الفصائل الفلسطينية تبدأ تشكيل لجنة حوار لإنهاء الانقسام الداخلي
أعلن مسؤول فلسطيني، أمس، بدء الاتصالات لتشكيل لجنة الحوار بين الفصائل لإنهاء الانقسام الداخلي بعد الاتفاق على تشكيل اللجنة خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل في مدينة العلمين المصرية، أول من أمس.
وصرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، لتلفزيون فلسطين الرسمي، بأنه تم البدء أمس بالتحضير لتشكيل لجنة الحوار بين الفصائل ودعوتها لبدء مهامها، موضحاً أن انعقاد اللجنة سيتم بعد إعداد الأجندة والقضايا التي ستتم مناقشتها، موضحاً أن اللجنة لن تبدأ من فراغ، وستستند إلى اتفاقات عدة موقعة ذات صلة بملف المصالحة الفلسطينية.
وأضاف: «حاولنا إيجاد مقاربات سياسية لبعض القضايا المختلف عليها والمتصلة بتحديد هدفنا الوطني للمرحلة الراهنة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس».
وتابع أن «بعض هذه المقاربات متعلقة بالتزام الحكومة بالشرعية الدولية والقانون الدولي، والتي فتحت أبواب الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني».
واتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة للحوار بشأن إنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عام 2007، وذلك عقب اجتماع للأمناء العامين في مدينة العلمين، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في البيان الختامي للاجتماع، إلى تشكيل لجنة مهمتها استكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. وطلب عباس من اللجنة «الشروع فوراً بإنجاز مهمتها والعودة إلينا بما تصل إليه من اتفاقيات»، وأعرب عن أمله في عقد اجتماع قريب لإعلان إنهاء الانقسام الداخلي.
واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، نظيره الفلسطيني محمود عباس، أمس، في القاهرة، وأكد دعم مصر الثابت والتاريخي للشعب الفلسطيني الشقيق، وأعرب عن ترحيب مصر باستضافة اجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين، وإجراء حوار حول القضايا والملفات المختلفة بهدف الوصول إلى إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. من جانب آخر، أفاد مصدر طبي، أمس، بمقتل شخصين وإصابة 11 آخرين جراء تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان، ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى ثمانية والمصابين إلى 36 جريحاً.
وارتفعت وتيرة الاشتباكات خلال اليومين الماضيين داخل مخيم عين الحلوة بين عناصر من حركة فتح ومجموعات تنتمي لفصائل متشددة، وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، وقتل خلالها القيادي في حركة «فتح» العميد أبوأشرف العرموشي، وأدت إلى احتراق عدد من المنازل والسيارات داخل المخيم وفي محيطه. وطال الرصاص الطائش أحياء ومنازل في مدينة صيدا، كما انفجر عدد من القذائف في محيط المخيم، ما أدى إلى وقوع إصابات خارج نطاقه، وأسفرت الاشتباكات عن نزوح عدد كبير من أهالي المخيم بعد تضرّر أملاكهم، وتعرضت مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش اللبناني لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح، وحذّرت قيادة الجيش اللبناني من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب، وأكّدت أن الجيش اللبناني سيرد على مصادر النيران بالمثل.
من جهتها، ندّدت الرئاسة الفلسطينية في بيان بـ«مجزرة بشعة واغتيال غادر وإرهابي لعناصر من حركة فتح»، وأضافت أن ما وقع «تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعبث بالأمن اللبناني وأمن المخيم».
والاشتباكات بين مجموعات مُتنافسة أمر شائع في مخيّم عين الحلوة الذي يؤوي أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مُسجّلين، انضمّ إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيّين القادمين من سورية، وبموجب اتفاق ضمني لا يدخل الجيش اللبناني المخيّمات الفلسطينيّة، تاركاً مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها. وهناك أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجّلين لدى «الأونروا» في لبنان، ويعيش معظمهم في 12 مخيّماً رسمياً للاجئين.
• تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان