خدم في العراق وغوانتنامو.. الجمهوري المحافظ ديسانتيس يواجه ترامب في سباق البيت الأبيض
أعلن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس، الأربعاء، رسميا تقدمه بطلب ترشح للرئاسة الأميركية في 2024، في تحد واضح للرئيس السابق دونالد ترامب الساعي للعودة للبيت الأبيض.
وستجري المنافسة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري بين ديسانتيس، الأربعيني الذي يحظى بتأييد اليمين المحافظ وأعيد انتخابه للتو بنسبة عالية حاكما لولاية فلوريدا، وترامب السبعيني الذي يواجه عددا من الدعاوى والتحقيقات غير أنه يتصدر بفارق كبير استطلاعات الرأي.
توجهات محافظة
وسطع نجم ديسانتيس في أوساط اليمين السياسي المحافظ في الآونة الأخيرة حتى بات ينظر إليه كمنافس جدي محتمل لترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري.
اكتسب ديسانتيس شعبية عبر إطلاقه مواقف محافظة متشددة بشأن التعليم أو الهجرة.
لفت ديسانتيس الاهتمام على الصعيد الوطني لمعارضته التدابير الصارمة التي تهدف إلى كبح انتشار كوفيد-19.
وفي وقت سابق هذا العام وقع حاكم فلوريدا أيضا قانونا يحظر الإجهاض بعد 15 أسبوعا من الحمل، لينضم إلى حملة على مستوى البلاد من قبل المحافظين لتقييد حق الإجهاض.
وفي خطوة أخرى تتماشى مع السياسة المحافظة، أرسل ديسانتيس عشرات المهاجرين غير الشرعيين إلى منتجع جزيرة "مارثاز فاينيارد" للأثرياء في ماساتشوستس.
حياته ونشأته
أمضى ديسانتيس، المولود في فلوريدا في 14 سبتمبر من عام 1978، معظم حياته في الخدمة العامة والعمل الحكومي.
خدم ديسانتيس كضابط في البحرية الأميركية خلال فترة دراسته في كلية الحقوق بجامعة هارفرد، وهو من أصول اجتماعية أكثر تواضعا من أصول ترامب وريث الإمبراطورية العقارية.
وبعد تخرجه من كلية الحقوق في هارفرد نال أيضا شهادة مماثلة من جامعة يال المرموقة، وعمل مدعيا عاما ومستشارا في عدة أماكن في الجيش الأميركي، بينها معتقل غوانتنامو والعراق.
عمل ديسانتيس، وهو أب لثلاثة أبناء، لفترة وجيزة كمساعد للمدعي العام للولايات المتحدة في فلوريدا، قبل أن يتم انتخابه لأول مرة لعضوية الكونغرس في عام 2012.
في 2018 ترشح لمنصب حاكم ولاية فلوريدا وانتخب بشق الأنفس ليكون حاكما للولاية بعدما تلقى دعم ترامب الذي كان رئيسا يومها.
نجح في الفوز على منافسه الديموقراطي أندرو غيلوم، بعد اعتماده خطاباً شعبوياً على غرار ترامب، ووعوده بالحد من الإجهاض وخفض الضرائب وتشديد سياسة الهجرة وإزالة الرقابة على حيازة الأسلحة الفردية.
أعيد انتخاب ديسانتيس في نوفمبر الماضي وجاءت هذه المرة على حساب منافسه الديموقراطي تشارلي كريست ليستمر في منصبه حاكما لفلوريدا لولاية ثانية.
علاقته بترامب
كان ديسانتيس إلى حد كبير سياسيا غير معروف على مستوى ولاية فلوريدا عندما سعى لمنصب الحاكم ولم يكن مفضلا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
لكن بعد حصوله على تأييد ترامب، والذي أثنى عليه خلال الحملة الانتخابية وفي الإعلانات التلفزيونية، فاز ديسانتيس في النهاية في الانتخابات بهامش ضيق.
بدأ تبادل الانتقادات بين الرجلين قبل وقت طويل من إعلان حاكم فلوريدا ترشحه رسميا.
بعد فترته الأولى حاكما لفلوريدا، نأى ديسانتيس بنفسه عن الرئيس السابق وزاد من شعبيته من خلال مواقفه المحافظة جدا على صعيد التربية أو الهجرة.
ومنذ ذلك الحين، يوجه ترامب وفريقه الاتهامات لزميلهم الجمهوري بعدم الولاء، من خلال ترشحه للرئاسة.