الإمارات تدعو أطراف النزاع كافة إلى التهدئة والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار

اشتباكات في الخرطوم بين الجيش السوداني و«الدعم السريع».. وقلق عربي ودولي من الصراع

دخان كثيف يتصاعد من مبانٍ مجاورة لمطار الخرطوم أمس. أ.ف.ب

شهد السودان تطورات متلاحقة، أمس، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش، وقوات الدعم السريع، وسُمع دوي إطلاق النار وشوهد دخان كثيف في أماكن متفرقة بالعاصمة الخرطوم، ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة أطراف النزاع

كافة في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار، كما أبدت العديد من الدول والهيئات العربية والإسلامية والدولية قلقها من الصراع، داعية إلى وقف فوري للعنف وبدء حوار لحل الأزمة الحالية.

وتفصيلاً، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في تصريحات تلفزيونية، إن الجيش يسيطر على القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش والمطار بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، فيما قال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن قواته سيطرت على القصر الرئاسي ومقر سكن قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي، لكن الوضع على الأرض غير واضح.

وأعلن الجيش السوداني سيطرته على بعض قواعد قوات الدعم السريع، ونفى أن تكون تلك القوات استولت على مطار مروي، وسُمع دوي إطلاق نار في أجزاء

عدة من الخرطوم، وقال شهود إنهم سمعوا دوي إطلاق نار أيضاً في مدن مجاورة، وانتشرت مدافع وعربات مدرعة في الشوارع، وسمع دوي أسلحة ثقيلة قرب مقرات الجيش وقوات الدعم السريع، وأظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد الدخان في مناطق

عدة بالخرطوم وبالقرب من المطار، وقالت لجنة أطباء السودان إن ثلاثة مدنيين على الأقل قُتلوا.

وناشدت لجنة أطباء السودان المواطنين السودانيين تجنب الخروج إلى الشوارع إلا للضرورة القصوى، وعدم الصعود إلى أسطح المنازل للمشاهدة أو التصوير، وتجنب الأماكن المكشوفة بصورة عامة، والجلوس داخل المنزل في غرف محمية من الجوانب والسقف، والابتعاد عن النوافذ، مؤكدة أن هناك عدداً كبيراً من القتلى والمصابين من قبل المدنيين جارٍ حصرهم، وهنالك عدد كبير من الجرحى مازالوا محتجزين بسبب الاشتباكات، مناشدة جميع القوات ضرورة إيقاف الاشتباك فوراً وفتح مسار آمن للمصابين لتلقي الخدمات الصحية.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة اندلاع القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وقال المتحدث باسم غوتيريش، في بيان، إن الأمين العام دعا إلى إنهاء الأعمال العدائية على الفور.

وجاء في البيان أن «الأمين العام يدعو قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية واستعادة الهدوء وبدء حوار لحل الأزمة الحالية».

وتابع أن «أي تصعيد إضافي في القتال سيكون له تأثير مدمر على المدنيين، ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل في البلاد».

ودعا الاتحاد الأوروبي جميع القوى السودانية المتفارقة إلى وقف العنف على الفور، ووصف الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل، الأنباء التي ترد عن القتال في السودان بأنها مفزعة، مؤكداً أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، وأكد بوريل أن حماية المواطنين أولوية.

وأكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، مسؤولية الأطراف في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين، داعياً إلى ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري، مؤكداً أن الأمانة العامة للجامعة على استعداد للتدخل مع الأطراف لتحقيق ذلك.

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، عن قلقه البالغ جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة العسكرية وقوات الدعم السريع، داعياً جميع القيادات السياسية في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار وصوت الحكمة وتوحيد الصف، بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق في ظل الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه، ويجنّب المدنيين تبعات القتال.

وأكد البديوي على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة بشأن أهمية الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية، وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق، وناشد جميع الأطراف المتنازعة الاحتكام للحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات لتعزيز أمن واستقرار السودان، وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.

وأدان رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان فولكر بيرتس بشدة اندلاع القتال، وأكد أنه تواصل مع كلا الطرفين، ودعا إلى وقف فوري للقتال من أجل ضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيداً من العنف.

وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ قلقها إزاء الاقتتال الدائر في عدد من المدن السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ودعا الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى مسار الحوار وتغليب صوت العقل، وأعرب عن ثقته في حكمة الشعب السوداني وقياداته وقدرتهم على تجاوز هذه الأزمة عبر التفاوض والحوار.

وأعرب البرلمان العربي عن قلقه تجاه التطورات الجارية في السودان، ودعا جميع الأطراف السودانية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار، حمايةً لأرواح الشعب السوداني والحفاظ على مقدرات الدولة، مطالباً الأطراف كافة بأن تضع نصب أعينها المصالح العليا للشعب السوداني، والعمل على كل ما يحفظ أمن واستقرار السودان.

وأصدرت مفوضية الاتحاد الإفريقي بياناً، حثت فيه على وقف إطلاق النار في السودان، ودعت الأطراف السياسية والعسكرية إلى إيجاد حل سياسي عادل للأزمة، ودعا رئيس المفوضية موسى فقيه محمد، قوات الدعم السريع على وجه الخصوص إلى وقف العنف.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن سفارة الدولة في الخرطوم تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة.

وأعربت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية عن قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية في السودان، ودعت المملكة المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق، ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.

وأكدت جمهورية مصر العربية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على إثر الاشتباكات التي دارت هناك، وطالبت في بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية أمس الأطراف السودانية

كافة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حمايةً لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن.

تويتر