قمة «الناتو» تبحث عضوية أوكرانيا المحتملة وحجم الإنفاق الدفاعي
تجري الدول الـ31 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مفاوضات بشأن الصياغة الدقيقة للبيان الختامي لقمة فيلنيوس في ما يتعلق بعضوية أوكرانيا المحتملة، ويسعى قادة هذه الدول أيضاً إلى التوصل إلى اتفاق بشأن هدف جديد لحجم الإنفاق الدفاعي.
وطالبت أوكرانيا قمة (الناتو) المقرر عقدها غداً وبعد غد في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، بإصدار التزام بضم أوكرانيا للتحالف العسكري بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا، وتدفع دول شرق أوروبا قبل القمة باتجاه إصدار جدول واضح بشأن عضوية أوكرانيا.
ويتسم موقف ألمانيا وأميركا بالتردد في دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، خشية صدور رد فعل لا يمكن التنبؤ به من روسيا، كما شددت برلين على الحاجة إلى الوفاء بشروط «الناتو» في ما يخص الرقابة المدنية والديمقراطية على الجيش، على سبيل المثال.
وفي زيارة رمزية لكييف مطلع الشهر الجاري تزامناً مع بدء رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد الأوروبي، تعهّد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بدعم مدريد لأوكرانيا مهما طال الأمر، ودعا إلى تشكيل «مجلس الناتو - أوكرانيا» من أجل «تعزيز مشاركة كييف السياسية» في التحالف العسكري.
ويعد تشكيل «مجلس الناتو - أوكرانيا» بمثابة حل وسط لتعزيز العلاقات بين الجانبين في ما يخص عضوية كييف المستقبلية في الحلف، ومن شأن هذا المجلس أن يسمح لأوكرانيا بالمشاركة بشكل أوثق في ما تقوم به الدول الأعضاء من أعمال، وفي تطوير التحالف، كما يعني المجلس نوعاً من الاندماج السياسي الأولي، يضاف إلى خطة مساعدة ذات سنوات متعددة، تهدف إلى جعل جيش أوكرانيا قابلاً للعمل المتبادل بشكل تام مع قوات حلف شمال الأطلسي.
وسعت أوكرانيا على مدار الأشهر الماضية إلى الانضمام للحلف، ويعتمد حصولها على العضوية من عدمه - في نهاية المطاف - على شركاء كييف في الغرب، بحسب ما ذكره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قام أخيراً بزيارة إلى صوفيا عاصمة بلغاريا استمرت يوماً واحداً، وتبنّت الجمعية الوطنية البلغارية (البرلمان) إعلاناً يدعم انضمام أوكرانيا إلى «الناتو» بمجرد انتهاء الحرب. وخلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب، إن السلام الدائم في أوكرانيا شرط مسبق لبدء مفاوضات انضمامها لـ«الناتو»، فيما قال رئيس وزراء رومانيا كلاوس يوهانيس إن أعضاء «الناتو» قرروا خلال قمة الحلف بالعاصمة الرومانية بوخارست في 2008، انضمام أوكرانيا وجورجيا للتحالف العسكري الغربي مستقبلاً. وشدد على أن التحالف بحاجة إلى موقف قوي على المدى الطويل، ودفاع متطور قادر على مواجهة جميع التهديدات.
وقالت السفيرة الأميركية لدى «الناتو» جوليانا سميث، إن الحلف يقترب من التوصل إلى توافق بشأن كيفية التعامل مع مسألة انضمام أوكرانيا، موضحة أنها تتوقع حضور الرئيس الأوكراني للقمة.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بجولة تشمل ثلاث دول أوروبية، يشارك خلالها في قمة فيلنيوس، وستركز الجولة على سبل تعزيز التحالف الدولي الداعم لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي. وتأتي قمة «الناتو» في فيلنيوس في وقت يسعى فيه التحالف العسكري الغربي إلى ضم السويد إليه، وهي المساعي التي تعرقلها تركيا والمجر.