خروج 60 مستشفى عن الخدمة بسبب الحرب.. و«الصحة العالمية» تحث على فتح ممر إنساني

قتال في الخرطوم لليوم السادس.. والطرفان يتجاهلان الدعوات إلى التفاوض

لقطة تُظهر مشهداً جوياً لدخان أسود يتصاعد فوق مطار الخرطوم الدولي وسط المعارك المستمرة. أ.ف.ب

تواصل إطلاق النار ودويّ الانفجارات، أمس، عشية عيد الفطر في الخرطوم، فيما أكد قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رفضه «أي حديث في السياسة» مع حليفه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي». وفيما حثت منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع على فتح ممر إنساني للمسعفين، أعلن مسؤول نقابي سوداني خروج 60 مستشفى عن الخدمة غالبيتها في وسط الخرطوم بسبب الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتفصيلاً تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم ومناطق أخرى من العاصمة، ما يهدد بإفشال أحدث المساعي إلى وقف إطلاق النار في وقت تبحث الحكومات الأجنبية عن سبل لإجلاء مواطنيها العالقين في الصراع.

واستبعد الجيش السوداني أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع المنافسة لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد، وقال إنه لن يقبل إلا استسلامها، كما قال إنه لن تكون هناك قوات مسلحة خارج النظام العسكري للجيش.

وحذّر قائد الجيش الفريق البرهان عبر الهاتف من أنه «لا خيار إلا الحسم العسكري» إذا لم تَعُد قوات الدعم السريع إلى مواقعها التي كانت ترابط فيها في ديسمبر الماضي.

وشدّد قائد الجيش في الوقت ذاته على رفضه أيّ حديث «مباشر» مع دقلو الملقب بـ«حميدتي»، ملمحاً الى أن الطموحات الشخصية للأخير بحكم السودان هي الدافع الأساسي لهذا النزاع.

وقال البرهان، الذي سبق أن وصفه دقلو قبل أيام بـ«المجرم»، إن «هذه الحرب (تقف وراءها أطماع شخصية لأشخاص محدودين يريدون أن يحكموا الدولة السودانية، وأن يستولوا على مقدّراتها وإمكاناتها».

من جانبه قال قائد قوات الدعم السريع إنه مستعد للالتزام بهدنة خلال عيد الفطر.

وذكر حميدتي أنه لن يجلس مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الذي وصفه بأنه «مجرم».

في الأثناء كشف رئيس حزب الأمة القومي السوداني فضل الله برمه ناصر، عن تشكيل لجنة قومية للوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لوقف الحرب وحث الطرفين للجلوس على طاولة الحوار.

وفي الخرطوم، تسرع العائلات بالخروج إلى الطرق والفرار هرباً من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع، والتي أودت بحياة أكثر من 270 مدنياً منذ السبت.

ومنذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبساً للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة، ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقق.

وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام «توقف عن الخدمة 70% من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال»، إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها.

وأعلن سكرتير النقابة التمهيدية للأطباء في السودان عطيه عبدالله، خروج 60 مستشفى عن الخدمة غالبيتها في وسط الخرطوم بسبب الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ يوم السبت الماضي.

وكشف عطية عن إطلاق اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان مبادرة لتشغيل المراكز الصحية والمستشفيات الطرفية لتقديم الخدمات الصحية للسودانيين في الأحياء.

وأشار إلى أنهم سيعملون على إجلاء المرضى إلى تلك المراكز الآمنة بعد خروج 60 مستشفى خاصاً وحكومياً عن الخدمة وإجلاء المرضى منها، مؤكداً أن المبادرة ستتم بالتعاون مع المجتمع المحلي.

وفي جنيف حثت منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع في السودان على وقف القتال للسماح للمصابين بالحصول على الرعاية الطبية وفتح ممر إنساني للعاملين في مجال الصحة والمرضى وسيارات الإسعاف.

تويتر