بعد 64 عاماً من البث حكومة نجيب ميقاتي تقرر إقفال "تلفزيون لبنان"

قرر زياد المكاري، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، إقفال تلفزيون لبنان هذا الصباح بسبب المشاكل التي يعاني منها التلفزيون منذ مدة منها الرواتب ورفض الموظفين الاستمرار بعملهم رغم المحاولات العديدة لإيجاد حلول، حسبما ذكرت وكالة "المركزية".

وبذلك، توقف التلفزيون عن بث برامجه الاعتيادية بقرار من الوزير، إلى حين عودة الموظفين عن إضرابهم الذي بدأوه احتجاجاً على عدم قبض مستحقاتهم منذ 22 شهرا.

بدوره، قال مكاري عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "عطفا على ما يتم تداوله في الإعلام عن إقفال تلفزيون لبنان، سيكون لي موقف بعد قليل يوضح حقيقة الأمر".

ودخلت نقابة موظفي تلفزيون لبنان، في إضراب مفتوح عن العمل منذ الخميس الماضي، راهنة رفعه بنيلهم مستحقاتهم، التي تقول إنها لم تصرف منذ أشهر.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن النقابة، إشارتها في بيان إعلان الإضراب، بأنه كان قد تم تعليق قرار التوقف عن العمل بعد اجتماع عقد في وزارة الإعلام، بتاريخ 28 يوليو الماضي، بحضور المدير العام لوزارة الإعلام ورئيس الاتحاد العمالي العام، وذلك بعد وعود بنيل مستحقات الموظفين هذا الأسبوع".

ودعت النقابة جميع زملائها في تلفزيون لبنان لـ"التواجد معا لإيصال صوتهم"، مشددة على أن الموظفين لم "يتقاضوا رواتبهم الشهرية حتى الآن، ما يؤكد عدم صدق الوعود التي تم إعطاؤها منذ أشهر".

في أكتوبر عام 1954، تقدّم رجلا الأعمال اللبنانيّان وسام عز الدين وألكس مفرّج بطلب لإنشاء شركة بث تلفزيوني. وفي أغسطس عام 1956 تمّ توقيع اتفاق مع الحكومة اللبنانية من 21 مادة، أُعطيَت بموجبه "شركة التلفزيون اللبنانية" ترخيصاً للإرسال التلفزيوني لمدة 15 عاماً.

في ربيع العام 1957 وضَع رئيس لبنان كميل شمعون، ورئيس الوزراء سامي الصلح، حجر الأساس لمبنى أول تلفزيون في الشرق الأوسط، على تلّة رملية في بيروت تُدعى تلّة الخياط. وفي 28 مايو 1959 انطلق البث التلفزيوني من لبنان على يد الجنرال سليمان نوفل، وهو أول رئيس مدير عام لتلفزيون لبنان، وذلك عبر محطة "شركة التلفزيون اللبنانية"، التي كانت تبُث بلغتين: اللغة العربية في ما عُرِف بـ"القناة 7"، وباللغة الفرنسية في ما سُمّي بـ"القناة 9" بمشاركة شركة أو.أر.تي.أف (ORTF) الفرنسية. في تلك الفترة لم تتعدَّ فترة البثّ الست ساعات، من السادسة مساء حتى منتصف الليل.

وقد أسهم نجاح هذه المحطة في تشجيع مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين على إنشاء محطة تلفزيونية ثانية، حصلت على ترخيص في يوليو 1961 باسم "تلفزيون لبنان والمشرق". وبدأت الارسال في مايو 1962 من مقرّها في الحازمية شرق العاصمة وعُرفت باسم "القنالين 5 و11".

بدأ العمل في "تلفزيون لبنان" على ثلاث مراحل: كانت الاولى في نهاية الخمسينات وبداية الستينات (عبر شركتين خاصتين بالكامل هما "شركة التلفزيون اللبنانية" وشركة "طومسون" الفرنسية المنتجة للتلفزيونات)، والثانية عام 1977 كشركة مختلطة مساهمة، مناصفة بين القطاعين العام والخاص باسم "تلفزيون لبنان" (مرحلة الدمج)، والثالثة عام 1996 حيث استحوذت الدولة على أسهم القطاع الخاص وبات "تلفزيون لبنان" مملوكاً من الدولة اللبنانية بالكامل.

وحصل "تلفزيون لبنان" عام 1977 على ترخيص لمدة 25 عاماً، ومُنح احتكار البث التلفزيوني في لبنان حتى العام 2012، وجرى تداول أسهم القطاع الخاص بين أكثر من مستثمر، كان آخرهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اشترى حصة القطاع الخاص بالكامل.

وبعد صدور قانون الإعلام المرئي والمسموع الرقم 382/94، وإثر الترخيص لعدد من المحطات الخاصة، فَقَدَ "تلفزيون لبنان" الحق الحصري الممنوح له بالبث لغاية العام 2012، واشترت الدولة حصة القطاع الخاص وباتت منذ العام 1996 تملك أسهم "تلفزيون لبنان" بالكامل.

منذ ذلك الحين، باتت المنافسة شديدة على "تلفزيون لبنان" من المحطات الأخرى، وإثر ذلك شحّت مداخيله الإعلانية، إلى أن تمّ إقفاله في آخر من العام 2001، وصرف جميع مستخدميه الذين فاقوا الخمسمئة والخمسين مستخدماً بقرار من مجلس الوزراء، على أن يُعاد تنظيمه من جديد خلال ثلاثة أشهر.

لكن فترة الثلاثة أشهر لم تكن كافية لإعادة تنظيم "تلفزيون لبنان" كما يجب وكما تقضي أصول المهنة التلفزيونية، فأُعيد فتحه على عجل في 25 مايو 2001، وصُرفت له موازنة ضئيلة من قبل الدولة لا تتجاوز 120 ألف دولار في الشهر.

 

 

 

الأكثر مشاركة