واشنطن تعلن عن مساعدات بمليار دولار لكييف.. وسقوط 17 قتيلاً في قصف روسي
الكرملين: أميركا مسؤولة عن تبعات تزويد أوكرانيا بقذائف يورانيوم منضّب
ندد الكرملين بإعلان الولايات المتحدة عزمها على تزويد أوكرانيا بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضّب قادرة على اختراق المدرعات الثقيلة، قائلاً إن واشنطن ستكون المسؤولة عن التبعات «المأساوية للغاية» لقرارها. وفيما أعلن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، أن قوات الدفاع الجوي دمرت 25 طائرة مسيّرة روسية ليل الأربعاء/الخميس، أعلن عن سقوط 17 قتيلاً في قصف روسي على أوكرانيا.
وتفصيلاً قال الكرملين، أمس، إن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن التبعات «المأساوية للغاية» لقرارها تزويد أوكرانيا بذخائر يورانيوم منضّب.
ولفت المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن استخدام هذه الأسلحة في الماضي «أدى إلى زيادة جامحة» في الإصابات بالسرطان، معتبراً أن هذا «نبأ سيئ جداً» سوف «تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليته».
وكشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة لكييف، الأربعاء، عن مساعدة جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار. وأعلن البنتاغون عن جزء من المساعدة يتضمن تزويد أوكرانيا بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضّب من عيار 120 ملم، مخصصة لدبابات «أبرامز» الأميركية التي وعدت واشنطن بتسليمها لكييف.
وتضم المساعدة الجديدة المعلنة 5.4 ملايين دولار من أصول أثرياء روس مجمّدة ستسلمها واشنطن لأوكرانيا، لدعم إعادة تأهيل العسكريين وإعادة دمجهم.
وقال بيسكوف معلقاً: «تلقينا ذلك بصورة سلبية تماماً»، معتبراً «غير قانوني مصادرة أو حجز» أي أصول روسية «سواء عامة أو خاصة».
وأضاف أن ذلك سيقود «بشكل أو بآخر إلى دعوى قضائية».
وقال بيسكوف إن بعض رجال الأعمال الروس حصلوا بالفعل في دول أوروبية على أحكام قضائية تعتبر مثل هذه التحويلات غير قانونية.
وقال: «لن يتم ترك حالة واحدة من هذا الاحتجاز غير القانوني دون مراقبة».
وفي موسكو نقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله، أمس، إن إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضّب «عمل إجرامي».
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن ريابكوف، قوله: «هذه ليست خطوة تصعيدية فحسب، بل تعكس لا مبالاة واشنطن البشعة بالتبعات البيئية لاستخدام هذا النوع من الذخائر في أرض المعركة. هذا في الحقيقة عمل إجرامي لا يمكنني أن أصفه بأي وصف آخر».
وفي خطاب أدلى به أمام منتدى أمني، كرر تحذيرات سابقة أطلقتها روسيا من خطر الحرب النووية بسبب ما قال إنه «الضغط» الغربي على موسكو.
وتابع قائلاً: «الآن هذا الضغط يوازن بشكل خطر على شفا نزاع مسلح مباشر بين قوى نووية».
وأشار إلى أن نشر روسيا أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، يسير وفقاً للمخطط له.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت الأربعاء، عن حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة تصل إلى 175 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضّب لدبابات «أبرامز» الأميركية.
واليورانيوم المنضب، أو المستنفد، هو ناتج ثانوي عن عملية تخصيب اليورانيوم، ويستخدم في الذخيرة لأن كثافته البالغة تعطي المقذوفات قدرة على اختراق الدروع بسهولة.
وهناك مخاطر صحية بالغة من استنشاق أو ابتلاع غبار اليورانيوم المنضب، تشمل الإصابة بالسرطان وخللاً في وظائف الكلى.
