وصفها بـ «الضعيفة» وأنها «لا يمكنها الوقوف في وجه قادة العالم الآخرين»

هاريس مطالبة بقلب «الصورة النمطية» التي رسمها ترامب

صورة

ظهور المرشحة الرئاسية الأميركية كامالا هاريس في المشهد الانتخابي بدّد بسرعة العديد مما يمتاز به المرشح دونالد ترامب على (المرشح السابق) الرئيس جو بايدن في ما يتعلق بالصفات الشخصية التي يقدرها الناخبون في الرئيس المحتمل، إلا أن ترامب لايزال يتفوق على هاريس أمام الناخبين بفضل قوته المتصورة، والتي لاتزال تشكل عقبة كبيرة أمام هاريس، ويجب عليها أن تجتاز هذه العقبة للفوز بالبيت الأبيض. ولطالما يرى الناخبون في ترامب زعيماً قوياً قادراً على الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ومع تزايد تشككهم في قدرة بايدن الجسدية والعقلية، ارتفعت أسهم ترامب في بورصة الرأي العام إلى أبعاد شاهقة هذا العام.

واستطاعت هاريس بطاقتها الفريدة وأسلوب حديثها القوي والواثق في مسيراتها الصاخبة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية أن تجعل الديمقراطيين يثقون بأنها تستطيع إعادة ضبط النقاش حول القوة، وتحييد - أو على الأقل تقليل - التفوق التقليدي لترامب في هذا الجانب.

ويقول خبير استطلاعات الرأي، الديمقراطي إيفان روث سميث، إن «السياسة الأميركية على مدى العقد الماضي تم تحديدها من خلال إطار فرضه عليها ترامب وأخضعه لصالحه، وهو إطار القوة هذا». ويقود سميث مشروعاً لقياس اتجاهات التصويت حول الموضوعات الرئيسة في السباق الرئاسي لعام 2024. ويضيف: «إن دخول كامالا هاريس إلى الصورة والتغيير الكبير الذي حدث في هذا السباق قد جعل الناخبين يتنفسون الصعداء، ويرون أنه بالإمكان إغلاق هذا الفصل في التاريخ الأميركي. ويقولون أيضاً إنه يمكن التخلص من الإطار السياسي الملتف حول القوة والذي فرضه ترامب على سياستنا، وليس الرجل نفسه فحسب، بل الإطار أيضاً».

وللقيام بذلك يتطلب الأمر من هاريس دحض الجهود الجمهورية لتصويرها على أنها ضعيفة، وينبغي أن تتركز جهودها على القضايا المتعلقة بالأمن الجسدي للأميركيين، بما في ذلك الجريمة والهجرة والدفاع الوطني. ويعتقد بعض الديمقراطيين أن خطة ترامب لإضعاف زخم هاريس يمكن أن تعيد تكرار عناصر الحملة الرئاسية لعام 1988 التي خاضها جورج بوش الأب ومدير حملته المخيف لي أتواتر، لتصوير خصمه الديمقراطي حاكم ولاية ماساتشوستس مايكل دوكاكيس، على نحو مدمر، بصفته ليبرالياً ضعيفاً ولطيفاً في التعامل مع الجريمة.

مجالات القوة

ويقول المستشار الديمقراطي تاد ديفاين، الذي عمل خبيراً استراتيجياً كبيراً في حملة دوكاكيس: «إذا قررت حملة هاريس السير في هذا الاتجاه واستخدمت كل الأدوات المتاحة لها، وكذبت بقدر ما يفعل ترامب كل يوم، فقد يكون هجوماً قوياً للغاية».

ويتنافس الجانبان بالفعل بشدة في مجالات القوة. ويصف المتحدثون باسم حملة ترامب المرشحة الديمقراطية بشكل روتيني بأنها ضعيفة. وأصدرت لجنة العمل السياسي الرئيسة التي تدعم ترامب أخيراً إعلاناً يصف مواقفها بشأن قضايا العدالة الجنائية بأنها «ليبرالية خطيرة». وفي مقابلة على قناة «فوكس نيوز»، أشار ترامب ضمنياً إلى أن انتماء هاريس للجنس الآخر يجعلها ضعيفة جداً، بحيث لا يمكنها الوقوف في وجه قادة العالم الآخرين. ويضيف: «ستكون سهلة للغاية بالنسبة لهم، وستكون مثل لعبة، وسيسيرون فوقها».

وتبث هاريس بدورها إعلاناً في الولايات المتأرجحة يتضمن قضيتين هما الأكثر أهمية: جرائم العنف، والحدود، لاستخدامهما ضد الجمهوريين. ويبدأ الإعلان قائلاً: «أمضت كامالا هاريس عقوداً من الزمن في مكافحة جرائم العنف»، قبل أن يختتم الإعلان قائلاً: «إصلاح الحدود يتطلب شخصاً قوياً تماماً مثل كامالا هاريس».

