مثلت انتصاراً لبايدن ونائبته كامالا هاريس

صفقة تبادل السجناء أثارت قلق الغرب بوصفها استرضاء لروسيا

«الاتحادية للضرائب» أكدت أن المدد الزمنية المحددة لتقديم طلبات التسجيل تشمل الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين. أرشيفية

طرح الكاتب جاكوب هيلبرون رئيس تحرير مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، تساؤلات حول معطيات ونتائج صفقة تبادل السجناء الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أثارت استياء الغرب بخاصة ألمانيا. وقال هيلبرون، وهو باحث بارز غير مقيم في مركز أوراسيا، التابع للمجلس الأطلسي في تحليل نشرته المجلة، إنه في ألمانيا وبولندا أيضاً، يثير تبادل السجناء، حالة من القلق، حيث يتم النظر إليه على أنه شكل من أشكال استرضاء النظام الروسي الذي سيؤدي ببساطة إلى المزيد من احتجاز الرهائن.

وأوضح هيلبرون أن الهدف الرئيس لبوتين، كان الحصول على الإفراج عن فاديم كراسيكوف، الذي أُدين بالقتل في برلين، ولم يقر أبداً بارتكاب تلك الجريمة، والذي أكد الكرملين الآن أنه كان عضواً في وحدة «ألفا»، وهي وحدة النخبة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ولم تلتزم ألمانيا بعملية الإفراج إلا استجابة للضغط من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واضعة في الحسبان أنه يتعين الحفاظ على علاقات سلسة عبر الأطلسي، بدلاً من تجاهل أميركا. وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس «أنه كانت هناك دراسة متأنية ومستفيضة للقرار الخاص بترحيل قاتل محكوم عليه بالسجن مدى الحياة بعد مرور بضع سنوات فقط على سجنه». وقال وزير العدل الألماني ماركو بوشمان «كان قراراً مريراً».

غير أن القرار كان يمثل انتصاراً بالنسبة لبايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وكان المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد أعلن أنه، هو وحده، من يمكنه الحصول على الإفراج عن صحافي «وول ستريت جورنال» المسجون إيفان جيرشكوفيتش. وبدلاً من ذلك، قام بايدن بإنجاز المهمة. وأصدر ترامب، الذي غضب جرّاء انحسار الأضواء عنه، رسالة تنم عن مزاج سوداوي، تزعم أن بايدن دفع لروسيا أموالاً من أجل الإفراج عن الرهائن، بينما لم يعرب عن أي رضا عن إطلاق سراحهم.

ويوم الجمعة الماضي، خفف ترامب من حدة لغته بشكل طفيف، لافتاً إلى «أن هذا الأمر ما كان سيحدث أبداً معنا لو كنت أنا الرئيس»، في إشارة إلى الاحتجاز الأصلي لجيرشكوفيتش. وأضاف «الروس أبرموا صفقة كبيرة، لن انتقدها لأن وجودهم (أي المفرج عنهم) في البلاد أمر جيد، لكنهم حصلوا على صفقة كبيرة، وهذا يرسي سابقة سيئة للغاية».

وأضاف هيلبرون أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شك، مثلما أشار الكاتب الأميركي المعروف كريستيان كاريل في صحيفة «واشنطن بوست»، في أن بوتين سيستغل فرصة عملية تبادل السجناء، لتحقيق نوع من المساواة الأخلاقية بين الشرق والغرب.

وتابع أن الصفقة ستساعد في تحصين حكم بوتين، حيث يبرهن أن بإمكانه أن يرغم الغرب على التعامل مع نظامه شاء أم أبي.

وعندما يصل الأمر إلى التجسس والتخريب، فإن الجانبين مذنبان على قدم المساواة. وأن هذا هو السبب وراء أهمية تذكر أن الأفراد الذين تم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، مثل فلاديمير كارا مورزا، ليسوا خونة أو مجرمين، وإنما هم معارضون أبطال قاموا بالانشقاق عن النظام الاستبدادي الذي رسخ أقدامه في سدة الحكم في موسكو، ويشن حرباً ضد أوكرانيا، وحملة تخريب نشطة في أوروبا الغربية.

وتابع هيلبرون أنه بالقدر ذاته الذي تجعل الصفقة البعض في الغرب يشعر بالقلق، تطلبت الواقعية السياسية إبان الحرب الباردة، ضرورة اتخاذ موقف أخلاقي. ولم تستطع واشنطن ببساطة التخلي عن مواطنين أبرياء تم القبض عليهم، ليكونوا بيادق على رقعة شطرنج عالمية أكبر. وبالنسبة لبايدن، وبالقدر ذاته بالنسبة لبوتين، فإن تبادل السجناء، يُعدُّ نصراً شخصياً، لكنه نصر لن يغير طبيعة العلاقات بين الجانبين.

وسيستمر الصدام مع روسيا، وربما يزداد حدة في السنوات المقبلة في الوقت الذي تشتد فيه المواقف في موسكو والعواصم الغربية. وبحسب ما أشارت نائبة مدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، ميليندا هارينج، في مجلة «يو إس توداي»، لم تمثل الصفقة «أي شيء أكثر من لحظة وفاق مؤقتة عندما تتداخل المصالح السياسية الضيقة لبوتين وبايدن. واختتم هيلبرون تقريره بالقول إنه لن يكون هناك أي انفراج في العلاقات أو إعادة ضبط لها في الأيام الأخيرة لولاية بايدن، وإنما العكس تماماً.

• ألمانيا لم تلتزم بعملية الإفراج إلا استجابة للضغط من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واضعة في الحسبان أنه يتعين الحفاظ على علاقات سلسة عبر الأطلسي، بدلاً من تجاهل أميركا.

تويتر