محمد بن زايد ومودي يؤكدان دعم العمل الجماعي الدولي وأهمية دوره في تعزيز الاستقرار في العالم
شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أمس، في قمة مجموعة العشرين التي افتتح أعمالها دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة في مركز المؤتمرات في مدينة نيودلهي.. بمشاركة قادة دول المجموعة ورؤساء حكوماتها وممثلي الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأممية والدولية. وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وناريندرا مودي مختلف جوانب «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» و«الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين الإمارات والهند، حيث أكد صاحب السمو رئيس الدولة ورئيس وزراء الهند في هذا السياق.. دعم البلدين للعمل الجماعي الدولي المشترك وإيمانهما بأهمية دوره في تعزيز الاستقرار والازدهار في العالم. وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الإعلان عن إنشاء «ممر» اقتصادي يربط بين جمهورية الهند ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وأعلن رئيس الوزراء الهندي أن زعماء مجموعة العشرين توصلوا إلى توافق بخصوص القضايا التي تواجه المجموعة خلال القمة، كما أعلنت مجموعة العشرين دعمهم جهود زيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030.
وفي إطار زيارته لحضور قمة العشرين، بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وناريندرا مودي مختلف جوانب «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» و«الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين دولة الإمارات والهند والفرص الواعدة لتعزيزهما بما يسهم في استدامة التنمية والازدهار لشعبي البلدين.. وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها سموه للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.. معرباً عن سعادته بالمشاركة في القمة والتباحث وتبادل الرؤى مع القادة المشاركين.
ورحب ناريندرا مودي في بداية اللقاء - الذي عقد في مركز المؤتمرات مقر انعقاد القمة - بصاحب السمو رئيس الدولة الذي أعرب عن شكره وتقديره لرئيس وزراء الهند لدعوته دولة الإمارات للمشاركة بصفتها ضيف شرف في أعمال مجموعة العشرين (G20) في ظل رئاسة الهند لها لعام 2023.
واستعرض سموه ودولة ناريندرا مودي.. مسارات تطور التعاون الثنائي خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتي تخدم أهداف البلدين لتحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام.
وتبادل سموه ورئيس وزراء الهند خلال اللقاء وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك.
وتطرق اللقاء إلى القضايا المطروحة على أعمال قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند وأهميتها في مواصلة دفع العمل الجماعي المشترك خصوصاً في مجالات الاستدامة والحفاظ على موارد البيئة وتعزيز العمل المناخي بما يعود بالخير والنماء على الجميع ويسهم في تحقيق مستقبل أفضل للإنسانية.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة ورئيس وزراء الهند في هذا السياق دعم البلدين للعمل الجماعي الدولي المشترك وإيمانهما بأهمية دوره في تعزيز الاستقرار والازدهار في العالم وتوفير حياة أفضل لجميع شعوبه.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس الإعلان عن إنشاء «ممر» اقتصادي يربط بين جمهورية الهند ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها سموه لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند في مركز المؤتمرات بنيودلهي وتشارك فيها دولة الإمارات ضيف شرف. وأكدت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجمهورية الهند والولايات المتحدة الأميركية ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ـ بموجب مذكرة تفاهم ــ تطلعها إلى العمل معاً على إنشاء ممر يربط الهند بالشرق الأوسط ومن ثم أوروبا والذي سيحفز التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الربط والتكامل الاقتصادي بين هذه المناطق. ويتألف المشروع من ممرين منفصلين هما «الممر الشرقي» الذي يربط الهند مع الخليج العربي و «الممر الشمالي» الذي يربط الخليج بأوروبا. وتشمل الممرات سكة حديد ستشكل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.
وسيعمل المشاركون على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزءاً من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة. ويعكس تعاون دولة الإمارات في هذه المبادرة جهودها لتعزيز شراكاتها الدولية والإسهام في تحقيق مستقبل مستدام، لاسيما قبيل استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» خلال شهر نوفمبر المقبل. ودعماً لهذه المبادرة تتطلع الدول المعنية بكل ممر إلى العمل الجماعي لتنفيذ المبادرة وإنشاء كيانات تنسيقية لمعالجة مجموعة كاملة من المعايير التقنية والتصميمية والتمويلية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة.
وافتتح زعماء مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات المتقدمة والصاعدة في العالم - باستثناء رئيسي الصين وروسيا- أعمال القمة الـ18 لرؤساء دول وحكومات المجموعة، في العاصمة الهندية نيودلهي، للتباحث حول أبرز القضايا الدولية وتسريع التقدم الجماعي نحو التنمية المستدامة ودفع العمل المناخي وتحقيق توازن نمو الاقتصاد العالمي.
وبدأت فعاليات القمة بجلسة افتتاحية تحت عنوان «أرض واحدة» سلطت الضوء على المسؤولية الجماعية المشتركة والتعاون في الحفاظ على استدامة موارد الأرض وبيئتها وتعزيز العمل المناخي المشترك. واختارت الهند شعار قمة هذا العام المرتكز على زهرة اللوتس، تحت عنوان «أرض واحدة - عائلة واحدة - مستقبل واحد»، حيث ترى الهند أن الشعار والموضوع ينقلان رسالة قوية، وهي «السعي لتحقيق نمو عادل ومنصف للجميع في العالم».
وكان صاحب السمو رئيس الدولة قد وصل في وقت سابق إلى مقر انعقاد القمة حيث كان في استقباله دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند فيما التقطت الصور التذكارية لسموه مع دولة رئيس الوزراء.
وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة بهذه المناسبة عن شكره وتقديره لجمهورية الهند الصديقة لحسن تنظيم القمة، مثمناً جهود الرئاسة الهندية في سبيل إنجاح أعمال قمة مجموعة العشرين.
كما تمنى سموه النجاح لهذه القمة والتوفيق للبرازيل الصديقة في رئاستها لأعمال المجموعة العام المقبل.
وحضر افتتاح أعمال القمة.. سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة.
وتعد مشاركة دولة الإمارات الرابعة في قمم مجموعة العشرين في إطار حرص الدولة على تعزيز التعاون والعمل المشترك البناء الهادف إلى دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة والازدهار للجميع.
وخلال افتتاح القمة قال رئيس وزراء الهند، إن زعماء مجموعة العشرين توصلوا إلى اتفاق على إعلان مشترك رغم الخلافات الرئيسة فيما بينهم بشأن حرب أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الهندي إن مجموعة العشرين توصلت إلى توافق في الآراء بشأن إعلان الزعماء وكشفت عن تبنيه خلال اليوم الأول من القمة السنوية.
وقال مودي لزعماء المجموعة خلال القمة المنعقدة في نيودلهي «على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، حصلنا على توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين».
وأضاف مودي بينما كان على جانبيه وزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار ووزيرة المالية نيرمالا سيتارامن «أعلن تبني هذا الإعلان».
وجاء هذا الإعلان بعد أن توصل مفاوضون إلى توافق بشأن اللغة التي يمكن استخدامها للإشارة إلى الحرب في أوكرانيا، حسبما ذكرت رويترز في وقت سابق.
وكان المفاوضون تحدثوا عن صعوبة في التوصل لما يكفي من إجماع بين أعضاء مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، والتي تشمل الصين وروسيا، لإصدار إعلان قمة.
ولكن مصادر مطلعة قالت إن القادة وافقوا على صيغة وسطية في ما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا.
وناشد الإعلان جميع الدول المعنية بالتصرف بما يتفق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ككل. وطالبت المجموعة بالامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعياً للاستيلاء على أراض بما يتنافى مع وحدة أراضي وسيادة واستقلال أي دولة.
كما قالت المجموعة إن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مقبول. ودعا الإعلان روسيا وأوكرانيا إلى ضمان النقل الفوري والسلس للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من البلدين.
وأعلن قادة مجموعة العشرين المجتمعين في نيودلهي السبت إنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030، متعهّدين تسريع العمل لمكافحة تغير المناخ.
وجاء في بيان أن المجموعة «ستتابع وتشجع الجهود الرامية إلى زيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات». وأضاف «نحن نلتزم بتسريع التدابير لمواجهة الأزمات والتحديات البيئية بما فيها تغير المناخ».
ومن ضمن الزعماء الذين يشاركون في القمة الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا وغيرهم. ويمثل رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، الرئيس شي جين بينغ في القمة، كما يمثل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس فلاديمير بوتين.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة مجموعة العشرين أن بلاده أطلقت والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرون مشروع خط سكة حديد وشحن عملاق يربط أوروبا بالشرق الأوسط والهند.
وأعرب الرئيس الأميركي، عن شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لدى الإعلان عن مشروعات «الممر الاقتصادي» الجديد، الذي يهدف إلى ربط الهند بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وتوجه الرئيس الأميركي، بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائلاً أثناء كلمته ضمن فعاليات القمة، التي شهدت الإعلان عن مشروعات الممر الاقتصادي: «شكراً.. شكراً.. شكراً محمد بن زايد.. لولاك لا أعتقد أننا سنكون هنا».
من جهة أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي السعودي بأن ولي العهد محمد بن سلمان أعلن أمس توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي يشمل الهند وأوروبا والشرق الأوسط.
ونقلت قناة الإخبارية عن ولي العهد قوله في قمة مجموعة العشرين إن المشروع الجديد سيشمل خطوط أنابيب للكهرباء والهيدروجين وتطوير سكك حديدية وسيسهم في أمن الطاقة الدولي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ، والصراعات العالمية والفقر. وقال غوتيريش بعد وصوله إلى نيودلهي: «إذا كنا حقاً أسرة عالمية، فإننا نشبه اليوم بالأحرى أسرة تعانى من الاختلال الوظيفي».
• بايدن لمحمد بن زايد: «شكراً.. شكراً.. شكراً.. لولاك لا أعتقد أننا سنكون هنا»
القمة بحثت سبل المساهمة الفاعلة في «COP28»
ناقشت قمة مجموعة العشرين في جلستها الأولى سبل تعزيز التعاون المشترك بين دولها إلى جانب المساهمة الفاعلة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «COP28» الذي تستضيفه الإمارات نوفمبر المقبل باعتباره مؤتمراً عالمياً يوحد الجهود للتصدي لتداعيات تغير المناخ.
أعلنت ذلك ناديا كالفينو، نائبة رئيس الوزراء وزيرة الاقتصاد الإسبانية وقالت في تصريحات لها اليوم على هامش أعمال القمة التي تستضيفها العاصمة الهندية نيودلهي إن الجلسة شهدت دعوة قوية لتعزيز الثقة في قدرتنا المشتركة على التعاون والعمل معاً لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ إلى جانب الترحيب بانضمام الاتحاد الإفريقي إلى المجموعة. وأوضحت أن المشاركين بحثوا أهمية مواصلة التقدم لتحقيق أهدافنا في مجال العمل البيئي والوفاء بالتزامات اتفاقية باريس بشأن المناخ.