استمرار القتال في السودان وعدد قتلى المدنيين يتجاوز 400
تواصل إطلاق النار وقذائف المدفعية الثقيلة، اليوم السبت، في أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم، حسبما قال سكان، وذلك على الرغم من تمديد وقف إطلاق النار بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتحاربين ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص ودفعت بآلاف آخرين إلى الفرار لإنقاذ حياتهم.
وارتفع عدد القتلى المدنيين جراء القتال اليوم إلى 411، بحسب نقابة أطباء السودان التي تتابع حصيلة القتلى والجرحى. وأضافت النقابة أن القتال أسفر أيضا عن إصابة 2023 مدنيا آخرين حتى الآن.
وفي مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور التي تمزقها الحرب، أسفر العنف المتصاعد عن مقتل 89 شخصا.
وذكرت النقابة أن المقاتلين ينتقلون من منزل إلى آخر ويستولون على المتاجر والمستشفيات بينما يقاتلون في الشوارع.
وتحولت الخرطوم، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 5 ملايين نسمة، إلى جبهة قتال في الصراع الطاحن بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، والفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يقود الميليشيات شبه النظامية المعروفة باسم قوات الدعم السريع.
وأدى الصراع بين الجنرالين إلى تبديد الآمال التي كانت في أوجها فيما مضى نحو التحول الديمقراطي في السودان.
وفي الأثناء، تواصل دول العالم إجلاء موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها بينما يفر آلاف السودانيين عبر الحدود إلى تشاد ومصر.
وقالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 20 ألف لاجئ - معظمهم من النساء والأطفال - عبروا الحدود الغربية للسودان إلى تشاد، البلد الذي يكافح من أجل الاستقرار في أعقاب الانقلاب الذي شهده قبل عامين.
ويواجه الذين يفرون من القتال في الخرطوم مزيدا من العقبات في طريقهم إلى بر الأمان. وثبت أن الرحلة البرية إلى مدينة بورتسودان، حيث تقوم السفن بعد ذلك بإجلاء الفارين من القتال عبر البحر الأحمر، طويلة ومحفوفة بالمخاطر.
وفي السياق، قال حاتم المدني، وهو صحفي سابق، إن مقاتلين شبه نظاميين يوقفون اللاجئين عند حواجز الطرق خارج العاصمة، ويطالبونهم بتسليم هواتفهم ومقتنياتهم الثمينة.
وقال سكان إن الاشتباكات استمرت، يوم السبت، حول القصر الرئاسي ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية وقاعدة عسكرية في الخرطوم رغم تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها بضغط دولي مكثف لمدة 72 ساعة أخرى فجر الجمعة.
وأدت الاشتباكات إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود في سماء الخرطوم. وفي عدد قليل من المناطق القريبة من العاصمة، بما فيها أم درمان، أفاد سكان بأن بعض المحلات التجارية شرعت في فتح أبوابها مع تراجع حدة القتال، في حين يسعى الجانبان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار الهش.
لكن في مناطق أخرى، قال سكان احتموا في منازلهم وسط دوي الانفجارات من حولهم، إن المقاتلين يخرجون من المنازل ويرعبون السكان ويسرقون كل ما يمكنهم العثور عليه.