سلطان الجابر أكد أن معالجة نقص التمويل المناخي خطوة بالغة الأهمية. من المصدر

الرئيس المعيّن لـ «COP28» يدعو إلى مواصلة العمل لتطوير التمويل المناخي

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف «COP28»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في الإمارات، سيركز «COP28» على الانتقال من مرحلة وضع الأهداف إلى تنفيذها، وعلى تعزيز التعاون ومضاعفة الجهود العالمية لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وبناء شراكات ذكية ونوعية تدعم النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال زيارته إلى جمهورية بربادوس الصديقة، أمام رؤساء حكومات المجموعة الكاريبية، حيث نقل تحيات قيادة دولة الإمارات إلى رئيسة وزراء بربادوس، ميا موتلي، ورؤساء حكومات المجموعة الكاريبية المشاركة، أكد فيها التزام رئاسة «COP28» دعم المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، وضمان تفعيل جهود المجتمع الدولي لمعالجة النقص في التمويل المناخي، وتعزيز جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية بما يلبي احتياجات العمل المناخي.

وقال سلطان الجابر: «لقد واجهت شعوب منطقة البحر الكاريبي تغير المناخ مدةً أطول من معظم الشعوب الأخرى، وعانت أشدّ تداعياته، لذا تمثل تجربتها نظام إنذار مناخي مبكر لبقية دول العالم»، وشدد على الدور الحاسم للتمويل المناخي في دعم تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وهو إحدى الركائز الأربع ضمن خطة عمل المؤتمر التي تتضمن تطوير آليات التمويل المناخي، وتسريع تحقيق انتقال مسؤول ومنظّم وعملي وعادل في قطاع الطاقة، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وسُبل العيش، ودعم هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تام.

وأضاف: «لقد دعت رئاسةُ (COP28) الدول المانحة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للوفاء بمسؤولياتها التاريخية، والتزامها توفير 100 مليار دولار من التمويل المناخي، ونوجه دعوة مفتوحة لضرورة إجراء تطوير جذري لمنظومة مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، بحيث تواكب احتياجات المناخ والتنمية في القرن الـ21، حيث يجب توفير كل أنواع التمويل وإتاحة المزيد منه بتكلفة مناسبة وشروط ميسَّرة».

وأشاد بجهود «مبادرة بريدجتاون» التي تقودها بربادوس، والتي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى التمويل الدولي، قائلاً: «تمثل هذه المبادرة جرس إنذار مناخي لدول العالم من أجل الوفاء بالتعهدات السابقة، وإجراء تطوير جذري للهيكل المالي العالمي الذي تأسس في القرن الماضي، وأصبح بحاجة لمواكبة ظروف القرن الـ21. وتتماشى هذه المبادرة مع التزام رئاسة COP28 تحديث البنية التحتية المالية العالمية دعماً للعمل المناخي».

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تخفض محطتا «بريدجتاون» و«باومانستون» لتوليد الطاقة الشمسية في بربادوس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1000 طن، وتوفر نحو 400 ألف دولار من تكلفة الوقود سنوياً، مشيراً إلى أن دولة الإمارات عقدت العديد من الشراكات لتنفيذ مشروعات لخفض الانبعاثات وتقليل تكلفة الطاقة عبر 16 دولة كاريبية، من خلال صندوق أبوظبي للتنمية وشركة «مصدر» للطاقة النظيفة.

وتابع: «من الواضح أن تكلفة رأس المال أبطأت الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في هذه المنطقة والعديد من المناطق الأخرى المعرضة لتداعيات تغير المناخ في مختلف أنحاء العالم، لذا، فإن معالجة نقص التمويل المناخي هي خطوة بالغة الأهمية، وستكون ضمن مقدمة أولويات COP28»، وشدد على ضرورة ضمان تحقيق التوازن الصحيح بين تمويل التخفيف وتمويل التكيُّف، حيث سيبدأ وضع معايير الهدف الجماعي الجديد للتمويل خلال «COP28» وما بعده، مضيفاً: «تدرك منطقة الكاريبي بوضوح التكلفة البشرية والاقتصادية المترتبة على نقص تمويل التكيف مع تغير المناخ وتعزيز المرونة المناخية، لذلك نوجه دعوة مفتوحة لكل الأطراف المعنية لمضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025، وتخصيص جزء كبير من التمويل المناخي لمعالجة موضوع التكيف مستقبلاً».

وأعلن سلطان الجابر خلال زيارة بربادوس استضافة دولة الإمارات، خلال شهر أغسطس الجاري، اجتماعاً لفريق الخبراء المستقل رفيع المستوى المعني بتمويل المناخ، والذي سيستمر مدة يومين، ويجمع أبرز الاقتصاديين العالميين، وقادة القطاع الخاص، ورئاسة مؤتمر الأطراف، ورواد الأمم المتحدة للمناخ، وذلك استعداداً لانطلاق COP28، والعمل على التوصل إلى إجراءات ملموسة وفعالة لتطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية.

■ سلطان الجابر: «شعوب منطقة البحر الكاريبي واجهت تغير المناخ مدة أطول من معظم الشعوب الأخرى، وعانت أشدّ تداعياته، وتجربتها تمثل نظام إنذار مناخي مبكر لبقية دول العالم».

الأكثر مشاركة