وكالات أممية تحذر من تفشي الأمراض بسبب المياه الملوثة

الناجون من إعصار «دانيال» في ليبيا يواجهون مخاطر التسمم والألغام

أحد الأفراد يحاول تطهير الأنقاض وسط مخاوف من انتشار الأمراض بعدما بدأت الجثث تتحلل في أعقاب الفيضانات المدمرة. رويترز

يواجه الناجون من إعصار «دانيال» الذي ضرب شرق ليبيا قبل ثمانية أيام، مخاطر عدة، حيث حذرت الأمم المتحدة من أزمة صحية بسبب خطر انتشار الأمراض بعد الفيضانات التي تسبب بها الإعصار، كما يواجه الليبيون الذين جرفت الفيضانات منازلهم في مدينة درنة أنفسهم محاصرين بين مطرقة البقاء في المدينة واحتمال إصابتهم بالعدوى وسندان الفرار منها عبر مناطق جرفت الفيضانات ألغاماً أرضية إليها.

وهناك مخاوف من أن يكون آلاف الأشخاص لقوا حتفهم بعد انهيار سدين في مدينة درنة، ما أدى إلى انهيار مبان سكنية كانت تصطف على جانبي مجرى نهر عادة ما يكون جافاً بينما كان الناس نياماً، وجرفت المياه جثثاً كثيرة في اتجاه البحر، وأكدت السلطات الليبية إصابة 150 شخصاً بالتسمم بسبب المياه الملوثة في المناطق المتضررة من الفيضانات.

وحذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس، من أن مدينة درنة الليبية المنكوبة، تواجه خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى أزمة ثانية مدمرة، وحذرت من أن المتضررين الذين بات 30 ألفاً منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن «فرقاً من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على الأرض لتقديم مساعدات ودعم للمتضررين من الإعصار دانيال والفيضانات»، وحذرت من أن المسؤولين المحليين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة يساورهم القلق بشأن خطر تفشي الأمراض، خصوصاً بسبب المياه الملوثة ونقص الصرف الصحي.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن بعض الأهالي يعيشون في ملاجئ مؤقتة أو مدارس أو يكتظون في منازل أقاربهم أو أصدقائهم، موضحاً في تقرير له أن مياه الفيضانات جرفت الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر التي خلفها الصراع الداخلي الليبي على مدار السنوات الماضية، مما يشكل خطراً إضافياً على آلاف النازحين المتنقلين.

وفي السياق نفسه، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من «أزمة صحية عامة تتصاعد بشكل سريع في المناطق التي ضربتها الفيضانات في شرق ليبيا، لاسيما مدينة درنة الأشد تضرراً».

وذكرت اللجنة في بيان صحافي أن «الفيضانات الأخيرة قد لوثت بشكل بالغ مصادر المياه وخلطتها بالصرف الصحي، وجعلتها غير آمنة للاستهلاك وتُعرض المجتمعات لمخاطر صحية جسيمة».

وأوضحت اللجنة أن المياه الملوثة يمكن أن تؤدي إلى انتشار أمراض تنتقل بالماء، ما يعرض السكان الضعفاء لاسيما النساء والأطفال لخطر متزايد.

وجرفت المياه مناطق بأكملها وغطت بعضها بالوحل في درنة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة، وقال محمد الناجي بوشرتيلا، وهو موظف حكومي، إن 48 فرداً من عائلته في عداد المفقودين. فيما قال وصفي، وهو أحد السكان الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط: «مازلنا لا نعرف أي شيء، نسمع شائعات، البعض يحاول طمأنتنا والبعض الآخر يقول إما أن تغادروا المدينة أو أن تبقوا هنا. ليس لدينا مياه ولا موارد». وقال حسن عوض، وهو من سكان درنة: «جاء الناس بالمساعدات من كل مكان، وهذا سهّل علينا الأمر، وشعرنا أننا لسنا وحدنا».

وأشار عوض إلى عمود صدئ ممتد بين مبنيين، وقال إن التشبث به هو السبب وراء نجاة أسرته من الفيضان الذي دمر منزلهم وغطى كل شيء بالوحل، وأضاف: «عثرنا على جثث لجيران وأصدقاء وأحباء، لا أستطيع وصف ما حدث».

وعلى الواجهة البحرية لدرنة، أمس، وقفت جرافة لرفع حطام الأثاث والسيارات في محاولة للعثور على ضحايا أسفلها، وكانت جرافة أخرى تزيل أنقاضاً بينما وقف موظفو إنقاذ على مقربة منها لأداء الصلاة، فيما وزع متطوعون ملابس وأطعمة في مناطق مختلفة من المدينة.

تويتر