السودان يشهد اشتباكات متقطعة رغم هدنة «الدعم السريع»
رغم إعلان هدنة أحادية من طرف قوات الدعم السريع، إلا أن الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في بعض أنحاء السودان، أمس، فيما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن البعد العرقي للحرب في السودان.
وذكرت تقارير إعلامية، أمس، أن قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، أعلن وقف إطلاق نار من جانب واحد في وقت مبكر من أمس، قبل بدء عيد الأضحى.
وأشارت التقارير إلى أن وقف إطلاق النار سيستمر بدءاً من أمس حتى اليوم الأربعاء أول أيام العيد.
وقال حميدتي في رسالة مسجلة، ليل الإثنين، إن الهدنة تشمل يومي وقفة عرفة وأول أيام عيد الأضحى (الثلاثاء والأربعاء).
ورغم الهدنة، قالت مصادر سودانية إن قصفاً مدفعياً للجيش السوداني استهدف مواقع عدة لتمركزات «الدعم السريع» جنوبي أم درمان بمحيط جسر الفتيحاب وشمال بحري.
كما سمع دوي الأسلحة الثقيلة جنوبي وشرق الخرطوم.
ولم يصدر الجيش السوداني بياناً رسمياً للتعليق على الهدنة من طرف واحد، التي أعلنها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو. ولاحظت مصادر محلية انخفاض حدة العمليات العسكرية بجبهات القتال في أنحاء العاصمة وولايات دارفور. وتغيب مظاهر عيد الأضحى المبارك هذا العام عن العاصمة الخرطوم، في ظل استمرار المعارك، وفرار العديد من السكان لمناطق أكثر أمناً.
وأعلنت السلطات السودانية حظر التجوال بمدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان، بدأ من السادسة مساء أمس حتى السادسة صباح اليوم الأربعاء إلى حين إشعار آخر.
يذكر أن ولاية جنوب كردفان، شهدت مواجهات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف العدائيات، الموقع مع الحكومة السودانية إبان رئاسة عبدالله حمدوك، وامتناع الحركة الشعبية عن التوقيع على اتفاق سلام جوبا.
ويتخذ الصراع في السودان منحى عرقياً في دارفور، حسبما أعلنت الأمم المتحدة أمس، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأشخاص الذي فرّوا من القتال إلى الخارج 560 ألفاً، كما اقترب عدد النازحين في الداخل من مليوني شخص.
وتشعر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقلق كبير إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للأشخاص المتضرّرين من الأزمة في السودان، حيث يستمر عدد النازحين في الارتفاع، ولايزال إيصال المساعدات محدوداً بشدة بسبب انعدام الأمن، فضلاً عن عدم القدرة على إيصالها والافتقار للتمويل.
وقال مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو، للصحافيين في جنيف، إنّ «560 ألف شخص خلال ما يزيد قليلاً على شهرين هو عدد هائل».
وأضاف أنّ «العبء الذي يمثّله اللاجئون الذين يصلون إلى البلدان (المجاورة)، يمكن أن يخيف الحكومات في بعض الحالات، لذلك يجب علينا دائماً تذكير بلدان اللجوء ونطلب منها الاستمرار في إبقاء حدودها مفتوحة، ولكن يجب علينا أيضاً التأكّد من أنّ لديها الوسائل لتوفير احتياجات المساعدة الإنسانية، وفي بعض الأحيان للتنمية أيضاً».
وقال مازو «ربما يكون الوضع في دارفور هو أكثر ما يقلقنا»، موضحاً أنّ عدداً متزايداً من اللاجئين الفارّين إلى تشاد «يصلون مصابين بجروح».
وأضاف «هناك اشتداد للصراع في دارفور. البعد العرقي الذي لاحظناه في الماضي، للأسف، يعود». وتابع «اليوم نشهد اتساعاً وازدياد حدّة الصراعات».
وقدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى الآن، أنّ هذه الاشتباكات الدامية، ستُسفر عن مليون لاجئ خلال ستة أشهر. غير أنّ مازو قال «بالنظر إلى الاتجاهات والوضع في دارفور، من المحتمل أننا تجاوزنا المليون» نازح.
وبالتالي، في حين قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول 100 ألف شخص إلى تشاد في غضون ستة أشهر، فقد بات هذا الرقم يقدّر الآن بنحو 245 ألفاً، حسبما أضاف.