رئيس الوزراء الفرنسي ينأى بنفسه عن ماكرون
تم تعيين رئيس الوزراء غابرييل أتال كأصغر رئيس وزراء لفرنسا في يناير، وسط موجة من العناوين الرئيسة التي أشادت به باعتباره الشاب الذهبي للسياسة الأوروبية. والأربعاء، قام الرجل البالغ 35 عاماً بمحاولة يائسة وربما عبثية، لإنقاذ وظيفته في تجمع انتخابي قبل الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها الرئيس ماكرون. وأقيم الحدث في صالة للألعاب الرياضية في دائرته الانتخابية في ضاحية إيسي ليه مولينو الباريسية. لقد تم تزيينها بأسلوب بسيط يتناسب مع الأجواء السائدة بين حلفاء أتال الذين يخشون من أن صعوده النيزكي على وشك أن ينتهي بانهيار.
ويأتي هذا الحدث بعد نشر استطلاع للرأي أظهر أن ألدّ معارضي ماكرون (حزب التجمع الوطني الشعبوي) في وضع أفضل من أي وقت مضى، لتشكيل أول حكومة يمينية متشددة في فرنسا، منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار الاستطلاع الذي أجرته مجلة «هاريس إنتراكتيف فور تشالينج» المالية الأسبوعية، إلى أن زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، ستحظى بما يراوح بين 250 و305 أعضاء في الجمعية الوطنية، وهي المرة الأولى التي يضعها استطلاع للرأي فوق سقف 289 مقعداً اللازمة لتحقيق الأغلبية المطلقة. وقالت المجلة إن الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية ستفوز بما بين 125 و155 مقعداً، بينما سيحصل تحالف «إنسيمبل» (تحالف وسطي يدعم ماكرون) على ما بين 75 و125 مقعداً.
ويسعى أتال - الذي يخشى استبداله كرئيس للوزراء بجوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني البالغ 28 عاماً - إلى إظهار وجه شجاع. وقال للجمهور الذي كان يضم نحو 200 شخص، إن كل شيء لم يضع، وحثّهم على جذب الناخبين المترددين «في المنزل وفي العمل وفي المخابز». وسعى إلى إقناع المستمعين بأن تحالف «إنسيمبل» لم يتم تحطيمه بعد، على الأقل حتى الآن: «كل شيء ممكن، لا تثقوا بالأشخاص الذين يريدون تحويل هذه الانتخابات إلى مبارزة بين التجمع الوطني والجبهة الشعبية الجديدة».
ومع ذلك كانت علامات الانشقاق واضحة بينه وبين ماكرون، فعندما تم تعيين أتال رئيساً للحكومة، وُصِف - على نطاق واسع - بأنه ربيب ماكرون، وهو سياسي شاب لامع يدين بمسيرته المهنية لماكرون. وهو الآن يحاول جاهداً أن ينأى بنفسه عن الرئيس البالغة نسبة تأييده 27% فقط. وخلال خطاب استمر 90 دقيقة وجلسة أسئلة وأجوبة، لم يذكر رئيس الوزراء اسم ماكرون ولو مرة واحدة، وقال إن برنامج «إنسيمبل» هو «برنامجي»، ما أدى فعلياً إلى إخراج رئيس الدولة من برنامجه.
عن «التايمز اللندنية»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news