انضمام روبرت كينيدي إلى ترامب جاء في الوقت المناسب للرئيس السابق
أدى خروج الرئيس جو بايدن المفاجئ من السباق الرئاسي لعام 2024 مباشرة بعد المؤتمر الوطني الجمهوري، الشهر الماضي، إلى إيقاف فوري لزخم الرئيس السابق دونالد ترامب. والآن، قد يقلب مرشح من طرف ثالث الموازين، بمجرد انتهاء تجمع الديمقراطيين.
وبعد أن أفادت منشورات متعددة أنه يخطط للانسحاب، وأنه في مناقشات لدعم ترامب، انضم المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي الابن إلى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على منصة تجمع انتخابي في أريزونا، الجمعة، وأدلى بكلمة أبرز فيها عدداً من النقاط عقب لقاءات جمعتهما، أخيراً.
وقال كينيدي، إن «ترامب يشاركه وجهات نظره بشأن السياسة الخارجية، والرقابة الحكومية، وإنهاء وباء الأمراض المزمنة». وسيكون هذا أول خبر جيد لترامب منذ تخلى بايدن عن حملته ودعم نائبة الرئيس كامالا هاريس قبل شهر.
وبإمكان كينيدي، الديمقراطي السابق الذي كان والده الراحل وأعمامه شخصيات بارزة في الحزب، أن يساعد في جلب أغلب مؤيديه المتبقين إلى حظيرة الجمهوريين. ويقول عضو الكونغرس الديمقراطي السابق، دينيس كوتشينيتش، الذي أدار حملة كينيدي حتى أكتوبر الماضي، إنه يعتقد أن خروج صديقه من السباق، قد يساعد ترامب بشكل كبير في مثل هذا السباق المتقارب.
ويوضح كوتشينيتش، «من المحتمل أن يكون مفيداً جداً للرئيس ترامب في الولايات المتأرجحة، حيث تفصله نقطة أو نقطتان عن نائبة الرئيس هاريس»، متابعاً «يتمتع كينيدي بدعم بين الجمهوريين الشعبويين، وأنا متأكد من أنه سيكون قادراً على إعادتهم إلى حظيرة ترامب».
وأظهرت استطلاعات الرأي لأشهر عدة أن كينيدي أصبح أكثر شعبية لدى الجمهوريين من الديمقراطيين. وفي وقت ما، كان يسحب المزيد من الناخبين من الديمقراطيين، وفقاً لاستطلاعات الرأي الوطنية والولائية. ولكن منذ انتقال نائبة الرئيس هاريس إلى قمة التذكرة، سحبت العديد من الناخبين الديمقراطيين الذين كانوا غير راضين سابقاً عن خياراتهم في الحزب، واستقطبت العديد من أنصار كينيدي.
وكان دعم كينيدي يتآكل ببطء من أعلى مستوى بلغ نحو 15% في الاستطلاعات الوطنية. وكان يحظى بـ8% في استطلاعات الرأي في منتصف يوليو، وانخفض إلى 4% الآن، وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي لصحيفة «نيويورك تايمز». ومن المرجح أن يدعم أغلب أولئك الذين مازالوا يدعمون كينيدي، الآن، ترامب أكثر من هاريس، بعد أن ترك السباق. ويمكن أن يُحدث هذا فرقاً كبيراً في الانتخابات الرئاسية التي تظهر استطلاعات الرأي حالياً أنها متقاربة جداً.
جذب الاهتمام
ودخل كينيدي السباق ببعض الأصول الكبيرة، أولاً وقبل كل شيء، ساعد اسمه في جذب الاهتمام وفضول الصحافة، لقد كان لفترة طويلة من دعاة حماية البيئة الشعبيين، وأصبح لاحقاً شخصية أكثر إثارة للجدل، بسبب تشككه العلني الصريح في اللقاحات، واجتذب موقفه المناهض للمؤسسة العديد من الناخبين الذين أصبحوا غير واثقين في المؤسسات، خصوصاً في أعقاب جائحة «كوفيد-19».
لن يكون كل أنصار كينيدي حريصين على التصويت للمرشح الجمهوري، على الرغم من التأييد المحتمل. وصوّت راي تريترو، وهو متقاعد من نيوجيرسي، لمصلحة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الماضية، لكنه كان يخطط للتصويت لمصلحة كينيدي هذه المرة. ويقول إنه «سيفقد احترامه» لكينيدي إذا أيد ترامب، وأنه «على الأرجح» سيصوّت لمصلحة هاريس بدلاً من ذلك.
