معارك متواصلة بمختلف أنواع الأسلحة في السودان

أفاق سكان العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، على مزيد من عمليات القصف والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وحذّر حاكم إقليم دارفور من أن النزاع الراهن دخل مرحلة حرجة تهدد وحدة البلاد.

وأبلغ شهود في ضاحية أم درمان بشمال غرب الخرطوم وكالة «فرانس برس» عن وقوع اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة، كما حلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها، بحسب السكان.

وأفادت قوات الدعم السريع في بيان، أمس، بأنها «أسقطت طائرة حربية من طراز ميغ في منطقة شمال بحري (الكباشي)»، فيما ذكر شهود عيان أن عناصر الدعم السريع شنوا هجوماً على مقر لقوات الاحتياطي المركزي بوسط أم درمان، وذلك غداة شنّ قوات الدعم هجوماً على قيادة السلاح نفسه، بينما تعرضت مناطق في شمال الخرطوم لقصف مدفعي، وفق الشهود.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، وأدى النزاع إلى مقتل نحو 2800 شخص، ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص.

وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور بغرب البلاد، حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية، ويتخذ أبعاداً عرقية.

ولجأ أكثر من 600 ألف شخص من النازحين إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

ومنذ اندلاع النزاع، شهد إقليم دارفور بعضاً من أسوأ أعمال العنف التي ترافقت مع انتهاكات إنسانية وجنسية، وجرائم قتل على أساس عرقي، وعمليات نهب واسعة النطاق، وفق ما تؤكد منظمات إنسانية وشهود.

وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية في بيان، إنه تم تسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصاً في مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور، مضيفة أن إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم بلغ 42 حالة، بينما سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع، وسبق للوحدة أن سجّلت 25 حالة اعتداء جنسي في نيالا عاصمة جنوب دارفور، وأعربت الوحدة عن قلقها الشديد إزاء تنامي ظاهرة الاستهداف العرقي للنساء والفتيات.

وحذّر حاكم دارفور، مني مناوي، من أن النزاع الراهن دخل مرحلة حرجة، وقال عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الحرب في السودان دخلت مرحلة حرجة تهدد وحدة البلاد، وقد تضاءلت فرص النجاح لكل المبادرات الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة»، وجدد دعوته للمبادرة الوطنية للمصالحة، وأعرب عن أمله في أن تكون مدخلاً لوقف إطلاق النار.