زيلينسكي يبحث مع أمين حلف «الناتو» فتح ممر مستدام للحبوب بالبحر الأسود
بحث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، فتح ممر مستدام لتصدير الحبوب في البحر الأسود. وتزامن ذلك مع اتهام السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم، أوكرانيا بتفجير مخزن ذخيرة بهجوم بطائرات مسيّرة، ما دفعها إلى إجلاء السكان من المناطق المحيطة، وتعليق حركة السكك الحديد.
وتفضيلاً، قال الرئيس الأوكراني، أمس، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بشأن «فتح» ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود، بعد أيام قليلة من انتهاء العمل باتفاقية مع روسيا بهذا الصدد.
وأوضح زيلينسكي في تغريدة «لقد حددنا مع ستولتنبرغ الأولويات والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود واستغلاله على نحو مستدام».
من جهة أخرى، أدى هجوم بطائرة مسيّرة شنّته أوكرانيا إلى «انفجار» مخزن ذخيرة في القرم التي ضمّتها روسيا في عام 2014، ودفع السلطات إلى إجلاء السكان ضمن نطاق خمسة كلم، وتعليق حركة السكك الحديد، وفق ما أعلن حاكم القرم، أمس.
وقال سيرغي أكسيونوف، عبر تطبيق «تليغرام»: «نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة معادية على مقاطعة كراسنوغفارديسكي، حصل انفجار في مخزن ذخيرة».
وأضاف «تم اتخاذ القرار بإجلاء الناس في نطاق خمسة كلم»، مؤكداً أنه «بهدف تقليل المخاطر، تم اتخاذ القرار أيضاً بتعليق حركة القطارات على السكك الحديد في القرم».
ويأتي هذا الهجوم بعد خمسة أيام من تعرّض جسر مضيق كيرتش، وهو الوحيد الذي يربط بين القرم والبرّ الروسي، لهجوم أوكراني، أدى إلى مقتل شخصين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر أسبن للأمن الجمعة، إن جسر القرم يجب أن يتمّ شلّ عمله.
واعتبر أن الجسر يسهم في «تزويد شبه جزيرة القرم بالذخيرة».
وأضاف زيلينسكي لمنتدى أسبن الأمني أن الهجوم المضاد الأوكراني في طريقه لـ«اكتساب زخم»، فيما تعاني القوات جراء تطهير الأراضي من الألغام التي زرعتها القوات الروسية.
وتحدث الرئيس الأوكراني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في وقت متأخر الجمعة، فيما يبحث عن سبل لاستئناف شحنات الحبوب، بعدما انسحبت موسكو من اتفاقية الحبوب في البحر الأسود.
على صلة، حاولت روسيا الجمعة تحميل الأمم المتحدة مسؤولية تجديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود، الذي انتهى العمل به الاثنين الماضي، بعدما رفضت موسكو تجديده.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، للصحافيين في موسكو، الجمعة «الكرة الآن في ملعب شركائنا الذين كنا نعمل معهم».
وتابع فيرشينين «نحن ننتظر الآن رداً من جانبهم».
وقالت روسيا إنها ترغب في أن يقوم الغرب برفع العقوبات، خصوصاً الحظر المفروض على بنوكها من استخدام نظام الدفع الدولي «سويفت» قبل أن تمدد الاتفاق.
وقال فيرشينين إن «روح العقوبات» تمنع الشركاء التجاريين من التجارة مع روسيا، لذلك فهي تريد تخفيف القواعد.
وأوضح أن روسيا ستجد السبل لإيصال حبوبها وأسمدتها المطلوبة في الدول النامية إلى السوق العالمية.
من جهة أخرى، قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف جلادكوف، إن أوكرانيا أطلقت ذخائر عنقودية على قرية بالقرب من الحدود، الجمعة، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار. وأضاف «في منطقة بيلغورود، تم إطلاق 21 قذيفة مدفعية، وثلاث ذخائر عنقودية من نظام صاروخي متعدد الإطلاق على قرية جورافليفكا».
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن مراسلاً عسكرياً لوكالة الإعلام الروسية قُتل، وأصيب ثلاثة صحافيين روس بجروح جراء قصف قرب خط المواجهة في منطقة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا، أمس. وأضافت الوزارة أن الصحافيين أصيبوا في قصف مدفعي شنته أوكرانيا، مشيرة إلى أنه تم إجلاؤهم من ساحة المعركة، لكن مراسل وكالة الإعلام الروسية روستيسلاف جورافليف لفظ أنفاسه الأخيرة خلال نقله.
وذكرت الوزارة أن الصحافيين الثلاثة الآخرين حالتهم خطرة، لكنها مستقرة. وقالت «لا يوجد خطر على حياتهم. إنهم يتلقون كل الرعاية الطبية اللازمة».
وفي باريس، ألمح مستشار للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى أن الصين تزوّد روسيا تجهيزات قد تستخدم عسكرياً في أوكرانيا، مؤكداً أن بكين لم تبلغ مرحلة دعم موسكو بـ«قدرات عسكرية».