكالة الطاقة الدولية، وحضره سفراء 50 دولة يمثلون الاقتصادات النامية ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أكد سلطان الجابر وجود فرصة لتوحيد جهود جميع القطاعات من أجل تحقيق التقدم المنشود في العمل المناخي.
وقال: «إننا بحاجة إلى تعاون جميع فئات المجتمع، بما يشمل الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وضمان سيرها في الاتجاه نفسه، لأن العالم يتقدم من خلال الشراكة، وليس الانغلاق والتفرق، ولدي قناعة راسخة بقدرتنا المشتركة على تحقيق أكبر تحول جذري في معدلات النمو البشري والازدهار منذ الثورة الصناعية الأولى، إذا تكاتفت جهودنا وأبرمنا شراكات ذكية».
وفي اجتماع آخر مع أعضاء مجتمع المنظمات غير الحكومية، لفت سلطان الجابر إلى ضرورة الالتزام والعمل والتفاؤل، مشيراً إلى الحاجة إلى «عملية تصحيح جذرية» بقوله: «نعتزم الاستجابة لنتائج الحصيلة العالمية، والبدء في تصحيح المسار من خلال دفع التقدم في كل ركيزة من ركائز اتفاقية باريس»، ودعا المنظمات غير الحكومية إلى دعم رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 قائلاً: «نحتاج إلى أفكاركم، وآرائكم، وشبكاتكم، وأبحاثكم، وبياناتكم، وشغفكم... وكلنا ثقة بأن الحوار البنّاء سيعزز فعالية جهود الحد من تداعيات تغير المناخ، وبناء مستقبل أفضل للجميع».
وشاركت في الزيارة وزيرة تنمية المجتمع رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28، شما بنت سهيل المزروعي، حيث التقت عدداً من المعنيين، وشددت على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في الحوار، وإسهامها في جدول أعمال مؤتمر الأطراف، قائلةً: «يحتاج العالم أن يكون COP28 مؤتمراً شاملاً يحتوي جميع الأطراف، ونحن بحاجة إلى أن يتكاتف الجميع ويوحِّدوا قواهم، في الجامعات والمدن ومنظمات المجتمع المدني ومجموعات حماية الطبيعة، وكل قطاع حكومي وصناعي، وبخاصة جيل الشباب».
جدير بالذكر أن دولة الإمارات تمتلك علاقات راسخة مع جمهورية فرنسا في مختلف المجالات، بما فيها مجال الانتقال في قطاع الطاقة وتمويل العمل المناخي، وتتعاون الدولتان في كثير من مشروعات الطاقة والاستدامة، وفي فبراير 2023، أطلقت الإمارات وفرنسا شراكة لخفض انبعاثات الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات، وسيعلن عنها خلال مؤتمر الأطراف COP28، بينما وقع البلدان في يوليو 2022 الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مجال الطاقة، التي تركز على تعزيز أمن الطاقة، وتوفيرها بتكاليف معقولة، والحد من الانبعاثات، إضافة إلى دفع العمل المناخي الفاعل استعداداً لمؤتمر الأطراف COP28.
شما المزروعي تؤكد ضرورة إسهام جميع الأطراف في جدول أعمال «COP28».