مسؤولون إسرائيليون يتعهدون بالتصدي لإرهاب المستوطنين.. والعشرات يقتحمون «الأقصى»
وصف قادة أمنيون إسرائيليون هجمات المستوطنين على قرى فلسطينية في الضفة الغربية بأنه «إرهاب قومي يستدعي تكثيف إجراءات المواجهة»، في تصريحات أثارت غضب وزراء منتمين لليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
وشمل تصاعد العنف في الضفة الغربية هجمات شنها عشرات المستوطنين الإسرائيليين على بلدات وقرى فلسطينية، الأمر الذي أدى إلى تنديد دولي وقلق من البيت الأبيض.
وأحرق مستوطنون، أمس، محاصيل في قرية ترمسعيا شمال رام الله، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها، إن المستوطنين أضرموا النيران في ستة دونمات مزروعة بالقمح، وذلك بعد أن قام المستوطنون، الأربعاء الماضي، بشن عدوان على القرية، أسفر عن مقتل الشاب عمر جبارة (25 عاماً)، وإصابة 12 آخرين بالرصاص الحي، وأحرقوا نحو 30 منزلاً، وأكثر من 60 مركبة.
وكان من بين الهجمات قيام مستوطنين، أول من أمس، بإضرام النار في منزلين على الأقل بقرية أم صفا الفلسطينية القريبة من رام الله. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ألقى القبض على مشتبه فيه واحد على الأقل.وندد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالهجوم، وقال قادة الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل في بيان مشترك، إن «أفعال المستوطنين ترقى إلى حد الإرهاب القومي»، وتعهدوا بالتصدي لتلك الأعمال.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي سيعزز قواته في المنطقة للتصدي لهذا العنف، فيما سيطور جهاز الأمن الداخلي عمليات الاعتقال، بما في ذلك الاحتجاز الإداري الذي يعني إمكانية احتجاز أي مشتبه فيه دون اتهام، وأثار البيان انتقادات حادة من عضوين في حكومة بنيامين نتنياهو القومية المتشددة، هما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وعبر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، قبل يومين، عن مخاوفه بسبب هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، كما دعا سوليفان في محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي، إلى الامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب، بما في ذلك التوسّع الاستيطاني، الذي يزيد من تأجيج التوترات، معرباً عن أمل الولايات المتحدة في أن يبني الطرفان «الإسرائيلي - والفلسطيني» على الالتزامات التي تم التعهد بها خلال المحادثات السابقة، وأن يجتمعا في وقت قريب. ومن جانبها، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، إلى محاسبة إسرائيل على عدم قيامها بواجباتها في حماية السكان المدنيين بالمناطق التي تحتلها، بل توفر الحماية لمن يعتدي عليهم، وأكدت أن وصف قيادات الجيش الإسرائيلي هذه الجرائم بالإرهاب، هو اعتراف صريح وواضح وعلني بوجود إرهاب قومي يرتكبه الآلاف من المستوطنين وهم يحملون السلاح.
وذكرت الوزارة أنه رغم وصف بيان المنظومة العسكرية الإسرائيلية جرائم المستوطنين بـ«الإرهاب»، إلا أن البيان صدر من أجل تهدئة وامتصاص ردود الفعل الدولية تجاه هذه الجرائم المستمرة، وتبرئة تلك المنظومة من جرائم المستوطنين أمام الرأي العام العالمي، وليس المقصود منه اعتقال عناصر المستوطنين وقياداتهم، أو البدء بجمع سلاحهم أو محاسبتهم، وطالبت الوزارة الدول كافة بوضع مجموعات ومنظمات المستوطنين التي ترتكب الجرائم والإرهاب ضد المدنيين الفلسطينيين على قوائم الإرهاب لديها، وملاحقة عناصرها ومحاكمتها ومنعهم من دخول أراضيها.
إلى ذلك، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، أمس، من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
وقالت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، إن الشرطة الإسرائيلية نشرت منذ الصباح عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين الحماية الكاملة لاقتحامات المستوطنين، موضحة أن المستوطنين نظموا جولات استفزازية في باحات المسجد، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة.
• المستوطنون الإسرائيليون شنوا هجمات عدة على بلدات وقرى فلسطينية، وأحرقوا منازل وأراضي زراعية.