الذعر ينتشر بين الديمقراطيين ويتوقعون خسارتهم السباق الرئاسي
أصاب الذعر الديمقراطيين بعد الأداء السيئ لمرشحهم الرئاسي جو بايدن في المناظرة الأولى للانتخابات الرئاسية، الخميس، التي جرت بينه وبين المرشح الجمهوري دونالد ترامب. واتسم رد فعل النشطاء والمسؤولين الديمقراطيين بالذعر والفزع بعد الأداء المتعثر لبايدن. وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي والمسؤول في حملة الرئيس السابق باراك أوباما، ديفيد بلوف، إن «أهم شيء في هذه الانتخابات هو مخاوف الناخبين، وهم الناخبون المتأرجحون والناخبون الأساسيون. ومع عمر بايدن تفاقمت جميع المخاوف في تلك الليلة (ليلة المناظرة)». وظهرت نائبة الرئيس كامالا هاريس على قناتي «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» لتكرر الأسباب التي تجعل الناخبين يقفون إلى جانب بايدن، لكنها اعترفت بأدائه الضعيف، قائلة: «لقد كانت بداية بطيئة، ليس هناك شك في ذلك، لكنني أعتقد أن نهايتها كانت قوية».
أمسية مفجعة
وتقول السيدة الأولى السابقة لولاية كاليفورنيا، ماريا شرايفر، في تعليقها على المناظرة إنها تحب بايدن وتعرف أنه رجل جيد، لكن الأمسية كانت «مفجعة من نواحٍ عديدة». وتضيف: «هذه لحظة سياسية كبيرة. هناك ذعر في الحزب الديمقراطي. ستكون ليلة طويلة ومرعبة». ويقول الكاتب السياسي اليساري، نيكولاس كريستوف، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه يأمل أن يفكر بايدن في المناظرة ويقرر الانسحاب من السباق، ما يسمح للمؤتمر الديمقراطي بأن يقرر من يجب أن يكون المرشح. واقترح شخصاً مثل حاكمة ولاية ميشيغان، جريتشين ويتمير، أو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، شيرود براون، أو وزيرة التجارة، جينا ريموندو.
لكمة في الأمعاء
وتقول السيناتور السابقة عن ولاية ميسوري، كلير مكاسكيل، إن بايدن كانت لديه فرصة واحدة خلال المناظرة لكنه لم يستغلها، فقد كان عليه أن يطمئن الأميركيين بأنه على مستوى الوظيفة بالنسبة لرجل في مثل سنه، لكنه فشل». وقالت إن الديمقراطيين يشعرون أكثر من مجرد القلق في السر.
وتصف مكاسكيل شعورها خلال المناظرة بقولها: «أعرف كيف كنت أشعر خلال تلك الليلة، لقد شعرت وكأنني أتلقى لكمة في الأمعاء». وجعلت المناظرة المعلقون يتساءلون عما إذا كان يمكن استبدال بايدن، وهو خيار يقول البعض إنه خيار صعب. وظهر كل من هاريس، وجافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا وبديل بايدن، على شبكات تلفزيونية مختلفة في وقت لاحق من المساء للحديث عن كذب ترامب وانحرافه عن الموضوع طوال المناظرة، وسعياً إلى تذكير الناخبين بما قد تكون عليه رئاسة ترامب مرة أخرى.
الشعب الأميركي هو الخاسر
كاتبة العمود في صحيفة «الغارديان» ريبيكا سولنيت، تعتقد أن الشعب الأميركي هو الخاسر الحقيقي في الليلة الماضية. وتضيف: «يتم تنظيم مثل هذه الحوارات ليتمكن الناس من الاستماع إلى آراء المرشحين، وهو أمر منطقي عندما يكونان مجهولين نسبياً، ولكننا ظللنا نسمع الكثير عن كليهما خلال 40 عاماً أو نحو ذلك، منذ أن كان بايدن عضواً شاباً في الكونغرس وكان ترامب شاباً باحثاً عن الاهتمام في النوادي الليلية والصحف الشعبية في مدينة نيويورك، وكلاهما سنحت له الفرصة لشغل الوظيفة الأكثر شهرة في العالم لمدة أربع سنوات». وتمضي قائلة: «لم نكن بحاجة إلى هذه المناظرة لأن عام 2024 ليس مثل السنوات الانتخابية السابقة، والسبب في ذلك هو أن كل مرشح كان لديه متسع من الوقت ليظهر لنا من هو، ولأن أحدهما مجرم يسعى إلى تدمير الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى جانب المناخ، والاقتصاد والتحالفات الدولية».
