الكرملين ينفي إصداره أمراً باغتيال قائد «فاغنر».. ويصف الاتهامات بـ «الكذب المحض»
نفى الكرملين الادعاءات بأنه أمر باغتيال قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين، الذي أعلنت موسكو مقتله الأربعاء الماضي، بحادث تحطم طائرة بعد شهرين من تمرده على قيادة الجيش الروسي، ووصف الكرملين تلك الادعاءات بأنها «كذب محض».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي، أمس: «هناك الكثير من التكهنات حول تحطم الطائرة والوفاة المأساوية للركاب، بما في ذلك يفغيني بريغوجين.. كل هذا كذب محض.. نعلم جيداً في أي اتجاه يتم التكهن في الغرب»، وأضاف بيسكوف أن التحقيق مستمر في الحادثة.
وفي السياق نفسه، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الرئيس الأميركي جو بايدن، لقوله إنه لم يفاجأ بمقتل قائد «فاغنر» في تحطم طائرة، وقال ريابكوف إنه من غير اللائق أن تدلي واشنطن بمثل تلك التصريحات، وإن مثل تلك التصريحات تظهر تجاهل واشنطن للأعراف الدبلوماسية.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ريابكوف قوله: «ليس من مهام الرئيس الأميركي، من وجهة نظري، أن يتحدث عن أحداث مأساوية مثل تلك».
ومن جانبها، رجّحت وزارة الدفاع الأميركية أن يكون قائد «فاغنر» قد قُتل في تحطّم الطائرة، مؤكّدة في الوقت نفسه عدم وجود معطيات تدعم فرضية أنّ الطائرة أُسقطت بصاروخ «أرض-جو».
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بات رايدر: «تقييمنا، بناء على مجموعة من العوامل، هو أنّه قضى على الأرجح».
وشدّد رايدر على عدم حيازة «البنتاغون» أيّ معلومات عن سبب تحطّم الطائرة التي أكدت السلطات الروسية مقتل الأشخاص الـ10 الذين كانوا على متنها، وهم سبعة ركاب وطاقم من ثلاثة أفراد، لكنّ رايدر استبعد الفرضية المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي عن إسقاط الطائرة بصاروخ.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد قدم، أول من أمس، تعازيه الصادقة لأسر جميع ضحايا تحطم الطائرة، واصفاً الحادث بأنه «مأساة»، وأضاف: «عرفت بريغوجين لفترة طويلة جداً، منذ مطلع التسعينات.. ارتكب أخطاء جسيمة في حياته، لكنه حقّق النتائج المرجوة».
وتابع بوتين: «سنرى ما سيقوله المحققون في المستقبل القريب. الفحوص جارية، فحوص فنية وجينية»، لافتاً إلى أن «التحقيق سيستغرق بعض الوقت، وسيتم إجراء التحقيق حتى النهاية والتوصل إلى نتيجة، ولا شك في ذلك». واعتبر بوتين أن ضحايا تحطم الطائرة قدموا إسهاماً كبيراً في أوكرانيا، حيث تشن روسيا ما تطلق عليه عملية عسكرية خاصة منذ فبراير 2022.
وعقب الحادث، نشرت هيئة الطيران الروسية أسماء الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة الخاصة، ومن بين الركاب بريغوجين ومساعده ديمتري أوتكين، وقامت الشرطة الروسية بدوريات في موقع الحادث قرب قرية كوجينكينو، على بعد نحو 350 كيلومتراً شمال موسكو.
وقال موقع «فلايت رادار» المتخصص في تتبع الحركة الجوية، إن الطائرة التي كانت في طريقها من موسكو إلى سان بطرسبورغ، ظهرت على الرادار حتى آخر 30 ثانية، وهبطت بشكل حاد نحو الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش.
إلى ذلك، وقّع الرئيس الروسي، أمس، مرسوماً يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش، وبموجب نصّ المرسوم الذي نشره الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، بات لزاماً على هؤلاء العناصر التعهد بـ«الإخلاص والوفاء لروسيا، والامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين الأعلى رتبة».