إن إقناع الناخب الأميركي بأن نائبة الرئيس ضعيفة أمر مهم للغاية بالنسبة للجمهوريين، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن استطلاعات الرأي المتعددة تُظهر أن الناخبين يحكمون على هاريس بشكل أكثر إيجابية مما فعلوا مع بايدن، وفي كثير من الحالات بشكل أكثر إيجابية مما يحكمون على ترامب.

مزاج مناسب للنجاح

وفي استطلاع وطني أجرته كلية الحقوق في ماركيت، قال ما يقرب من ثلاثة من كل خمسة ناخبين إنهم يعتقدون أن هاريس تتمتع بالمزاج المناسب للنجاح كرئيس. ويمثل هذا أعلى بكثير مما يقرب من الخُمسين في استطلاع جديد يرى فيه المستطلعة آراؤهم أن ترامب لديه المزاج المناسب للنجاح.

والأمر الأكثر إثارة هو أن دخول هاريس السباق ورحيل بايدن أدى إلى تحويل الجدل إلى عمر المرشحَين. وأظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من الناخبين كانوا متشككين في أن ترامب لايزال على مستوى المنصب، وهو تصور ربما غذته أخطاؤه اللفظية المتكررة خلال الحملة الانتخابية، مثل الخلط بين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والمرشحة السابقة نيكي هايلي، عندما تحدث عن انتخابات السادس من يناير 2021، والاعتداء على مبنى الكابيتول.

ومع دخول هاريس السباق، أصبح عمر ترامب فجأة هو الأكبر. وفي استطلاع ماركيت، أقر ما يقرب من ثلاثة من كل خمسة ممن شملهم الاستطلاع بأن عمر ترامب لا يؤهله لأن يصبح رئيساً. المقارنات الشخصية الأخرى مع ترامب تفيد هاريس أيضاً، ففي استطلاع أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» في وقت سابق من هذا الشهر، وصفها ما يقرب من سبعة من كل 10 ناخبين بأنها نشيطة، وهو رقم أعلى بكثير من ستة من كل 10 تقريباً الذين أطلقوا هذا التصنيف على ترامب. وفي استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز/ كلية سيينا في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن» والتي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، وصفها عدد كبير جداً من الناخبين أكثر من ترامب بأنها ذكية وصادقة.

وقبل أداء بايدن الكارثي في مناظرة يونيو، حيث ناضل من أجل إنهاء الجُمل وبدا مشوشاً في بعض الأحيان، وصف عدد أكبر بكثير من الناخبين ترامب أكثر من بايدن بأنه قوي. وتقول خبيرة استطلاعات الرأي، الديمقراطية سيليندا ليك، التي نظمت استطلاعات لحملة بايدن لعام 2020، إن ضعف قوته أمام ترامب أصبح عقبة لا يمكن التغلب عليها تقريباً أمام حملته لعام 2024. وأضافت ليك: «كانت تلك إشارات سامة حول العمر والفاعلية والقوة».

ولتبديد تلك المخاوف جزئياً حددت حملة بايدن موعداً لمناظرة يونيو غير العادية، وبدلاً من ذلك عززت تلك المناظرة هذه المفاهيم بشكل كارثي، وكان رد فعل ترامب المتحدي على محاولة اغتياله في الشهر التالي سبباً في ترسيخ المقارنة. ويقول خبير استطلاعات الرأي، الجمهوري وايت أيريس: «كان ترامب يمثل صورة القوة بعد محاولة اغتياله عندما هز قبضته، وكان بايدن يمثل صورة الضعف بعد فترات طويلة من المناظرة». ويعتقد وايت أنه من أجل التغلب على بايدن لن يحتاج ترامب إلى فعل أكثر من مقارنة هاتين الصورتين في الإعلانات التلفزيونية لبقية الحملة.

ومع استبدال هاريس لبايدن، يعتقد أيريس أن «المقارنات الأساسية بأكملها» التي كانت تدعم ترامب «قد انقلبت رأساً على عقب». ويقول أيريس إن هاريس باعتبارها امرأة متعددة الأعراق تجسد التغيير. ويعتقد أن حجة القوة أصبحت أكثر تعقيداً أيضاً: «الآن أصبح الأمر أكثر ديناميكية بين الذكور والإناث، وليس كما كان الحال سابقاً: القوة مقابل الضعف». عن «سي إن إن»

• ظهور كامالا هاريس في المشهد الانتخابي بدّد بسرعة العديد مما يمتاز به دونالد ترامب على (المرشح السابق) جو بايدن في ما يتعلق بالصفات الشخصية التي يقدرها الناخبون في الرئيس المحتمل.

 

عمر ترامب أصبح فجأة الأكبر مع دخول هاريس السباق. وفي استطلاع ماركيت، أقر ما يقرب من ثلاثة من كل خمسة ممن شملهم الاستطلاع، بأن عمر ترامب لا يؤهله لأن يصبح رئيساً.

تويتر