خلال لقاء سابق بين بوتين ورئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو. ■ رويترز

«الناتو»: نشر أسلحة نووية في روسيا البيضاء «خطير وغير مسؤول»

ندد حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، بالخطاب الروسي عن نشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، معتبراً أنه خطير وغير مسؤول، فيما دعت أوكرانيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمواجهة التهديد المحتمل.

وقالت الناطقة باسم «الناتو» أوانا لونجيسكو: «حلف شمال الأطلسي حذر ونراقب الوضع من كثب»، مضيفة: «لم نشهد أي تغييرات في الموقف النووي الروسي من شأنه أن يدفعنا إلى تعديل موقفنا».

من جهتها، نددت أوكرانيا، بخطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لمواجهة التهديد المحتمل.

وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، إن الخطة ستسبب زعزعة استقرار روسيا البيضاء، واتهم موسكو بـ«احتجاز مينسك رهينة».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن القرار أول من أمس، وقال إن تلك الخطوة لن تنتهك تعهدات بلاده المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية، وشبه بوتين خطته بما فعلته الولايات المتحدة من نشر أسلحة في أوروبا، وقال إن بلاده لن تنقل السيطرة على تلك الأسلحة لمينسك.

وقال بوتين: «لن نسلم الأسلحة. والولايات المتحدة لا تسلم الأسلحة أيضاً لحلفائها. نحن بالأساس نفعل الأمر ذاته الذي يفعلونه منذ عقد».

وستكون تلك هي المرة الأولى منذ منتصف التسعينيات التي تنشر فيها روسيا مثل تلك الأسلحة خارج أراضيها.

وقللت واشنطن، القوة النووية العظمى الأخرى في العالم، من شأن المخاوف المتعلقة بإعلان بوتين وإمكانية استخدام موسكو للأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله: «لا نرى أي سبب لتعديل سياستنا النووية الاستراتيجية، ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي»، مشيراً إلى أن موسكو ومينسك تتحدثان عن نقل أسلحة نووية منذ فترة.

ويشير مصطلح الأسلحة النووية التكتيكية إلى الأسلحة التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة وليس الأسلحة ذات القدرة على إبادة المدن. وليس واضحاً عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع نظراً لأن هذا الأمر محاط بالسرية منذ الحرب الباردة.

إلى ذلك، قال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون الروسي، أمس، إن روسيا والصين لا تعملان على تأسيس تحالف عسكري، مضيفاً أن التعاون العسكري بين البلدين يتسم بالشفافية.

وجاءت التعليقات بعد أيام من استضافة بوتين لنظيره الصيني شي جين بينغ في الكرملين، وأكد بوتين وشي على الصداقة بين البلدين، وتعهدا بتعزيز العلاقات بما في ذلك في المجال العسكري.

ورفض بوتين في تصريحاته التلفزيونية التلميحات بأن علاقات موسكو المتزايدة مع بكين في قطاعات مثل الطاقة والمالية تعني أن روسيا صارت تعتمد بشكل مفرط على الصين، قائلاً إن هذه آراء «أناس أصابتهم الغيرة».

وأضاف: «منذ عقود يرغب الكثيرون في تأليب الصين على الاتحاد السوفييتي وروسيا، والعكس.. نفهم العالم الذي نعيش فيه. ونقدر حقاً علاقاتنا المتبادلة والمستوى الذي وصلت إليه في السنوات الأخيرة».

واتهم بوتين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالسعي إلى تشكيل محور جديد قال إنه يشبه إلى حد ما تحالف ألمانيا وإيطاليا واليابان إبان الحرب العالمية الثانية، وأضاف أن أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية على استعداد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وأكد بوتين، وجود تهديدات في توريد الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو على دراية تامة بهذه الإمدادات، وقال: «بالطبع هناك تهديدات عندما يتم توريد الأسلحة إلى دولة نحن في حالة نزاع معها».

من جانب آخر، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤولين بوكالات إنفاذ القانون قولهم إن طائرة مسيرة كانت وراء انفجار وقع أمس، وأدى إلى إصابة شخصين وخلف حفرة في وسط مدينة كيرييفسك على بعد نحو 220 كيلومتراً جنوبي موسكو.

الأكثر مشاركة