التشويش عليها ليس بالأمر السهل

طائرات بدون طيار غامضة تراقب تدريبات الأوكرانيين الميدانية  

صورة

حتى في أعماق الغابات في ألمانيا الريفية، يبقى المجندون الأوكرانيون تحت مراقبة عدسات الطائرات بدون طيار المعادية المحتملة. وفي مكان سري خارج العاصمة الألمانية، يتدرب مئات الجنود الأوكرانيين في دورة تدريبية مكثفة لمدة ستة أسابيع تغطي أساسيات حرب الخنادق والقتال في المناطق الحضرية. وأثناء تدريبهم، تطير أجسام مجهولة الهوية بانتظام فوق الأشجار.

وكان للجيش الألماني، الذي لديه شكوك حول من يرسل الطائرات بدون طيار، ردّ فعل. وبدلاً من التدخل، يُطلب من الأوكرانيين دمج الطائرات بدون طيار المعادية المحتملة في تدريبهم استعداداً للخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، حيث سيواجهون طائرات بدون طيار روسية تحاول قتلهم.

وقال المقدم رولاند بوسكر أثناء سيره عبر منطقة التدريب ذات الأشجار الكثيفة، «نفترض أن بعض هذه الطائرات بدون طيار على الأقل يتم توجيهها بنيات غير ودية». وفي حين كانت السماء خالية من الطائرات بدون طيار في اليوم الذي زارت فيه «بوليتيكو» موقع التدريب السري، ظلت القوات الأوكرانية تنظر إلى الأعلى بينما كانت تتجه نحو الخنادق المؤقتة تحت ضجيج نيران المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية.

إن التشويش على الطائرات بدون طيار ليس بالأمر السهل. وفي ذلك يقول بوسكر «من الناحية الفنية، من المستحيل حجب جميع الترددات التي يمكن استخدامها لتوجيه الطائرات بدون طيار». كما أن نشر تقنية التشويش الجغرافي سيعطل أيضاً أجهزة الراديو المستخدمة للتواصل عبر منطقة التدريب، وسيجد الجواسيس الذين يمتلكون تقنية متقدمة، دائماً، طريقة للدخول إلى مثل هذه المنطقة الكبيرة.

وأضاف بوسكر «قارن ذلك بدروع الدبابات، وسيكون هناك دائماً نوع من الذخيرة التي يمكنها اختراق حتى أفضل الدروع». وبينما لا يستطيع الضابط الألماني التأكد من أن الطائرات بدون طيار مرتبطة بروسيا، فإن الشكوك الواضحة هي أنها جزء من جهود موسكو لزعزعة استقرار الحلفاء الغربيين الذين يدعمون كييف وإحباطهم.

إن الأمر لا يقتصر على الطائرات بدون طيار، وقال بوسكر إن غرباء اتصلوا بالمدربين كجزء من عمليات «فخ العسل». والتدريبات التي تستمر طوال اليوم وفي جميع الأحوال الجوية، في الغابة، هي جزء من بعثة المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، التي تم إنشاؤها في عام 2022 بهدف تدريب 60 ألف جندي أوكراني على يد مدربين من 24 دولة بحلول نهاية هذا العام.

والثكنات العسكرية السابقة في ألمانيا الشرقية هي واحدة من مركزين رئيسين يتم استخدامهما؛ والثاني يوجد في بولندا.

الطائرات بدون طيار ليست جديدة بالنسبة للأوكرانيين، إذ أصبحت هذه المعدات الرخيصة التي يمكن التخلص منها والقادرة على حمل الكاميرات وبضعة كيلوغرامات من المتفجرات سمة رئيسة للحرب، يستخدمها كلا الجانبين لمراقبة ساحة المعركة وتوجيه نيران المدفعية والصواريخ ومطاردة الدبابات والشاحنات والجنود الأفراد.

ولا توجد طريقة لمحاكاة ظروف الحرب الحقيقية، في شرق ألمانيا، كما قال قائد فصيلة أوكراني يبلغ من العمر 30 عاماً، أثناء مشاهدة رجاله يتدربون على كيفية الاستيلاء على الخندق والدفاع عنه. ويُطلب من المجندين تطوير وعي دائم بما يحدث في السماء أعلاهم. وقال أحد المدربين الألمان «يجب أن يكون الأمر أشبه بالتنفس»، مشيراً إلى ضرورة التأقلم مع التحديات المحدقة.

وتضيف طائرات التجسس المحتملة بعض الواقعية إلى تمرين التدريب. وأوضح بوسكر «الطريقة التي نتعامل بها مع المشكلة هي أننا ندمج طائرات العدو بدون طيار في التدريب، من خلال إخبار الجنود بمراقبة ما يجري في السماء باستمرار».

ويتراوح عمر الجنود الأوكرانيين المتدربين، في ألمانيا، من الشباب ذوي اللياقة العالية إلى الرجال في الأربعينات والخمسينات من العمر. ويعني قانون التعبئة الأوكراني، الذي تم تغييره أخيراً لتجنيد الأشخاص من سن 25 عاماً – بعد أن كان 27 عاماً سابقاً - أن جنود أوكرانيا يميلون إلى أن يكونوا أكبر سناً.

أصبحت المسيرات التي تعد من المعدات الرخيصة القادرة على حمل الكاميرات والمتفجرات؛ سمة رئيسة للحرب.

نشر تقنية التشويش الجغرافي على المسيرات سيعطل أجهزة الراديو المستخدمة للتواصل عبر منطقة التدريب.

تويتر