بوتين: أي اعتداء على بيلاروسيا سيُعد هجوماً على روسيا

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولندا بأن لديها أطماعاً في دول الاتحاد السوفييتي السابق، وقال إن أي اعتداء على بيلاروسيا، حليفة موسكو وجارتها، سيُعد هجوماً على روسيا، فيما أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، سفيره لدى المملكة المتحدة.

وشنّ بوتين هجوماً لاذعاً على بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في أعقاب إرسال وارسو تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع حليفة موسكو بيلاروسيا، بعدما استقبلت الأخيرة عناصر من مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية.

واعتبر بوتين، في تصريحات خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، بثها التلفزيون أمس، أن أي عدوان على بيلاروسيا سيكون بمثابة عدوان على روسيا التي ستردّ عليه «بكل الوسائل» التي في حوزتها.

وحذّر من أن «شن عدوان على بيلاروسيا سيكون بمثابة عدوان على الاتحاد الروسي، وسنرد عليه بكل الوسائل التي في متناولنا».

واتهم بوتين وارسو بإعداد «خطط انتقامية» والرغبة في السيطرة على أراضٍ في غرب أوكرانيا، وهو اتهام سبق للسلطات الروسية أن وجّهته أكثر من مرّة.

وتعد بولندا من أبرز حلفاء أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، واستضافت مئات آلاف اللاجئين الأوكرانيين جراء الحرب.

وتنفي بولندا أي طموحات للاستيلاء على أراضٍ في بيلاروسيا.

كما أعلن بوتين، أمس، أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا لصد القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها لم يحقق «أي نتيجة» رغم الدعم المالي والعسكري الغربي.

وقال إنه «من الواضح حالياً أن الرعاة الغربيين لنظام كييف يعانون خيبة أمل جراء نتائج الهجوم المضاد المزعوم الذي أثارت سلطات كييف الضجيج بشأنه خلال الأشهر الماضية».

وأضاف: «لا الموارد الهائلة التي تم ضخها في نظام كييف ولا الإمدادات الغربية بالأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ تساعد» أوكرانيا، مؤكداً أنها لم تحقق «أي نتيجة حتى الآن».

وتابع: «يرى العالم بأسره المعدات الغربية التي أثيرت الدعاية بشأنها وقيل إنها محصّنة تحترق، وعلى المستوى التكتيكي والفني هي حتى أقل شأناً من بعض الأسلحة السوفييتية الصنع».

وأشاد بوتين بالجيش الروسي الذي يقاتل بطريقة «احترافية» و«بطولية»، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تكبّدت «خسائر هائلة»، وأن «قدرتها على التعبئة» تستنفد.

من ناحية أخرى، أقال الرئيس الأوكراني، أمس، سفيره لدى المملكة المتحدة فاديم بريستايكو، وفقاً لمرسوم نُشر على موقع الرئاسة الأوكرانية على الإنترنت.

ولا يذكر هذا المرسوم أسباب القرار، لكن السفير كان قد انتقد أخيراً الرئيس الأوكراني، معرباً عن أسفه لـ«سخريته» التي استهدفت وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الذي طالب أوكرانيا بإبداء مزيد من الامتنان للمساعدة العسكرية التي قدّمها حلفاؤها.

وردّ فولوديمير زيلينسكي على ذلك في مؤتمر صحافي، مؤكداً أنه «ممتن» للغاية للشعب البريطاني.

وقال الرئيس الأوكراني مرّة أخرى مازحاً: «ليخبرني كيف يمكنني التعبير عن امتناني بخلاف ذلك؟ أو يمكننا الاستيقاظ في الصباح والتعبير عن امتناننا شخصياً للوزير؟».

وفي اليوم التالي، أعرب فاديم بريستايكو عن أسفه لأن رد زيلينسكي جاء مع «بعض السخرية».

وقال في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» البريطانية: «لا أعتقد أن هذه السخرية صحية. يجب ألا نُظهر للروس أن شيئاً ما يحدث بيننا، يجب أن يعلموا أننا نعمل معاً»، مشدداً على ضرورة تهدئة العلاقات مع المملكة المتحدة.

وأضاف السفير: «إذا حدث شيء ما يستطيع بن (والاس) الاتصال بي ويخبرني بكل ما يريد».

• بوتين اتهم بولندا بإعداد «خطط انتقامية» والرغبة في السيطرة على أراضٍ في غرب أوكرانيا.