الجيش السوداني و«الدعم السريع» يتبادلان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار
اشتباكات في الخرطوم تبدد هدوء «هدنة الأسبوع» في يومها الثالث
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان يومه الثالث، أمس، فيما تبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في جدة بوساطة أميركية سعودية.
وتفصيلاً، استمرت الاشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس، لتبدد الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم، ما زاد من خطر انهيار «هدنة الأسبوع».
وفي تصريحات صدرت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
وقالت قوات الدعم السريع إنها اضطرت للدفاع عن نفسها في مواجهة ضربات الجيش البرية والمدفعية والجوية. واتهمها الجيش بدوره بشن هجمات على دار سك العملة بالخرطوم جنوب، وقواعد جوية تابعة للجيش، ومدن عدة إلى الغرب من العاصمة.
وأصدرت القوات المسلحة السودانية بياناً اتهمت فيه قوات الدعم السريع بانتهاك وقف إطلاق النار. وقالت إنها صدت هجمات ودمرت ست مركبات معادية.
وقال شهود في أم درمان إن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أُسقطت، ونُشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الحادث على ما يبدو. وقال الجيش إن عطلاً أصاب الطائرة، فيما قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطتها.
وغداة توقيع اتفاق جدة، وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة إلى السودانيين، قال فيها «إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف». وتابع «سنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها ووسائل أخرى متاحة لنا».
من جهته، أكد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في تصريحات للصحافيين في جنيف، الأربعاء، أنه «على الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية، لايزال المدنيون يتعرضون لخطر الموت والإصابة».
وأضاف «بين عشية وضحاها تلقينا تقارير عن طائرات مقاتلة في الخرطوم، ووقوع اشتباكات في بعض مناطق المدينة، وكذلك في بحري وأم درمان».
ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وأدى لتفاقم الأزمة الإنسانية، وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار منطقة أوضاعها هشة أصلاً.
ويعتمد الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، على القوة الجوية، بينما انتشرت قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، في شوارع الخرطوم واحتمت بها.
ومن غير الواضح ما إذا كان أي من الجانبين قد حقق تقدماً في الأسابيع القليلة الماضية.
وأرغمت الفوضى ملايين السكان في الخرطوم على ملازمة منازلهم، للاحتماء من الرصاص الطائش، وأعمال السرقة والنهب، ومعاناة ندرة الماء والغذاء وانقطاع الكهرباء.
وفي هذا الصدد، قال خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر «يشعر الناس بالوحدة، وأنه تم التخلي عنهم وسط النقص المزمن في الطعام ومياه الشرب.. البلد كله أصبح رهينة».
كما تتواصل هجرة السودانيين إلى البلدان المجاورة، وعلى رأسها مصر وتشاد وجنوب السودان. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد الفارين خارج البلاد بلغ 319 ألف شخص.
وأما من لم يتمكنوا من الفرار، فيعتمدون على القليل من الإمدادات، ويحتاجون بشكل ملح إلى مساعدات إنسانية وفق الأمم المتحدة.
وحذر خبير الشأن السوداني، أليكس دي فال، من أن «مسار انهيار الدولة» يهدد الآن «بتحويل السودان كله، بما في ذلك الخرطوم، إلى ما يشبه دارفور قبل 10 أو 15 عاماً».
من جهة أخرى، قال منسق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، توبي هاروارد، إن جماعة مسلحة حاصرت مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور بغرب السودان، ودعا السلطات إلى استعادة السيطرة على المدينة. وأضاف أن الاتصالات السلكية واللاسلكية انقطعت، وهاجمت عصابات تجوب المدينة بدراجات نارية مستشفيات ومقار حكومية ومكاتب منظمات إغاثة وبنوكاً ومنازل. ووردت أنباء عن وضع مماثل في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، التي شهدت أيضاً انقطاع الاتصالات لأيام عدة، بعد مقتل المئات في هجمات شنتها ميليشيات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news