وتقول جهات معارضة لتلك الأسلحة، مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، إن الغبار الناتج عنها يمكن استنشاقه، أما الذخائر التي لا تصيب هدفها منها، فمن الممكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة. وترى دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا أن اليورانيوم المنضب يستخدم بشكل فعال في الذخيرة، لأن كثافته البالغة تعطي المقذوفات قدرة على اختراق الدروع بسهولة، ما يمكّن من تدمير الدبابات الحديثة.
ميدانياً قُتل 17 شخصاً على الأقل في قصف روسي استهدف سوقاً تجارية شرق أوكرانيا، تزامناً مع زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لكييف، حيث أعلن عن تقديم مساعدة أميركية جديدة لدعم الهجوم الأوكراني المضاد.
وجاءت الضربة الروسية بعد ساعات من وصول بلينكن الذي جدد تأكيد وقوف الولايات المتحدة «جنباً إلى جنب مع أوكرانيا».
وبحث المنقذون بين الأنقاض ونقلوا بعض المصابين لعلاجهم أمام مركبات ومتاجر متفحمة، بحسب صور نشرتها السلطات.
وقال وزير الداخلية إيغور كليمنكو على تطبيق «تيليغرام»، إن «عملية البحث والإنقاذ انتهت»، مشيراً إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة 32 آخرين.
وأعلن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، عبر «تيليغرام»، أمس، أن قوات الدفاع الجوي دمرت 25 طائرة مسيّرة روسية من طراز شاهد 136/131.
وأضاف البيان: «في ليل الأربعاء/الخميس السابع من سبتمبر، هاجم الروس منطقتي سومي وأوديسا بعدة مجموعات من الطائرات المسيّرة القتالية من طراز شاهد 136/131 من الاتجاهات الشمالية والجنوبية الشرقية والجنوبية، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)».
وقال البيان إنه تم شن هجمات باستخدام ما مجموعه 33 طائرة مسيّرة، معظمها باتجاه المناطق الجنوبية من منطقة أوديسا. ودمرت القوات الجوية بالتعاون مع الدفاعات الجوية لقوات الدفاع الأوكرانية 25 طائرة مسيّرة من طراز شاهد 136/131.
ودوّت صفارات الإنذار للتحذير من الغارات الجوية في بعض المناطق في جميع أنحاء أوكرانيا، أمس.
وشنّت روسيا مجدداً هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منطقة أوكرانية قريبة من الحدود مع رومانيا تشمل نهر الدانوب وميناء إسماعيل، وذلك للمرة الرابعة خلال خمسة أيام، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي.
وقال أوليغ كيبر حاكم منطقة أوديسا جنوب غرب أوكرانيا، إن الهجوم الأخير الذي نفّذ ليلاً، استمر ثلاث ساعات واستخدمت خلاله مسيّرات من طراز شاهد. وقال كيبر: «هذا الهجوم الرابع على منطقة إسماعيل في الأيام الخمسة الأخيرة».
موسكو: المناورات الأميركية الأرمينية تقوّض الاستقرار في القوقاز
اعتبر الكرملين أمس، أن المناورات التي تعتزم الولايات المتحدة وأرمينيا إجراءها الأسبوع المقبل، تهدّد بتقويض الاستقرار في منطقة القوقاز، في وقت تتهم يريفان حليفتها التقليدية موسكو، بعدم أداء الدور المتوقع منها في ظل التوتر مع باكو.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: «من الواضح أن إجراء مثل هذه المناورات لا يسمح باستقرار الوضع في المنطقة أو تعزيز أجواء الثقة المتبادلة»، مشدداً على أن بلاده تواصل «أداء مهامها كضامن للأمن» الإقليمي على الرغم من الانتقادات الأرمينية.
«الناتو»: أوكرانيا تتقدم في هجومها المضاد
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس، إن أوكرانيا تحرز تقدماً في الهجوم المضاد الذي بدأته في يونيو لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا. وأضاف ستولتنبرغ أمام النواب في البرلمان الأوروبي: «الأوكرانيون يكسبون أراضيَ تدريجياً.. لقد تمكنوا من اختراق الخطوط الدفاعية للقوات الروسية، وهم يتقدمون للأمام».
بروكسل ■ رويترز
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news