مشاجرة وليست مناظرة
ولخصت الصحافية بصحيفة «نيويورك تايمز» جيس بيدجود، الأداء كله بأنه «كان قبيحاً»، وقالت إن المرشحين «في الغالب كانا يتشاجران مع بعضهما بعضاً». وتضيف: «لا يحظى كل من بايدن وترامب بشعبية كبيرة، وقد ظل الناخبون منذ أشهر يخبرون مستطلعي الرأي بأنهم لا يريدون مثل هذه المناظرة».
مراسل «الغارديان» في ولاية أتلانتا ديفيد سميث علق على المناظرة بقوله: «خلال أول مناظرة رئاسية في أتلانتا يوم الخميس تحول الديمقراطيون من شعار (لا داعي للقلق) إلى (لقد حان وقت القلق)، فبعد أشهر من التحضير والانتظار أدرك الديمقراطيون أنهم يختارون فجأة الرجل غير المناسب». ويضيف: «في 90 دقيقة بائسة حقق جو بايدن شيئاً كان يبدو مستحيلاً، فقد نجح في جعل دونالد ترامب يبدو متماسكاً تقريباً، ولم يفز ترامب بالمناظرة لكن بايدن خسرها بالتأكيد».
ويسترسل: «لقد انجرف الديمقراطيون إلى شعور زائف بالأمان بسبب أداء بايدن العالي في خطاب حالة الاتحاد، لقد توقعوا مجيء سوبرمان مرة أخرى، وبدلاً من ذلك قبضوا الريح».
وتقول الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، ثيرين بوند، إن الحزب الديمقراطي يحتاج إلى استبدال جو بايدن كمرشح رئاسي، لكن لا ينبغي أن يكون المرشح هو كامالا هاريس، لأن «البلاد ليست مستعدة لتولي امرأة سوداء منصب الرئاسة». وقالت إن حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر يمكن أن يكونا مرشحين، موضحة «لسوء الحظ، بقدر ما أريد أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لتولي امرأة سوداء منصب الرئيس، إلا أنها ليست كذلك، هذه الدولة ليست جاهزة. هذا البلد مثير للانقسام للغاية، ولسوء الحظ، نحن كنساء لسنا مقبولين هنا لهذا المنصب. لا أعتقد أن هاريس ستكون الشخص الذي سيقود الحزب الديمقراطي إلى النصر». ويقول الصحافي بقناة «إم إس إن بي سي» هايز براون، إن أمام بايدن أقل من ثلاثة أشهر لتغيير هذا الأداء، لكنه لا يعتقد أن بايدن سيكون في حالة ميؤوس منها تماماً. ويضيف بقوله: «من الواضح أن طاقة وقدرة بايدن لاتزال موجودة، حيث قام بالإحماء طوال الليل حتى إنه بدا كأنه شخص مختلف تماماً خلال ظهوره في حفل في أتلانتا بثته قناة (إم إس إم بي سي) بعد انتهاء المناظرة». ويتساءل: «كيف يمكننا تغيير نسخة بايدن الحبيسة في أذهان العديد من الناخبين طوال الفترة المتبقية من الحملة»، قد يكمن الجواب في تذكير الأميركيين بأنه بغض النظر عن المخاوف التي تسبب فيها أداء بايدن الضعيف تلك الليلة، ليس هناك ما فعله ترامب ليبدو كأنه الخيار الأفضل للعودة إلى البيت الأبيض.
• الحزب الديمقراطي يحتاج إلى استبدال جو بايدن كمرشح رئاسي، لكن لا ينبغي أن يكون المرشح هو كامالا هاريس، لأن «البلاد ليست مستعدة لتولي امرأة سوداء منصب الرئاسة».
• بايدن كانت لديه فرصة واحدة خلال المناظرة لكنه لم يستغلها، فقد كان عليه أن يُطمئن الأميركيين إلى أنه على مستوى الوظيفة بالنسبة لرجل في مثل سنه، لكنه فشل.