«مصاص الدماء» يقضّ مضاجع الفرنسيين ويقلق الحكومة
يقض بق الفراش مضاجع الفرنسيين، ويتسبب بقلق تحاول الحكومة تبديده واحتواءه، يتجلى مثلاً في خلو الفصول الدراسية من التلاميذ، وامتناع مستخدمي وسائل النقل العام عن الجلوس، ومن مظاهره أيضاً الأثاث الملقى في الشوارع مخافة أن يكون ملوثاً. وأفاد البعض مثلاً بأنهم رأوا بقاً يزحف على مقعد القطار أو السينما، وتكثر البلاغات عن هذه الحشرات الماصة للدماء، لكن السلطات تؤكد أنها لا تعبر عن الحجم الفعلي للظاهرة، إذ تفاقمت الضجة بفعل تداول الأخبار في شأنها على شبكات التواصل الاجتماعي، مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية 2024.
وتحرص الحكومة خصوصاً على الطمأنة خارج فرنسا، في حين أعلنت الجزائر عن «إجراءات وقائية» للحؤول دون انتشار هذه الحشرات.
وشددت السلطات الفرنسية على أن «لا عودة» للبق، بحسب وزير النقل كليمان بون.
لكن البق موجود فعلياً في مدرسة إليزا لومونييه الثانوية في باريس، إذ سُجل تلوث 14 فصلاً فيها، بحسب رسالة من مديرتها إلى المعلمين.
ولاحظت معلمة، طلبت عدم ذكر اسمها، أن «ثمة حالة ذهان بين أولياء الأمور والتلاميذ». وأضافت «أتلقى باستمرار رسائل من أولياء الأمور يقولون فيها إنهم لن يرسلوا أطفالهم ما دام بق الفراش موجوداً».
وفي المجمل، أُقفلت سبع مدارس في فرنسا، ورُصِد بق الفراش «على مختلف المستويات»، على قول وزير التربية والتعليم غابرييل أتال لقناة «فرانس 5». وفي أميان بشمال فرنسا، تعيد مكتبة لوي أراغون البلدية فتح أبوابها السبت، بعد أيام على إغلاقها بسبب وجود هذه الحشرة «في الأماكن المخصصة للمطالعة فيها». وأوضحت رئيسة بلدية المدينة بريجيت فوري لوكالة فرانس برس أن كلب أثر لم يرصد أي بق بعد اتخاذ إجراءات للتعقيم، ما أتاح إعادة فتح المكتبة.
وتحولت مسألة انتشار بق الفراش قضية دولة، إذ تسبق الضجة بأشهر قليلة دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس. وأكد مصدر حكومي بعد اجتماع مشترك للوزارات المعنية أن «كل الوزارات مستنفرة للعمل في هذا الشأن».
وشددت ماري كريستين جيستا، التي تعمل منذ سنوات على محاربة بق الفراش الذي اكتشفته خلال إقامتها في أحد الفنادق، على أن هذه الضجة أبعد ما تكون عن «الذهان». وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت المرأة التي باتت تحرص على فحص كل مكان، حتى حقيبتها المخصصة للتبضع: «لقد أفسد حياتي».
وسُجل إقبال كبير على طلب خدمات التعقيم، من الأفراد، ومن وسائل النقل العام التي تريد طمأنة مستخدميها.
ووعد الوزير كليمان بون بإجراء «عملية تنظيف ربيعية واسعة»، قبل دورة الألعاب الأولمبية سنة 2024.