إدانات عربية وإسلامية وتظاهرات احتجاجاً على «تدنيس القرآن»

الإمارات تستدعي القائم بالأعمال في سفارة السويد وتستنكر الاعتداءات المتكررة على القرآن الكريم   

رجل يحرق علماً سويدياً خلال تظاهرة في الضاحية الجنوبية لبيروت. رويترز

استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال في سفارة مملكة السويد بأبوظبي، وسلمتها مذكرة احتجاج رسمية على استمرار الاعتداءات والإساءات التي يقوم بها متطرفون في مملكة السويد من خلال إحراق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، واستنكارها الشديد أيضاً لمواصلة الحكومة السويدية السماح بممارسة هذه الأعمال المسيئة، وتهربها من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد.

وشددت وزارة الخارجية على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية التي تؤثر سلباً على تحقيق السلام والأمن، مؤكدة رفض دولة الإمارات استخدام حرية التعبير كمسوغ لمثل هذه الأفعال الشنيعة.

وأكدت الوزارة رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشيرة إلى أن خطاب الكراهية والتطرف يتناقض مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين الشعوب.

وشددت الوزارة على أهمية احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي، والتي ينبغي دعمها وتنفيذها لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

وشددت الوزارة على أن السماح المتكرر بمثل هذه التصرفات المسيئة يتناقض مع الأعراف والقوانين الدولية التي تمنع الاعتداء وإهانة الأديان والكتب والرموز المقدسة، وعلى أن خطاب الكراهية والتطرف يؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها في العالم.

يأتي ذلك في وقت نُظمت تظاهرات في العراق وإيران ولبنان، أمس، للتنديد بالسماح في السويد بتنظيم تظاهرات شهدت «تدنيس القرآن». وفي وقت استدعت كل من السعودية وقطر وإيران سفراء السويد لديها، دعت تركيا السويد إلى «اتخاذ إجراءات رادعة».

وبدعوة من رجل الدين مقتدى الصدر، تظاهر المئات في بغداد والناصرية والنجف جنوباً بعد صلاة الجمعة للتنديد بتدنيس القرآن.

وأشعل مناصرو مقتدى الصدر، الخميس، النار في السفارة السويدية، فيما طردت الحكومة العراقية السفيرة السويدية وسحبت القائم بأعمالها من استوكهولم.

وفي طهران، لوح مئات المتظاهرين بالأعلام الإيرانية وبنسخ من المصحف، فيما أشعل بعضهم النار في العلم السويدي الأزرق والأصفر.

وفي لبنان، لبى مناصرو «حزب الله» الدعوة التي أطلقها أمينه العام حسن نصرالله للتجمع أمام المساجد عقب صلاة الجمعة. وتجمع المئات أمام مساجد عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، وفي مدينتي بعلبك (شرق) وصيدا (جنوب)، وفي بلدات أخرى.

واتخذ الجيش اللبناني تدابير احترازية في محيط السفارة السويدية وسط بيروت، وأغلق جميع الطرق المؤدية إليها.

وفي يونيو أحرق اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا صفحات من المصحف، ما أثار غضباً في العالم الإسلامي.

ووسط حماية الشرطة السويدية، قام موميكا الخميس بدوس المصحف مراراً أمام مقر السفارة العراقية في استوكهولم، لكنه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق أن فعل، فيما احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.

وسمحت الشرطة السويدية بهذا التجمع باسم حرية التظاهر، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أنها تتفق مع ما يجري خلاله.

إلا أن تلك الخطوات أثارت أزمة دبلوماسية خطيرة بين السويد والعراق الذي طرد السفيرة السويدية وسحب القائم بأعماله من استوكهولم.

واقتحم مناصرو الصدر مرتين السفارة السويدية، فيما قاموا بحرقها فجر 20 يوليو.

ودعا الصدر كل دول العالم إلى «سن قانون يجرم حرق القرآن ويجعله جريمة إرهابية كما أن التعدي على السامية والمجتمع الميمي يعتبر جريمة».

في السياق نفسه، استدعت السعودية وإيران سفيرَي السويد لديهما للتنديد بسماح استوكهولم بتنظيم تجمع قال منظّمه إنه يعتزم خلاله إحراق نسخة من المصحف.

جاء ذلك في إعلانين منفصلين في وقت متأخر الخميس.

واستنكرت وزارة الخارجية السعودية «التصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسمية التي تخولهم حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، في تصرف يُعد استفزازاً ممنهجاً لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم».

وأكدت الوزارة «رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان وتحدّ من الحوار بين الشعوب».

وقالت وزارة الخارجية القطرية الخميس، إن الدوحة استدعت السفير السويدي لتسليمه مذكرة احتجاج على «الاعتداء على القرآن» في استوكهولم.

وفي طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني استدعاء السفير السويدي للاحتجاج على التصريح الذي منحته بلاده لتجمع موميكا، ولتحذير استوكهولم من تداعيات خطوات من هذا القبيل.

 وطلب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة وجّهها إليه، «إدانة هذا العمل على الفور واتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن لمنع تكرار مثل هذا العمل المهين والاستفزازي».

وأدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن الخارجية ترخيص السلطات السويدية تكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في استوكهولم.

وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث ازدراء الأديان وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتعالي خطاب الكراهية في العديد من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، الخميس، التجمع الأخير في استوكهولم معتبرةً أنه «عمل استفزازي آخر لا يمكن تبريره بذريعة حرية التعبير أو الرأي».

كما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الاستفزازات لمشاعر المسلمين، وتدنيس نسخة أخرى من المصحف الشريف في استوكهولم.

وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نتوقع أن تتخذ السويد إجراءات رادعة لمنع جرائم الكراهية ضد الإسلام».

• أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الاستفزازات لمشاعر المسلمين.

• منظمة التعاون الإسلامي تعتبر ما حدث «عملاً استفزازياً آخر لا يمكن تبريره بذريعة حرية التعبير أو الرأي».

تويتر