الإمارات تدين بشدة اقتحام السفارة القطرية في الخرطوم
دانت دولة الإمارات بشدة تعرض سفارة دولة قطر الشقيقة، في الخرطوم، للاقتحام والتخريب، مشددة على أهمية حماية المباني الدبلوماسية، حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وشددت الوزارة على أهمية تكثيف الجهود الهادفة إلى وقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار، والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
وكانت دولة قطر دانت بأشد العبارات قيام قوات مسلحة غير نظامية باقتحام وتخريب مبنى سفارتها في الخرطوم، وأكدت في الوقت ذاته، أنه تم إجلاء طاقم السفارة سابقاً، ولم يتعرض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء.
وشددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أمس، على ضرورة تجنيب السفارات والبعثات الدبلوماسية ومقار المنظمات الدولية والمنشآت المدنية تبعات القتال الدائر في السودان، وملاحقة الجناة وتحميلهم عواقب هذا الفعل الإجرامي المشين، الذي يمثل انتهاكاً للقانون والاتفاقات الدولية.
وجددت الوزارة، التأكيد على موقف دولة قطر، الداعي إلى وقف القتال في السودان فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام إلى صوت العقل، وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، كما أعربت عن تطلع دولة قطر إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات.
إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات في ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، صباح أمس، مع دخول الصراع الذي أدى إلى محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص أسبوعه السادس، كما أدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى وقوع بعض عمليات النهب والتخريب، وتناقص مخزونات المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية.
ونقلت «رويترز» عن شهود عيان قولهم إن الاشتباكات جرت في جنوب أم درمان وشمال بحري، وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل. وقال شهود إن بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان، بينما بقي الوضع داخل الخرطوم هادئاً نسبياً، رغم سماع طلقات نارية متفرقة.
وأدى الصراع الذي اندلع في 15 أبريل الماضي إلى نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص داخلياً، أو فرارهم إلى بلدان مجاورة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط نحو 705 قتلى، و5287 جريحاً على الأقل.
واندلع قتال بري مجدداً في الأيام الماضية في مدينتي نيالا وزالنجي في ولاية دارفور، وتبادل طرفا الصراع الاتهامات في بيانات صادرة أول من أمس، بشأن اندلاع القتال في نيالا، وهي واحدة من أكبر مدن البلاد.
وقال ناشط محلي لـ«رويترز» إن اشتباكات متفرقة بالنيران وقعت بالقرب من السوق الرئيسة بالمدينة بالقرب من مقر قيادة الجيش صباح أمس، وقال نشطاء إن ما يقرب من 30 شخصاً لقوا حتفهم في اليومين السابقين من القتال.
وأعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في وقت متأخر، أول من أمس، تقديم ما تزيد قيمته على 100 مليون دولار للسودان والدول التي تستقبل السودانيين الفارين، بما في ذلك مساعدات غذائية وطبية ضرورية للغاية، وقالت مديرة الوكالة سامانثا باور: «من الصعب وصف حجم المعاناة التي تحدث الآن في السودان».
وكان قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قد أصدر، أول من أمس، مرسوماً دستورياً بإقالة خصمه الفريق محمد حمدان دقلو من منصبه نائباً لرئيس مجلس السيادة، وقرر تعيين مالك عقار في ذلك المنصب.
كذلك، أعلنت قيادة أركان الجيش السوداني تعيين الفريق أول شمس الدين كباشي، في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، والفريق أول ركن عبدالرحمن حسن العطا، والفريق إبراهيم جابر إبراهيم كريمة، مساعدين للقائد العام للجيش.
وأكد مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القمة العربية التي انعقدت أول من أمس، في المملكة العربية السعودية، أنه «إذا تخلت قوات الدعم السريع عن سلاحها فسيتم العفو عنها»، وقال السفير دفع الله الحاج، إن السودان سيتجاوز هذه المحنة بمساندة الجامعة العربية التي رفضت التدخل الأجنبي في شؤون السودان.