تتناول فتح ممرات إنسانية وتوفير الحماية للبنية التحتية وآلية لمراقبة وقف إطلاق النار

مباحثات أولية في جدة بين طرفي الصراع بالسودان.. والسعودية وأميركا ترحبان

موظفو السفارة السعودية ومسؤولو البحرية الملكية السعودية في ميناء جدة يساعدون مدنياً على النزول ضمن مجموعة تم إجلاؤها من السودان. رويترز

بدأ الطرفان المتحاربان في السودان محادثات أمس في مدينة جدة السعودية على ساحل البحر الأحمر، تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار الهش بعد ثلاثة أسابيع من القتال العنيف الذي أودى بحياة المئات ودفع البلاد إلى حافة الانهيار.

وتفصيلاً رحبت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في بيان ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من أجل «رسم خارطة طريق لوقف العمليات العسكرية».

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: «تحث المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس».

وجاء فى البيان: «تنوه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات، بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية».

وأضاف البيان: «تحث المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية».

ولم يعرض البيان إطاراً زمنياً للمحادثات التي تأتي بعد جهود متضافرة من جانب الرياض وقوى دولية أخرى للضغط على الأطراف المتحاربة في السودان للجلوس على طاولة المفاوضات.

وقال مسؤولون من الجيش وقوات الدعم السريع إن المحادثات ستتناول فتح ممرات إنسانية في الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة، والتي كانت مركزاً للمعارك.

وقال مسؤول عسكري إنهما سيناقشان أيضاً توفير الحماية للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية التي تعاني من إرهاق شديد وتعاني من نقص حاد في كل من الموظفين والإمدادات الطبية.

وقال مسؤول قوات الدعم السريع إنهم سيناقشون أيضاً آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، وهي واحدة من سلسلة الهدنات التي فشلت في وقف القتال.

ويضم وفد الجيش السوداني ثلاثة ضباط وسفيراً، ووفد قوات الدعم السريع ثلاثة ضباط، بحسب وسائل الإعلام السعودية.

ورحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بمباحثات جدة، وأعربت عن أملها في أن تقود لوقف للقتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية بما يمهد الطريق لحل سلمي سياسي مستدام.

واعتبرت في بيان أن هذه المباحثات تشكل خطوة أولى لوقف الانهيار المتسارع الذي شهده السودان منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، مشيرةً إلى أنها تأمل من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع قرارات شجاعة تنتصر لصوت الحكمة، وتوقف القتال، وتنهي المعاناة التي يعيشها الشعبُ جراء الحرب.

لكن الجانبين أكدا أنهما سيبحثان هدنة إنسانية فحسب، ولن يتفاوضا على إنهاء الحرب.

وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، إنه يأمل في أن تحقق المحادثات الهدف المرجو منها وهو فتح ممر آمن للمدنيين.

وكان السفير دفع الله الحاج، مبعوثُ رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، قد شدد في مقابلة خاصة مع قناة «العربية» السعودية على عدم قبول أي مقترحات لبحث موضوع المصالحة مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن أولوية الجيش تكمن في حسم المعركة.

كما أكد مبعوث البرهان أن الجيش قبِل المبادرة السعودية الأميركية لمناقشة ومراقبة آلية الهدنة، مشيراً إلى أن وفد الجيش لن يلتقي في جدة بشكل مباشر مع وفد الدعم السريع.

وفي سياق متصل، تلقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الجمعة، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا خلاله الأحداث في السودان.

ورغم إعلان طرفي النزاع في السودان، تمديد الهدنة لـ72 ساعة، مازالت المعارك محتدمة في الخرطوم على الرغم من موافقة كل من الطرفين المتصارعين على إرسال وفد إلى السعودية لإجراء محادثات.

وشنت طائرات الجيش أمس ضربات جوية في حي الرياض بالخرطوم. وفي مدينة بحري على الضفة الأخرى للنيل من الخرطوم، سُمع هدير طائرات حربية ليل الجمعة ودوي انفجارات أثار هلع السكان.

وقُتل ما لا يقل عن 550 شخصاً بينهم مدنيون، وأصيب أكثر من 4900 آخرين حتى يوم الإثنين، وفقاً لوزارة الصحة السودانية.

ونزح مئات الآلاف من السودانيين داخل السودان أو عبروا إلى البلدان المجاورة مع استمرار القتال في المناطق الحضرية.

وقدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد السودانيين الفارين إلى الدول المجاورة سيصل إلى 860 ألفاً، وأن وكالات الإغاثة ستحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدتهم.

تويتر