المغرب.. "زلزال الحوز" ينعش نشاط "الخطافة"
تسبب زلزال الحوز في المغرب في تساقط الكثير من الأحجار على العديد من الطرق القريبة أو المارة من المناطق الجبلية، وهذه الطرق تشكل نقطاً حيوية لعبور النقل المزدوج، مثلاً بين أمزميز وأنكال أو بين ويرغان وإيجوكاك؛ بشكل خلق حركة ملحوظة في "النّقل السري"، أو "الخطافة".
و"الخطّافة" أو "سرّاقو البلايص (لصوص اللأماكن)" باللهجة العامية هو ما يطلقه المواطنون المغاربة على أبطال ظاهرة النقل السريّ التي تفشت بشكل ملحوظ في معظم المدن المغربية الكبرى، منتقلة من المناطق المهمشة والريفية إلى المدن، ويقوم بها سائقون غير مرخصين وغير منضمين للنقابات المعنية بالمجال.
ويُشاع أن هذا النوع من النقل جاء نتيجة التقصير الذي تواجهه البلديات في ما يخص توفير خطوط مواصلات تغطي المدن بكاملها، خاصة المناطق البعيدة والمهمشة، ومنها مناطق كثيرة وقع فيها الزلزال الأخير.
ومع وقوع زلزال الحوز زادت حركة العربات التي تحمل ركاباً وتسير في طرق جبلية خطيرة مهدّدة بانزلاق الأحجار الضخمة.
ومع توقف حركة النقل داخل وبين الأماكن المنكوبة بالزلزال، أصبح النقل السري هو الوحيد الذي يتيح التنقل بوفرة بين الجبال الوعرة، سواء بعد الزلزال أو قبله؛ خصوصاً وأن الزلزال ساهم في تنامي خطورة الطرق، بحيث صارت الجبال الحجرية مفكّكة، ويمكن أن تتساقط الأحجار في أي لحظة، وهو ما جعل السائقين الذين يحملون رخصاً قانونية يعزفون عن التنقل من وإلى تلك المناطق الخطرة، خاصة في ظل الطرق المهترئة والضيقة، التي تشكل خطراً على العربة وسائقها وركابها.
هذا الوضع أوجد الفراغ الذي ملأه سائقو "الخطافة" ليضاعفوا مكاسبهم في غياب البديل في بعض الأحيان، مما يعرض الركاب لخطورة كبيرة.
ومع استمرار أزمة النقل المرخص والانتظار الطويل وعدم وجود البديل الآمن والقانوني في بعض الأحيان تصبح ظاهرة "الخطافة" الأمل الوحيد للركاب، فيتوجهون إلى النقل غير القانوني، رغم ما يشكله من خطورة، لكنهم يتعايشون معه، ويجدون فيه مآرب كثيرة.