الأمم المتحدة أكدت ارتفاع معدل انتشار سوء التغذية في القارة السمراء.

إفريقيا ستتفوق على آسيا بأعلى عدد من الجياع بحلول 2030

صورة

تتوقع منظمة الأمم المتحدة أن تتفوق إفريقيا على آسيا باعتبارها القارة التي تضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم بحلول عام 2030، وفي تقريرها السنوي عن حالة الأمن الغذائي والتغذية، قالت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة إن هناك «اتجاهاً واضحاً» لارتفاع معدل انتشار سوء التغذية في إفريقيا.

وتضم القارة السمراء بالفعل أكبر نسبة من الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من الطعام المغذي (20.4%)، ولكن آسيا موطن لأكثر من نصف الجياع في العالم. وفي عام 2023 كان 384.5 مليون شخص في آسيا يواجهون الجوع مقارنة بـ298.4 مليوناً في إفريقيا.

وقال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ألفارو لاريو، إن الوضع «مثير للقلق»، ومن المتوقع أن يزداد سوءاً ما لم يتم اتخاذ إجراء. وأضاف: «بعد 10 سنوات وبسبب النمو السكاني والديناميكيات الحالية، سيكون من الصعب حل المشكلة مع وجود عدد أكبر بكثير من الناس في إفريقيا يعانون الجوع المزمن».

وأوضح لاريو أن آسيا ركزت بشكل أكبر على الإنتاج المحلي وتنويع المحاصيل واستخدام الأسمدة والمزيد من الاستثمار العام مقارنة بإفريقيا. وأشار التقرير الذي نُشر الأسبوع الماضي إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية فسيعاني ما يقرب من 600 مليون شخص سوء التغذية المزمن بحلول عام 2030، حيث يعيش 53% منهم في إفريقيا. وقال التقرير إن الرقم سيشبه ذلك الذي شوهد في عام 2015، ما يشير إلى ركود مثير للقلق في التقدم.

من جهتها، قالت إليزابيث نسيمالدا، رئيسة اتحاد مزارعي شرق إفريقيا، الذي يمثل 25 مليون منتج غذائي: «نحن نخسر المعركة ضد الجوع، خصوصاً في المجتمعات الريفية، حيث لا يستطيع العديد من الأشخاص الذين ينتجون الطعام الذي نتناوله إطعام أنفسهم وأسرهم».

وتشير التقديرات إلى وجود 33 مليون مزرعة صغيرة في إفريقيا، توفر ما يصل إلى 70% من إمدادات الغذاء في القارة. وقالت رئيسة الفريق الفني لمنظمة «مزارع إفريقيا»، ديانا أونيانجو، إن أزمة المناخ لها تأثير شديد على المزارعين والأمن الغذائي، ففي شرق إفريقيا، حيث تعمل، أدى تراجع هطول الأمطار منذ عام 2020 إلى جفاف واسع النطاق. وقالت إن المزارعين يفتقرون إلى المعلومات والمعرفة لمساعدتهم على التنويع.

وأضافت أونيانجو: «بقدر ما يريدون التنويع فقد لا يكونون على دراية بأفضل المحاصيل والثروة الحيوانية والممارسات التي يمكن تطبيقها لمساعدتهم على أن يكونوا أكثر قدرة على التكيف والمرونة في مواجهة تغير المناخ».

كما أن الصراع هو أحد المحركات الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي، ففي مناطق بإثيوبيا لا يستطيع المزارعون الوصول إلى أراضيهم، وأُجبروا على ترك منازلهم، كما قالت أونيانجو.

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، والرئيس المشارك لفريق الخبراء الدوليين المعني بنظم الأغذية المستدامة، أوليفييه دي شوتر: «هذه ليست مجرد عثرة، فالنظام الغذائي العالمي معرض بشكل كارثي لتغيرات المناخ والصراعات والصدمات الاقتصادية المتزايدة مع تزايد تأثير تغير المناخ على المزارعين».

وتابع المسؤول الأممي: «إن بناء أنظمة غذائية قادرة على الصمود في وجه المناخ أصبح الآن مسألة حياة أو موت، وكذلك إنشاء أرضيات للحماية الاجتماعية وضمان حصول العمال على أجور معيشية. نحن في حاجة ماسة إلى وصفة جديدة لمعالجة الجوع».

وتم نشر التقرير من قبل منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.

• تضم إفريقيا أكبر نسبة من الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من الطعام المغذي (20.4%).

• 33 مليون مزرعة صغيرة في إفريقيا توفر ما يصل إلى 70% من إمدادات الغذاء في القارة السمراء.

تويتر