لافروف: أي مفاوضات سلام يجب أن ترتكز على إقامة «نظام عالمي جديد»

روسيا تهدّد بإلغاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية ما لم يتم استئناف صادراتها

سيرغي لافروف (يسار) مع نظيره التركي مولود أوغلو في أنقرة. أ.ف.ب

حذرت روسيا الغرب، أمس، من أنه إذا لم يتم تذليل العقبات التي تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة فإنه سيتعين على أوكرانيا تصدير الحبوب براً، فيما ستعمل موسكو خارج نطاق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.

وتزامن التهديد الروسي مع تعهّد الرئيسين الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون في إعلان مشترك «دعم كلّ الجهود الرامية لعودة السلام إلى أوكرانيا».

وتفصيلاً هدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة إلى أنقرة أمس بإلغاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية إذا لم يحصل تقدّم على صعيد إزالة القيود المفروضة على صادرات بلاده من الأسمدة والمنتجات الغذائية.

وقال لافروف إنه إذا لم يُرد الغرب أن يكون صادقاً حيال ما كان يطمح أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للوصول إليه بالاتفاق، فسيكون على أوكرانيا استخدام طرقها البرية والنهرية للتصدير.

وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي في أنقرة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أنه إذا واصل الغرب رفض إزالة العقبات أمام الصادرات الروسية فقد تعمل موسكو خارج نطاق اتفاق الحبوب.

وتابع لافروف: «إن لم تكن لديهم الرغبة في التعامل بصدق مع ما اقترحه غوتيريس ويدافع عنه بإصرار، فليواصلوا إذن شحن المنتجات من أوكرانيا عبر البر أو عبر السكك الحديدية أو الأنهار».

وقال «سنعمل، إن تطلب الأمر، خارج نطاق هذه المبادرة. لدينا إمكانية فعل هذا مع تركيا وقطر، وقد ناقش القادة الخطط ذات الصلة».

وأعلن وزير الخارجية الروسي أنّ أيّ مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا يجب أن يكون مرتكزها الأساسي قيام «نظام عالمي جديد» لا يخضع لهيمنة الولايات المتّحدة.

وقال لافروف، إنّ «المفاوضات لا يمكن أن تتمّ إلا على أساس مراعاة المصالح الروسية. هذه مبادئ سيقوم عليها النظام العالمي الجديد».

في الأثناء تعهّد الرئيسان الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون في إعلان مشترك أمس «دعم كلّ الجهود الرامية لعودة السلام إلى أوكرانيا».

وصدر الإعلان المشترك في ختام زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إلى الصين.

وأكّد الإعلان أنّ البلدين «يعارضان الهجمات المسلّحة على محطات الطاقة النووية والمنشآت النووية السلمية الأخرى» ويدعمان الجهود التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لضمان سلامة محطة زابوريجيا» النووية.

ولم يأت النصّ على ذكر روسيا كما أنه لم يتضمّن إدانة لحربها على أوكرانيا.

وشدّد الإعلان المشترك على «أهمّية» أن تحترم «جميع أطراف النزاع» القانون الدولي الإنساني «بدقّة».

وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان بأن الرئيس الصيني قال إن التوصل إلى تسوية سياسية هو الطريق «الصائب» الوحيد لحل أزمة أوكرانيا.

ونقل البيان عن الرئيس الصيني قوله لنظيره الفرنسي، إن على كل الأطراف القبول بحل وسط لخلق ظروف مواتية لتسوية سياسية.

ميدانياً قالت أوكرانيا أمس إن روسيا تركز كل جهودها على السيطرة على مدينة باخموت شرق البلاد، ووصفت الوضع بأنه «صعب» لكنها أشارت إلى أنها صامدة رغم التفوق العددي للقوات الروسية.

وأفاد المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية سيرهي تشيرفاتي لـ«رويترز» بأن أوكرانيا تسيطر على الوضع في باخموت وتدرك النوايا الروسية، وأن موسكو حققت نجاحاً تكتيكياً في بعض الأماكن لكنها تدفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك.

وقال تشيرفاتي: «الوضع صعب، والجيش الروسي يبذل أقصى جهوده للاستيلاء على باخموت، لكنه يعاني خسائر فادحة». وطبقاً لجهاز الاستخبارات البريطاني أحرزت قوات روسية تقدماً في السيطرة على أراض في باخموت المحاصرة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث لها بشأن الحرب، أن القوات الروسية ربما شقت طريقها بوسط المدينة وسيطرت على الضفة الغربية من نهر باخموتكا.

تويتر