الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري للاشتباكات المسلحة كافة والعودة السريعة إلى المسار السلمي

مقتل وإصابة عشرات المدنيين في السودان.. ومجلس الأمن يدعو إلى وقف القتال فوراً

الدخان يتصاعد في سماء الخرطوم أمس مع احتدام القتال. أ.ف.ب

تواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، أمس، لليوم الثاني على التوالي، وقالت لجنة أطباء السودان إن إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56 أكثر من نصفهم في الخرطوم وضواحيها، بينما لقي عشرات الجنود وعناصر القوات شبه العسكرية حتفهم، وبالإضافة إلى ذلك، أصيب نحو 600 شخص بجروح، فيما دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف القتال فوراً.

وتحول التوتر بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى أعمال عنف منذ أول من أمس، بعدما كانت الخلافات السياسية بينهما تتصاعد في الأسابيع الأخيرة، وأعلن الجيش أنّ القوات الجوية السودانية ستقوم بعملية مسح كامل لمناطق وجود ما وصفها بـ«ميليشيات الدعم السريع المتمرّدة»، وطلب من المواطنين الالتزام بالبقاء في المنازل وعدم الخروج.

واندلع قتال عنيف، أمس، شاركت فيه عربات مدرعة ورشاشات محمولة على شاحنات وطائرات حربية، في العاصمة الخرطوم، ومدينة أم درمان وفي أنحاء أخرى من السودان، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي لم يتوقّف الأطباء عن طلب المساعدة والممرّات الآمنة لسيارات الإسعاف ووقف إطلاق النار لعلاج المصابين.

وأعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين أنه تم الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لمدة ثلاث ساعات بدأت من الساعة 14 بتوقيت غرينتش، مع تضاعف دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال.

وأعرب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عن قلقه العميق من الاشتباكات، وقال في بيان إن أعضاء المجلس يحثون الطرفين على وقف الأعمال القتالية فوراً، وإعادة الهدوء، ويدعون جميع الأطراف إلى العودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في السودان، كما شدد أعضاء المجلس على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة.

وطالب مجلس الجامعة العربية، بالوقف الفوري لكل الاشتباكات المسلحة والعودة للمسار السلمي في السودان، وأعرب المجلس، في اجتماع عقده أمس، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مصر، عن الأسف الشديد لسقوط ضحايا خلال الاشتباكات الأخيرة، مطالباً بضرورة الوقف الفوري لكل الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسيادته. وأكد على أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية، والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد المهم.

وحذر المجلس من خطورة التصعيد العنيف الذي تشهده السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً، ما يحتم على الأطراف كافة إعلاء مصلحة السودان، دولة وشعباً، عبر ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل سوياً على تهدئة الأوضاع تفادياً لتفاقمها ومنعاً لتدهورها، وأكد المجلس استعداد جامعة الدول العربية لبذل كل المساعي من أجل معاونة جمهورية السودان على إنهاء هذه الأزمة بشكل قابل للاستدامة، وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني الشقيق.

جدير بالذكر أنه ضمن الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية، بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال اتصال هاتفي مشترك مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، أنتوني بلينكن، أول من أمس، الأوضاع الراهنة في جمهورية السودان، وأكد الوزراء الثلاثة على أهمية وقف التصعيد والعودة إلى الاتفاق الإطاري بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه، وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاتصال الهاتفي المشترك إلى أهمية التعاون المشترك من أجل احتواء الأوضاع الجارية ووقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والدفع باتجاه المسارات السلمية الكفيلة بحفظ أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق.

وتلقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، اتصالاً هاتفياً من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، جرى خلاله مناقشة تطورات الأوضاع في جمهورية السودان، واستعرض الجانبان السبل الكفيلة بوقف التصعيد الجاري والعمل من أجل صون أمن واستقرار السودان وشعبه، وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات لجميع الجهود التي تقود إلى وقف التصعيد في السودان، وبدء حوار سياسي لحل الأزمة الحالية ، مشيراً إلى أهمية العمل من أجل أن ينعم الشعب السوداني الشقيق بالأمن والاستقرار والازدهار.

وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أمس، اتصالين هاتفيين، مع البرهان ودقلو، وأكد على دعوة المملكة المملكة العربية السعودية إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق، وشدّد على أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري، الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق.

ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس جنوب السودان سيلفا كير، خلال اتصال هاتفي أمس، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وناشدا الأطراف السودانية بتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني، وأعربا عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية.

تويتر