مقتل 8 في ثاني حادث إطلاق نار عشوائي في صربيا وتوقيف منفذه
ألقت الشرطة الصربية القبض على مشتبه به بعد مقتل ثمانية في ثاني حادث إطلاق نار عشوائي في البلاد خلال يومين، فيما رد الرئيس ألكسندر فوشيتش اليوم الجمعة على ما قال إنه "هجوم إرهابي" بإجراءات صارمة جديدة مقترحة لتنظيم حيازة الأسلحة.
وقالت قناة (آر.تي.إس) الحكومية إن المشتبه به، وهو شاب، كان طرفا في مشادة دارت في ساحة مدرسة وأنه غادر بعدها قبل أن يعود حاملا بندقية ومسدسا، وظل يطلق النار من سيارة متحركة على أشخاص بشكل عشوائي.
وقع في وقت متأخر أمس الخميس في قرية دوبونا على بعد 42 كيلومترا جنوبي بلغراد.
وقالت وزارة الداخلية في بيان "ألقي القبض بعد مطاردة مكثفة على المشتبه به يو.بي، المولود في عام 2002، بالقرب من مدينة كراغوييفاتس بوسط صربيا.
واضاف البيان أنّه "يُشتبه في أنّه قتل ... بسلاح آلي ثمانية أشخاص وجرح 14 آخرين"، مشيراً إلى نقل جميع المصابين إلى المستشفى.. وقالت الوزارة أن التحقيق جار.
ووصف وزير الداخلية الصربي براتسيلاف غاسيتش إطلاق النار بأنّه "عمل إرهابي".
وفي خطاب للأمة طغى عليه الحزن، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوشيتش إن المسلح المتورط في أحدث إطلاق نار جماعي استهدف الناس عشوائيا، واصفا الحادثة بأنها هجوم على الدولة بأكملها. وتعهد فوشيتش في خطابه بأن المتورط في إطلاق النار لن يرى النور مرة أخرى.
وأضاف فوشيتش إن المسلح كان يرتدي قميصا عليه رموز للنازية الجديدة، وأطلق النار على الناس أينما كانوا.
واقترح فوشيتش تعليقا مؤقتا لتصاريح حمل الأسلحة مهما كان نوعها، في إجراء أسماه "نزع السلاح فعلي" لصربيا والذي سيشمل أيضا المزيد من الفحوصات الطبية والنفسية المتكررة لحائزي الأسلحة.
وقال فوشيتش إن الحكومة ستعين أيضا 1200 رجل شرطة لتعزيز الأمن في المدارس.
وذكرت محطة (آر.تي.إس) الحكومية الصربية أن شرطيا خارج الخدمة وشقيقته من بين القتلى.
وكانت القناة قد ذكرت أنّ شاباً يبلغ من العمر 21 عاماً فتح النار مساء الخميس من داخل مركبة باستخدام سلاح آلي، في ثلاث قرى بالقرب من ملادينوفاك التي تبعد حوالي 60 كيلومترا جنوب بلغراد، قبل أن يلوذ بالفرار.
وقالت القناة الحكومية إنّ نحو 600 من أفراد قوات إنفاذ القانون نُشروا في المنطقة، بما في ذلك أعضاء في وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب. وقطعت الشرطة الطريق المؤدّي إلى قرى عدّة.
وتجمّع أقارب عدد من الضحايا، القلقين خارج مركز الطوارئ الطبي في بلغراد حيث نُقل ثمانية من الجرحى على الأقل إلى هذا المستشفى. وقامت وزيرة الصحة دانيكا غرويسيتش بزيارة قصيرة للمركز.
وأعلنت الحكومة حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الجمعة. كما سيتمّ إلغاء أو تقليص عدد الاحتفالات والمناسبات المخطّط لها.
ويأتي حادث النار الجديد هذا غداة عملية أخرى ارتكبها طالب يبلغ من العمر 13 عاماً وقُتل فيها ثمانية تلاميذ وحارس في مدرسة في بلغراد قبل أن يسلم نفسه، في مجزرة صدمت البلاد. وجرح سبعة أشخاص هم ستة تلاميذ ومعلّمتهم، في هذا الهجوم بينما ما زال شخصان في حالة حرجة الخميس بعد خضوعهما لسلسلة من العمليات الجراحية.
وتشهد صربيا ، شأنها شأن بقية دول غرب البلقان، انتشارا كبيرا للأسلحة والذخائر العسكرية التي ظلت في أيدي الأفراد بعد حروب التسعينيات.