إعصار "دوكسوري" يجتاح بكين ويضرب منطقة بحجم بريطانيا
أمطار بكميات قياسية لم تشهدها الصين منذ 140 عاماً
تجتاح كميات قياسية من أمطار ظلت تهطل لفترة أطول من المعتاد، نتيجة وصول إعصار دوكسوري في أواخر يوليو، شمال الصين منذ أسبوع، مما تسبب في فيضانات عارمة وتعطيل حياة الملايين.
وبعد أن اجتاح الإعصار العاصمة الصينية بكين وضرب مدنا مجاورة في منطقة بحجم بريطانيا، تحولت الأمطار في النهاية إلى شمال شرق الصين بالقرب من حدودها مع روسيا وكوريا الشمالية لكنها ظلت قوية رغم تراجع شدتها. ودوكسوري هو أسوأ إعصار تشهده البلاد منذ 140 عاما.
حطمت كمية الأمطار، التي هطلت منذ، السبت، العديد من الأرقام القياسية المحلية في بكين وشمال الصين حيث شهد حوض نهر خيخه الشاسع أسوأ فيضانات تتسبب فيها عواصف منذ عام 1963.
وسجل خزان بمنطقة تشانغبينغ في بكين 744.8 ملليمتر من الأمطار بين السبت والأربعاء، وهي أكبر كمية تشهدها المدينة منذ أكثر من 140 عاما.
وفي إقليم خبي المكتظ بالسكان، سجلت إحدى محطات الأرصاد الجوية 1003 ملليمترات من الأمطار من السبت إلى الاثنين، وهي كمية يشهدها الإقليم عادة على مدى عام ونصف العام.
قال خبراء الأرصاد الجوية إنه مع توجه سحب دوكسوري باتجاه الشمال فإن النظام المناخي شبه الاستوائي والضغط الجوي المرتفع في الغلاف الجوي يمنعان مرور السحب المطيرة المصاحبة لدوكسوري مما يؤدي إلى استمرار تجمع بخار الماء.
وعندما تجمعت كميات كبيرة من البخار في شمال الصين، حملتها رياح منخفضة الارتفاع بعد ذلك، مما أدى إلى تحويل هطول الأمطار إلى الشرق من سلسلة جبال تايهانغ حيث المناطق الأكثر تضررا، ومن بينها منطقتا فانغشان ومينتوغو في بكين.
وفي هذه الأثناء، كان إعصار خانون يستجمع قوته في غرب المحيط الهادي. ومع اقترابه من ساحل الصين، تشبع دوكسوري، الذي بدأ يضعف، بكمية كبيرة من الرطوبة.
وقال خبراء أرصاد جوية صينيون لوسائل إعلام إن تفاعل الإعصارين أدى إلى استمرار الدورة مع زيادة كمية الأمطار، مما أدى إلى تأثير ممتد ومكثف للعواصف.
غمرت المياه مئات الطرق في المناطق الحضرية من بكين. وتأخرت مئات الرحلات الجوية أو ألغيت.
وكان التأثير أكثر وضوحا في الضواحي الغربية للمدينة. ففي منطقتي مينتوغو وفانغشان، غمرت المياه الشديدة الطرق، وجرفت السيارات. وحوصرت قرى في المناطق الجبلية، مما دفع السلطات إلى نشر طائرات هليكوبتر تلقي بالطعام والمياه وإمدادات الطوارئ.
وغمرت المياه نصف مساحة مدينة تشوتشو في خبي، التي يقطنها أكثر من 600 ألف نسمة جنوب غربي بكين، وتأثر حوالي 134 ألف ساكن وأجلت السلطات سدس سكان المدينة.
من غير المعتاد أن تهطل أمطار بهذه الشدة وتستمر طوال هذه المدة في شمال وشمال شرق الصين عقب الأعاصير. وقالت وسائل إعلام رسمية إن العاصمة الصينية شهدت 12 حالة فقط من الأمطار الغزيرة الناجمة عن أعاصير منذ أن بدأت السلطات في حفظ السجلات.
وأدى كل من إعصار هايتانغ وأمبيل في عامي 2017 و2018 إلى هطول أكثر من 100 ملليمتر من الأمطار على بكين. وتسبب إعصار واندا في عام 1956 في هطول أكثر من 400 ملليمتر من الأمطار على المدينة المكتظة بالسكان.
كما أن تأثير الأعاصير نادر أيضا في شمال شرق الصين. ويقول الخبراء إن معظم الأعاصير تتحرك باتجاه الغرب أو الشمال الغربي بعد أن تصل إلى اليابسة في الصين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news