بايدن وترامب يستعدان للنزال بحلبة «المناظرة» في 27 يونيو
يحلو للبعض أن يقارن المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، بالنزال بين بطلي الملاكمة العالميين: محمد علي كلاي، وجو فريزر، لتحديد البطل الفائز بالضربة القاضية، لكن على عكس الملاكمين العظيمين في الوزن الثقيل اللذين قاتلا في أفضل حالاتهما البدنية، سيجري النزال هذا الشهر بين بايدن، وسلفه ترامب، أو بالأحرى بين أكبر الرجال سناً لتحديد الأنسب ليكون رئيساً في البيت الأبيض، حيث يحاول كل منهما توجيه ضربة قاضية لخصمه.
ومن المقرر أن يقضي بايدن (81 عاماً)، ما يصل إلى أسبوع مع مستشاريه قبل المناظرة التي تستضيفها شبكة «سي إن إن» في 27 يونيو، بينما يصر مساعدو ترامب (78 عاماً)، على أن مرشحهم لا يحتاج إلى كثير من الوقت للاستعداد بسبب «قدرته على التحمل».
كل ذلك يعد جزءاً من الاستعدادات التي تسبق القتال. ويقول محلل استطلاعات الرأي الجمهوري، فرانك لونتز: «سيكون ترامب بمثابة محمد علي كلاي في المعركة، بينما بايدن هو جو فريزر، لأنه يحتاج إلى القدرة على تلقي اللكمات ومواصلة القتال، وعدم الانجرار إلى حبل الحلبة، وهو تكتيك يمارسه ترامب، أعني كلاي».
ويقول لونتز، إن المناظرة هي الأكثر أهمية منذ أن تقابل الرئيسان الراحلان ريتشارد نيكسون، وجون إف كينيدي، في أول مناظرة تلفزيونية على الإطلاق عام 1960.
خاض ترامب وبايدن مناظرتين في الحملة الانتخابية الأخيرة. ويعتقد معظم الناس أن بايدن فاز في الأولى، وكانت الثانية أقرب بكثير، لكن العداء بينهما تزايد بعد أن رفض ترامب قبول هزيمته الانتخابية قبل أربع سنوات، ولم يلتق الرجلان منذ تلك المناظرة الثانية في أكتوبر 2020.
ويستشهد لونتز بأربعة أسباب تجعل المناظرة مثيرة، ويقول: «كلا المرشحين لديه قضية مشروعة، لذا لا يمكنك استبعاد أي منهما، ثانياً كلاهما لديه نقاط ضعف كبيرة يمكن أن تظهر منذ البداية، وثالثاً فهما لا يحبان بعضهما بعضاً ولا يحترمان بعضهما بعضاً أيضاً، رابعاً الأميركيون دائماً لديهم حب الاستطلاع، تماماً كما هو الحال في حوادث السيارات، فهم يقودون السيارة ببطء لمشاهدة ما يحدث».
واستقطبت المناظرة الأولى بين بايدن وترامب 73 مليون مشاهد، في حين اجتذبت مناظرة ترامب ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام 2016 نحو 84 مليون مشاهد. ويعتقد 50% من الناخبين أن ترامب سيفوز في المناظرة، مقابل 39% لبايدن، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة «جيه إل بارتنرز» وشمل 500 ناخب. وفي الوقت نفسه، يتوقع 79% أن يقاطع ترامب بايدن، ويعتقد 70% أن بايدن سيخطئ في كلماته، ويتوقع 61% أن يروي ترامب قصة مشوشة، ويعتقد 49% أن بايدن سينسى مكانه.
وهناك العديد من الدروس التي ينبغي للمرشحين تعلمها من المناظرات السابقة التي بدأت قبل 64 عاماً. ويقول مدير مركز السياسة في جامعة فرجينيا، لاري ساباتو: «لم يكن كينيدي ليفوز أبداً لولا تلك المناظرة التلفزيونية الأولى. لقد كان يبدو رائعاً، وكان أسمر البشرة، وكان نيكسون قد خرج للتو من المستشفى، وكان مريضاً». ومن المعروف أن نيكسون بدا غير حليق ومتعرق، مقارنة بمظهر كينيدي النظيف المعزز بالمكياج.
• استقطبت المناظرة الأولى لبايدن وترامب 73 مليون مشاهد، في حين اجتذبت مناظرة ترامب مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016 نحو 84 مليون مشاهد.