الجيش الأوكراني يقرر سحب دبابات أبرامز الأميركية من الخطوط الأمامية
زعمت الطواقم الأوكرانية التي تعمل على دبابات أبرامز التي زودتها بها الولايات المتحدة، أن هذه الدبابات بها الكثير من نقاط الضعف والعيوب، ما يثير الشك في فاعليتها على الخطوط الأمامية المتغيرة باستمرار في الحرب. وكان صحافيو «سي إن إن» هم أول المراسلين الذين شاهدوا دبابات «أبرامز إم 1» في أوكرانيا في موقع شرق البلاد، حيث شاهدوا نحو ستة منها مختبئة بين الشجر.
ويقول جنود أوكرانيون تم تدريبهم في ألمانيا على هذه الدبابات التي تبلغ قيمة الواحدة منها 10 ملايين دولار، إنها تفتقر إلى الدروع التي تقيها من غائلة الأسلحة الحديثة. وذكر أحد الجنود الأوكرانيين أن درعها ليست كافية ولا توفر حماية كافية للطاقم. ويبرر الجندي عدم كفاءة هذه الدبابات في القتال بأن الحرب الحديثة اليوم هي حرب الطائرات بدون طيار، وعندما تتحرك الدبابة فإنها تصبح دائماً هدفاً سهلاً لهذه الطائرات. ويضيف: «من دون دفاع لن يتمكن الطاقم من البقاء على قيد الحياة في ساحة المعركة».
وأثار الطلب الأوكراني الحصول على دبابات أبرامز المعقدة والثقيلة جدلاً كبيراً في أوائل عام 2023، حيث تتمتع هذه الدبابات الأميركية بسلاسل تحريك معقدة، حتى إن بعض الإصدارات تعمل بوقود الطائرات. ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في أبريل، إنه تم سحب دبابات أبرامز من الخطوط الأمامية بسبب تهديد الطائرات بدون طيار الهجومية الروسية، وتقول «الفرقة 47» إن بعضها لايزال يعمل على الرغم من أوجه القصور التي تعتريها.
ويتعرض جزء كبير الآن من خط المواجهة الأوكراني لضربات الطائرات بدون طيار الهجومية، التي تتميز بصغر الحجم ودقة التصويب على حشود المشاة، وتسببت في أضرار كبيرة للدبابات. وأدى ظهور ما يسمى بالطائرات بدون طيار التي يشغلها جنود يرتدون نظارات الألعاب إلى تغيير طبيعة الحرب، ما حد من حركة هذه الدبابات الحديثة وزاد من نقاط ضعفها.
واكتشفت الطواقم العسكرية الأوكرانية القيود المفروضة على أبرامز في معارك ضارية جرت حول بلدة أفدييفكا التي سيطرت عليها روسيا أخيراً في فبراير، ومع ذلك فليست الطائرات المسيرة هي التي تحد من قدرة هذه الدبابات، بل إن لديها مشكلات فنية أيضاً. ويقول الطاقم إن إحداها كانت متوقفة تحت شجرة، وكانت شبه ثابتة أثناء زيارة فريق «سي إن إن» للجبهة، بسبب مشكلة في المحرك، على الرغم من أن الدبابة قد تم شحنها للتو من بولندا.
وتمثل الذخيرة أيضاً مشكلة كما هي الحال في أماكن أخرى على خط المواجهة الأوكراني. ويقول الجنود إنه يبدو أن لديهم النوع الخاطئ من الذخائر التي يحتاجونها لخوض هذا النوع من القتال. ويقول أحد الجنود: «في كثير من الأحيان نستخدم هذه الدبابات كمدفعية، وأذكر أنه أطلقنا 17 طلقة على منزل لكنه ظل قائماً».
ويسخر المحللون الروس من الأداء الضعيف للدبابة، وأطلقوا عليها اسم «علب الصفيح الفارغة». واستولت القوات الروسية على أحد النماذج وتم عرضه في الساحة الحمراء بعد أن تعرض للتلف. وأعرب الطاقم الأوكراني عن إحباطه لأن الدبابات صنعت لتتناسب مع أسلوب حرب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث تقوم القوة الجوية والمدفعية بتجهيز ساحة المعركة قبل أن تتقدم الدبابات والمشاة.
وجاء قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بتزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز بعد أن تعهد الحلفاء الأوروبيون بإرسال دبابات قتالية في أوائل عام 2023 قبل الهجوم المضاد الفاشل في الصيف الماضي في أوكرانيا، وهي خطوة اعتبرت غير واردة قبل أشهر. لقد ابتلع حلفاء كييف ببطء الخطوط الحمراء المتعلقة بالمعدات التي رفضوا توريدها ذات يوم، وقد يرسلون طائرات «إف-16» إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة. ويقول القائد العسكري الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إنه وقع على الأوراق الأولية للسماح لفرنسا بإرسال مدربين عسكريين إلى البلاد لمحاولة حل مشكلة القوى البشرية الملحة على الخطوط الأمامية، ومن شأن هذه الخطوة أن تمثل تصعيداً كبيراً في مشاركة الغرب في الحرب التي دخلت الآن عامها الثالث.
وبالنسبة لطاقم أبرامز فإن كل تأخير في المعدات أو المساعدة يكلف حياة الأصدقاء. ويقول جندي أوكراني متحدثاً عن المساعدة الأميركية: «لدي سؤال واحد فقط: لماذا تستغرق المساعدة كل هذا الوقت؟ نحن نخسر الوقت، ونتعرض للموت كل يوم».
• يبرر جندي أوكراني عدم كفاءة هذه الدبابات في القتال بأن الحرب الحديثة اليوم هي حرب الطائرات بدون طيار.
• يسخر المحللون الروس من الأداء الضعيف للدبابة، وأطلقوا عليها اسم «علب الصفيح الفارغة».