تواصل المعارك في السودان قبيل انتهاء الهدنة.. و528 قتيلاً جراء الاشتباكات

تواصلت المعارك في السودان، أمس، قبيل انتهاء هدنة الثلاثة أيام المتفق عليها بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد منتصف الليل، فيما بلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى 528 شخصاً منذ بدء الاشتباكات.

وأفاد شهود عيان عن وقوع اشتباكات بالقرب من مقر الجيش في الخرطوم، وتعرض مدينة أم درمان غرب العاصمة لقصف جوي، وفي جنوب الخرطوم وقع قتال عنيف، وإطلاق نار كثيف دقائق منذ الصباح الباكر.

ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث، لاتزال العائلات في العاصمة السودانية، البالغ عدد سكانها نحو خمسة ملايين نسمة، وضواحيها، تعاني نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية، ويقبع كثير منهم في المنازل، فيما نزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، ونظمت دول أجنبية وعربية عدة عمليات إجلاء واسعة.

ودعت القوى الدولية والإقليمية إلى وضع حد للعنف المتصاعد، وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على دعم وساطة بقيادة إفريقية، وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الأمم المتحدة تكثف جهودها لمساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في البلدان المجاورة».

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 75 ألف شخص نزحوا داخلياً خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيس في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور، وفر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى.

وأسفرت الاشتباكات المميتة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شبه العسكرية، عن مقتل 528 شخصاً، وإصابة 4599 إجمالاً، وفقاً لتقرير أصدرته وزارة الصحة السودانية.

وأضافت الوزارة أن هناك ترتيبات مع عدد من الشركاء من الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الإمدادات الطبية لسد الفجوات المتوقعة وفق قوائم أساسية تمت مشاركتها معهم.

ومن جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان، أن عدد الضحايا المدنيين بلغ 425 حالة وفاة، و2091 حالة إصابة، وأكدت أنه يوجد كثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر بسبب الوضع الأمني وصعوبة التنقل.

ونقلت قافلة نظمتها الولايات المتحدة في السودان أشخاصاً فارين من القتال في الخرطوم إلى ميناء على البحر الأحمر، كجزء من جهود إنقاذ أميركية موسعة بعد إجلاء موظفي السفارة الأميركية من العاصمة السودانية، ووصلت القافلة إلى بورتسودان. ووصلت، أمس، إلى مدينة بورتسودان، أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جواً، ضمن عمليات الطوارئ التي ينفذها منذ اندلاع المعارك في السودان، على ما أفاد مسؤولون في مؤتمر صحافي في جنيف. وأفاد بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر بأن الشحنة تزن ثمانية أطنان، وضمّت معدات جراحية لدعم مستشفيات السودان ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني، الذين يقدمون الرعاية الطبية للجرحى الذين أصيبوا خلال القتال، وأوضحت اللجنة أنه سيتم إرسال طائرة ثانية تحمل إمدادات طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ. وأكد بيان اللجنة أن «العاملين في مجال الرعاية الصحية في السودان يحققون المستحيل، ويعتنون بالجرحى من دون ماء ولا كهرباء ولا إمدادات طبية أساسية».

وطالبت اللجنة في بيانها طرفي النزاع باحترام الالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني، وتيسير عمل الموظفين الطبيين وموظفي العمل الإنساني، ومعاملة المحتجزين معاملة إنسانية، مشيرة إلى التحديات اللوجستية والأمنية التي تواجهها لمدّ العون لمن يحتاج.