موسكو تتوقع «حرباً هجينة طويلة الأمد» مع الدول الغربية
الجيش الروسي يبدأ تدريبات لقواته الصاروخية النووية
بدأ الجيش الروسي تدريبات لقواته الصاروخية الاستراتيجية أمس، فنشر قاذفات متحركة في سيبيريا في استعراض للقدرات النووية الهائلة للبلاد وسط القتال في أوكرانيا، فيما توقع الكرملين أن «يطول» أمد «الحرب الهجينة» بين روسيا والدول الغربية بشأن النزاع في أوكرانيا بعد أكثر من سنة على بدء الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه في إطار التدريبات ستنطلق منصات إطلاق صواريخ يارس المتحركة عبر ثلاث مناطق في سيبيريا. وأضافت أن التحركات ستشمل إجراءات إخفاء الانتشار الصاروخي عن أجهزة رصد تابعة لاستخبارات أجنبية.
يارس صاروخ باليستي عابر للقارات برأس نووي ويبلغ مداه حوالي 11 ألف كيلومتر، ويشكل العمود الفقري لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية.
ونشرت وزارة الدفاع مقطعاً مصوراً يظهر شاحنات ضخمة تحمل صواريخ تنطلق من قاعدة لتقوم بدوريات. وقالت الوزارة إن المناورات يشارك فيها نحو 300 عربة وثلاثة آلاف جندي، وتجرى شرقي سيبيريا. وجرت المناورات المكثفة بعد أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن خطة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، جارة روسيا وحليفتها.
الأسلحة النووية التكتيكية مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة وذات مدى قصير نسبياً وقدرة تدميرية أقل بكثير مقارنة بالصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى المزودة برؤوس حربية نووية قادرة على القضاء على مدن بأكملها.
وجاء قرار بوتين بنصب الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا عقب تحذيراته المتكررة من أن موسكو مستعدة لاستخدام «جميع الوسائل المتاحة»، في إشارة إلى ترسانتها النووية، لصد أي هجمات على الأراضي الروسية. وزاد عدد الرؤوس النووية الجاهزة للاستخدام في العالم خلال 2022 بتأثير من روسيا والصين خصوصاً، على ما جاء في تقرير نشر أمس.
وقال تقرير «مرصد حظر الأسلحة النووية» الذي نشرته منظمة «المساعدات الشعبية النرويجية» Norsk Folkehjelp غير الحكومية، إنه في مطلع 2023، كان لدى الدول التسع التي تملك السلاح النووي بشكل رسمي أو غير رسمي، 9576 رأساً نووياً جاهزة للاستخدام بقوة توازي «أكثر من 135 ألف قنبلة كتلك التي ألقيت على هيروشيما».
يأتي ذلك في وقت توقع الكرملين، أمس، أن «يطول» أمد «الحرب الهجينة» بين روسيا والدول الغربية، حيث قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «إذا ما تحدثنا عن الحرب بالمعنى الواسع وعن المواجهة مع دول غير صديقة ومناهضة، عن هذه الحرب الهجينة، فإن أمدها سيطول».
وأضاف أن الروس يلتفون حول الرئيس فلاديمير بوتين بشكل «غير مسبوق» ومعظمهم يريدون أن تتحقق أهدافه في أوكرانيا.
وأوضح قائلاً: «نرى التفافاً غير مسبوق للمجتمع الروسي حول الرئيس، حول القائد الأعلى للقوات المسلحة والسياسات التي ينتهجها».
وأضاف «نرى اقتناعاً سائداً تماماً في مجتمعنا بأن جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة يجب أن تتحقق وستتحقق»، مستخدماً التسمية الروسية للهجوم.
في المقابل، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، من أنه ما لم تحقق بلاده النصر في باخموت، فسوف تبدأ روسيا في حشد دعم دولي لتوقيع اتفاق يجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات غير مقبولة. كما وجه دعوة للرئيس الصيني لزيارة كييف.
وأوضح زيلينسكي في مقابلة مع الأسوشيتدبرس أن سقوط باخموت في أيدي القوات الروسية سيمكن الرئيس بوتين «من الترويج لهذا النصر أمام الغرب والداخل الروسي والصين وإيران».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news