بوتين: "بريكس" تعمل لصالح "الأغلبية العالمية" والتخلي عن الدولار لا رجعة عنه
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مسجلة أمام قمة مجموعة بريكس المنعقدة في جنوب أفريقيا، اليوم، إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم، وأعلن أن التخلي عن الدولار لا رجعة عنه، وأكد استعداد روسيا للعودة إلى صفقة الحبوب في حال الوفاء الحقيقي بالالتزامات تجاه الجانب الروسي.
وأضاف بوتين "نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى الأغلبية العالمية".
ووجه بوتين، اليوم، رسائل للغرب الذي يخوض معه صراعاً على الأرض في أوكرانيا ويفرض على بلاده عقوبات قاسية، وكذلك بعث برسائل تشجيعية لشركائه في مناطق أخرى بالعالم، في افتتاح قمة مجموعة "بريكس" بجنوب إفريقيا.
وجاء حديث بوتين إلى قادة "بريكس" عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إذ لم يحضر إلى مقر القمة في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا بعد صدور مذكرة دولية باعتقاله.
وقال خلال كلمته في افتتاح القمة إن التخلص من الدولار كعملة عالمية مسألة لا رجعة عنها، وأضاف: "نحن نعمل على إيجاد آليات تسوية مالية أفضل، بعيدا عن الآليات الغربية، لأن دول بريكس أصبحت تتخفف من ارتباطها بالدولار".
وتابع "هذه القمة لمناقشة مختلف القضايا الخاصة بالانتقال إلى عملاتنا المحلية وتطبيق ذلك في تعاملاتنا المالية بين بلدننا الخمسة (دول بريكس). بنك التنمية الجديد (التابع للمجموعة) أصبح بديلا موثوقا عن المؤسسات المالية الغربية، وله دور مهم في تعزيز الترابط الاقتصادي بين دول المجموعة".
وأكد أن التعاون بين مجموعة بريكس قائم على الاحترام المتبادل، والاستثمار في دول المجموعة زاد بمعدل 6 أضعاف، وأوضح أن العقوبات الغربية تعوق إمدادات الغذاء الروسية ومدفوعاتها المصرفية، وأن هناك تحديات أمام مجموعة بريكس من تقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول.
وفي معرض حديثه عن صفقة الحبوب، قال بوتين في خطابه أمام المشاركين في منتدى أعمال "بريكس"، إنه لم يتم تنفيذ أي من شروط ما يسمى بصفقة الحبوب فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وقال الرئيس الروسي: "لقد تم ببساطة تجاهل الالتزامات تجاه روسيا في هذا الصدد. حتى أنهم منعونا من نقل الأسمدة المعدنية المحتجزة في الموانئ الأوروبية مجاناً، على الرغم من أن ذلك كان عملاً إنسانياً بحتاً، ولا ينبغي أن نخضع لأي عقوبات من حيث المبدأ".
وأضاف: "مع الأخذ في الاعتبار الحقائق المذكورة أعلاه، منذ 18 يوليو، رفضنا تمديد هذا الاتفاق المزعوم وسنكون مستعدين للعودة إليه، ولكن فقط إذا تم الوفاء بشكل واقعي وحقيقي بجميع الالتزامات تجاه الجانب الروسي".
وأعلنت روسيا وقف مشاركتها في صفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود اعتباراً من 18 يوليو، لعدم تنفيذ جزء من الشروط المتعلقة برفع القيود عن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاق الحبوب أبرم بمبادرة من أنقرة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وينص على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
ووقفت العقوبات الغربية حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، حيث تعهدت دول العقوبات بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء، فيما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع موسكو، ما عطّل حركة الصادرات الروسية، واضطرت موسكو أخيرا لتعليق العمل بالاتفاق.
وقمة بريكس تضم 5 اقتصادات هي روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتستمر لمدة 3 أيام.
ويمثل أعضاء مجموعة بريكس، أكثر من 40% من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة.
وسيتعين على دول مجموعة بريكس الخمس الاتفاق على معايير الأعضاء الجدد قبل قبول أي دولة، وهو ما تفضله موسكو وبكين نظراً لتوتر علاقتهما مع الغرب.
وهذه القمة أول لقاء وجها لوجه لقادة المجموعة منذ جائحة كورونا، باستثناء بوتين الذي تحدث عبر الفيديو.