السلطات العراقية ترفع حظر التجول في كركوك غداة اشتباكات دامية
رفعت السلطات العراقية، أمس، حظر التجول الذي فرضته قبل يوم في مدينة كركوك بعد مقتل أربعة أشخاص خلال تظاهرات شهدتها المدينة متعددة العرقيات والواقعة في شمال العراق، ونشرت السلطات قوات أمن إضافية في الشوارع لمنع أعمال العنف وحماية المدنيين.
وقال قائد شرطة كركوك اللواء كاوة غريب لوكالة فرانس برس إن حظر التجول الذي فرضه رئيس الوزراء محمد شياع السوادني مساء أول من أمس تم رفعه، وأكد أن الوضع أصبح مستقراً في عموم مدينة كركوك.
وشهدت كركوك التي يقطنها عرب وأكراد وتركمان، أول من أمس، تظاهرات تخللتها اشتباكات بين متظاهرين أكراد من جهة والمشاركين في اعتصام من العرب والتركمان من جهة أخرى، وانتشرت قوّات الأمن للفصل بين الجانبين وأطلقت عيارات ناريّة تحذيريّة لتفريق المتظاهرين الأكراد. وأفاد مراسل فرانس برس بأنه تم إحراق مركبات في الشوارع، وقتل أربعة أشخاص خلال هذه الأحداث كما أصيب 15 بجروح، حسب ما أكد المتحدث باسم شرطة كركوك عامر شواني لـ«فرانس برس».
ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث، متعهّداً في بيان أصدره مكتبه بمحاسبة المقصّرين لينالوا جزاءهم العادل، وأمر بفرض حظر تجول في المدينة وقت الاشتباكات لمنع تصاعد العنف، ودعا جميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية إلى أخذ دورها في درء الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام في محافظة كركوك. وأجرى السوداني سلسلة اتصالات مع القيادات الكردية والعسكرية والأمنية لضبط الأمن العام في محافظة كركوك فيما طالبت القوى السياسية جميع الأطراف في محافظة كركوك بضبط النفس وعدم الانزلاق في الصراعات التي لا تخدم الأهالي في كركوك، وأجرى السوداني محادثة هاتفية مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، لبحث تداعيات الأحداث في كركوك، وبحثا تكثيف العمل المتكامل من أجل تفويت الفرصة على كل من يعبث بأمن مدينة كركوك واستقرارها، كما بحثا بسط القانون من قبل القوات الأمنية من أجل استدامة السلم والحياة الطبيعية لأهالي محافظة كركوك، وبحث السوداني خلال محادثة هاتفية منفصلة مع رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الأوضاع في كركوك وأكد أهمية عدم إتاحة المجال أمام أي عناصر غير مسؤولة، تستهدف النسيج الاجتماعي المتجانس والمتآخي للمحافظة بعد أن شهدت هزيمة الإرهاب، وأثبت أهلها من كل أطياف الشعب العراقي أنها المدينة النموذج للتعايش السلمي والتآخي.
وكان محتجّون من العرب والتركمان نظموا اعتصاماً قرب المقرّ العام لقوّات الأمن العراقيّة في محافظة كركوك، الإثنين الماضي، إثر أمر رئيس الوزراء قوّات الأمن بتسليم هذا المقرّ إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي سبق أن شغل هذا الموقع، واحتشد المتظاهرون الأكراد في نهاية فترة ما بعد الظهر، أول من أمس، وحاولوا الوصول إلى المقر الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع بشكل سريع.
وأكد قائد عمليات كركوك الفريق ركن جبار نعيمة الطائي، لـ«فرانس برس»، بأن المقر بات حالياً تحت سيطرة الجيش العراقي.
وقال مسؤولون أمنيون والشرطة في المدينة إنهم يحققون لمعرفة ملابسات سقوط القتلى ومن أطلق النار، وذكرت شرطة كركوك أنه وقعت إصابات بين أفراد المجموعتين المحتجتين بعد تراشق بالحجارة واستخدام قضبان معدنية للهجوم.
وقال محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، في تصريح صحافي، إنه بعد اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة العراقية تقرر التريث في إخلاء مقر العمليات في كركوك والتحدث مع المتظاهرين الذين قرروا سحب الخيام وإنهاء اعتصامهم وفتح الطريق.
• الحكومة العراقية تؤكد أهمية تكثيف العمل لتفويت الفرصة على كل من يعبث بأمن مدينة كركوك واستقرارها.