«فاغنر» تشن تمرداً مسلحاً في روسيا.. وبوتين يتهم قائدها بـ«الخيانة»
توجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بخطاب إلى الأمة محذّراً من «التهديد القاتل» وخطر «حرب أهلية» اللذين يمثّلهما قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بشنّه تمرداً على القيادة الروسية. ووصف بوتين تمرد مجموعة «فاغنر» بأنه «طعنة في الظهر»، متهماً بريغوجين بـ«خيانة روسيا بدافع طموحات شخصية».
وقال الرئيس الروسي: «إنها طعنة في ظهر بلدنا وشعبنا، ما نواجهه ليس إلا خيانة. خيانة سببها طموحات ومصالح شخصية»، مؤكداً أن المتمردين «سيعاقبون حتماً». وأعلنت السلطات في العاصمة الروسية موسكو والمنطقة المحيطة بها، حالة الطوارئ وشوهدت شاحنات عسكرية ثقيلة ومدرعات في مناطق عدة وسط موسكو، وانتشر جنود يحملون بنادق هجومية خارج المبنى الرئيس لوزارة الدفاع، وتم إغلاق المنطقة المحيطة بالإدارة الرئاسية بالقرب من الميدان الأحمر. وطلب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين من السكان عدم القيام برحلات في أنحاء المدينة قدر الإمكان، نظراً لإعلان عملية لمكافحة الإرهاب، قائلاً إن الوضع صعب. وجاء إعلان الطوارئ لمواجهة بريغوجين الذي أكد أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش في مدينة روستوف الروسية، والذي يشكل مركزاً أساسياً للهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها مطار.
وقال بريغوجين في مقطع فيديو نشر على تليغرام: «إننا في المقر العام، إنها الساعة 7:30 صباحاً، (4:30 ت غ). المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار»، فيما كان رجال ببدلات عسكرية يسيرون خلفه. ودعا قائد «فاغنر» إلى انتفاضة ضد قيادة الجيش بعدما اتهمها بقتل عدد هائل من عناصره في قصف استهدف مواقع لهم في أوكرانيا، في اتهام نفته موسكو.
وبنبرة ملؤها الغضب، قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه: «لقد شنّوا ضربات صاروخية على معسكراتنا وقُتل عدد هائل من مقاتلينا».
وتوعّد بريغوجين بالرد على هذا القصف الذي أكد أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
وأضاف أن «هيئة قيادة مجموعة (فاغنر) قررت أنه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحمّلون المسؤولية العسكرية في البلاد»، مؤكداً أن وزير الدفاع سيتم إيقافه.
واستجابت الأجهزة الأمنية الروسية لإعلان بريغوجين عن تمرد مسلح بالدعوة إلى اعتقاله، في مؤشر على مدى جدية تعامل الكرملين مع التهديد، وتم تشديد الأمن في موسكو وفي روستوف أون دون. وقال بريغوجين إن لديه 25000 جندي تحت إمرته، وحثّ الجيش على عدم إبداء المقاومة، قائلاً: «هذا ليس انقلاباً عسكرياً، بل مسيرة عدالة». واتهمت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وهي جزء من أجهزة الأمن الفيدرالية، بريغوجين بالدعوة إلى تمرد مسلح يعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً، وحثت أجهزة الأمن الفيدرالية جنود «فاغنر» المتعاقدين على «اعتقال بريغوجين ورفض اتباع أوامره الإجرامية والغادرة»، ووصفت تصريحاته بأنها «طعنة في الظهر للقوات الروسية وترقى إلى إثارة نزاع مسلح».
وقال حاكم منطقة فورونيج الواقعة جنوب روسيا، إن الجيش الروسي يتخذ الإجراءات اللازمة من أجل التصدي لمحاولة مجموعة «فاغنر» إطاحة القيادة العسكرية ممثلة في وزير الدفاع سيرغي شويغو. وأوضح الحاكم ألكسندر غوسيف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: «في إطار عملية مكافحة الإرهاب في فورونيج، تتخذ القوات الروسية الاستعدادات العملياتية والقتالية الضرورية».
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن «الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرها بريغوجين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضربات مفترضة شنّتها وزارة الدفاع الروسية على قواعد خلفية لمجموعة (فاغنر) لا تتفق مع الواقع وتشكّل استفزازاً».