أما فيكي، المتقاعدة من شمال ولاية نيويورك والتي كانت تخطط للتصويت لكينيدي، فتقول إنها صوّتت بالفعل لمصلحة ترامب مرتين، وأنها لم ترغب حقاً في فعل ذلك مرة أخرى، «لأن أهون الشرين أصبح لا يناسبني». ولكن الآن، من المرجح أن تصوّت «على مضض» لترامب.
كان كينيدي وترامب في محادثات لأكثر من شهر حول انسحاب الأول، وتأييد تذكرة الجمهوريين. ونشر ابن كينيدي مقطع فيديو لوالده وهو يتحدث مع ترامب عبر الهاتف في منتصف يوليو، قبل المؤتمر الوطني الجمهوري مباشرة. ويمكن سماع ترامب وهو يقول لكينيدي، «نود منك أن تفعل شيئاً. وأعتقد أنه سيكون جيداً وكبيراً جداً بالنسبة لك. وسنفوز»، ثم التقى الاثنان شخصياً في ميلووكي.
ويوم الثلاثاء، قالت المليارديرة نيكول شاناهان، التي ترشحت نائبة لكينيدي إنها والأخير كانا يتناقشان حول ما إذا كانا سيبقيان في السباق و«يشكلان خطراً» على هاريس أو ينسحبان و«يوحدان القوى» مع حملة ترامب. وصرّح ترامب لشبكة «سي إن إن»، يوم الثلاثاء، أنه «ربما» يفكر في منح كينيدي دوراً في إدارته.
وأضاف الرئيس السابق، «أنا أحبه كثيراً، وأحترمه كثيراً. إنه نوع مختلف تماماً من الرجال، رجل ذكي للغاية» متابعاً، «نعم، سأتشرف بهذا التأييد، بالتأكيد».
قدر من التأثير
من جانبهم، قلل الديمقراطيون من شأن مدى التأثير الذي قد يخلّفه خروج كينيدي من السباق. وقال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية السابق، توم بيريز وهو يهز كتفيه، «لقد كان مفسداً منذ البداية». ويقول النائب السابق عن نيويورك، جو كرولي، «لم أكن أعتقد أنه سيكون له هذا القدر من التأثير. وفي النهاية، أعتقد أنه أدرك أنه لن يكون له هذا القدر من التأثير» متابعاً، «أعتقد أن خروجه ربما يلعب في الاتجاهين إلى حد ما».
ويقول كرولي إنه عرف كينيدي قليلاً عندما كان عضواً في الهيئة التشريعية لولاية نيويورك، وكان كينيدي ناشطاً بيئياً يعمل جنباً إلى جنب مع أيقونة الموسيقى الشعبية، بيت سيغر، لمحاولة تنظيف نهر هدسون. ويقول كرولي، «أفكر في بيت سيغر وهو في قبره الآن، بسبب ما يفعله كينيدي سياسياً»، وأردف، «إنه يتناقض تماماً مع كل ما دافع عنه سيغر على الإطلاق».
ومن عجيب المفارقات أن الديمقراطيين أمضوا أكثر من عام في انتقاد كينيدي وحملته، لأنهم كانوا قلقين بشأن قدرته على جذب الأصوات بعيداً عن مرشحهم. وحارب الديمقراطيون لإبقاء كينيدي خارج الاقتراع في ولايات عديدة، خوفاً من أنه قد يكون مفسداً لفرصهم. وكانت اللجنة الوطنية الديمقراطية تهاجمه بانتظام، وسلّطت المجموعة الليبرالية «إلى الأمام» الضوء على آرائه المثيرة للجدل، وارتباطاته بترامب. وقالت المديرة التنفيذية للمجموعة، راهنا إبتينج، في بيان، «كما قلنا منذ أشهر، فإن روبرت كينيدي جونيور هو أداة لترامب». عن «ساينس مونيتور»
• اجتذب موقف روبرت كينيدي المناهض للمؤسسة العديد من الناخبين الذين أصبحوا غير واثقين في المؤسسات.
• لن يكون كل أنصار كينيدي حريصين على التصويت للمرشح الجمهوري، على الرغم من التأييد المحتمل.
• انتقد الديمقراطيون كينيدي لأنهم كانوا قلقين بشأن قدرته على جذب الأصوات بعيداً عن مرشحهم.