يخططون للتعامل مع مخاوفهم بانتخاب مرشحين سياسيين يتعهدون بـ «العمل الجريء» في قضايا البيئة

دراسة: معظم الشباب الأميركيين يخشون تأثيرات أزمة المناخ في «فناء البشرية»     

صورة

تشعر الأغلبية العظمى من الشباب الأميركيين بالقلق بشأن أزمة المناخ. ويقول أكثر من نصفهم إن مخاوفهم بشأن البيئة ستؤثر في اختيار المكان الذي يقررون العيش فيه، وما إذا كانوا سينجبون أطفالاً، وفقاً لدراسة حديثة أجراها باحثون في خمس جامعات أميركية.

وتأتي هذه الدراسة بعد أسابيع فقط من إعصاري «هيلين» و«ميلتون» المتتاليين اللذين ضربا جنوب شرق الولايات المتحدة.

وتسببت الفيضانات الناجمة عن «هيلين» في دمار هائل من الساحل الغربي لفلوريدا إلى جبال نورث كارولينا، بينما اجتاح «ميلتون» شبه جزيرة فلوريدا بعد أقل من أسبوعين.

وقال الأستاذ في كلية غروسمان بجامعة نيويورك، إريك ليواندوفسكي: «كانت إحدى النتائج الأكثر لفتاً للانتباه في الاستطلاع، أن هذا الاتجاه كان عبر الطيف السياسي»، مضيفاً: «في كل ولاية أجري فيها استطلاع للرأي، لم تقِل نسبة القلق المناخي عن 75%».

وفي استطلاع عبر الإنترنت، طلب الباحثون من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، من جميع الولايات الأميركية الـ50، تقييم مخاوفهم وأفكارهم وعواطفهم في ما يتعلق بأزمة المناخ، وتحديد من يتحمل المسؤولية عن التسبب في تغير المناخ.

وقالت الأغلبية العظمى من الشباب إنهم قلقون بشأن أزمة المناخ، بينما قال 85% منهم، إنهم قلقون إلى حد ما، فيما قال أكثر من النصف (57%) إنهم قلقون جداً.

وأيد نحو ثلثي الشباب المستطلعة آراؤهم، عبارة «البشرية محكوم عليها بالفناء»، في حين أيد أكثر من نصفهم عبارة «أنا متردد في إنجاب الأطفال».

وقال زيون ووكر، وهو طالب وعضو في المجلس الاستشاري لجيل الألفية التابع لـ«شبكة الصحة المناخية»: «غالباً ما أسمع الكبار يقولون إن جيلنا (جيل الألفية) سيصلح ما كسروه».

وأضاف: «ما قد لا يفهمونه هو الضغط الذي يفرضه هذا علينا جميعاً.. نعم نحن نتخذ خطوات ونكافح من أجل المستقبل، لكن الكثيرين منا غارقون في الواقع اليومي للكوارث المناخية، إذ نستيقظ على أنباء حرائق الغابات التي تجتاح المنازل، والأعاصير التي تودي بحياة الناس».

وذكرت أغلبية كبيرة من كلا الحزبين السياسيين الرئيسين (92% من الديمقراطيين) و(73% من الجمهوريين)، أنها قلقة بشأن تغير المناخ. ورداً على ذلك، قال الشباب الذين شملتهم الدراسة، إن لديهم أفكاراً سلبية حول مستقبل المناخ، وإنهم يخططون لاتخاذ إجراءات للتعامل مع مخاوفهم، بما في ذلك التصويت للمرشحين السياسيين الذين سيتعهدون بدعم العمل «الجريء» في ما يتعلق بقضايا البيئة والمناخ.

وقال ليواندوفسكي: «كانت إحدى النتائج هي نسبة الأشخاص الذين يريدون التحدث عن هذا»، مشيراً إلى أن أكثر من 70% من الشباب يريدون أن يكون المناخ موضوعاً للمناقشة، متابعاً: «يجب أن تحاول الأجيال الأكبر سناً فهم ما يشعر به الشباب».

وسلطت الدراسة الجديدة الضوء على الضغوط المتعلقة بالصحة العقلية، إذ تبيّن أن هناك علاقة راسخة جداً بين تأثيرات الصحة العقلية والكوارث الطبيعية، مثل «هيلين» و«ميلتون» وحتى «كوفيد-19».

ووجد الباحثون أن هناك صلة بين التعرض للكوارث وزيادة أعراض الاكتئاب. ويُعد القلق المناخي، مثل القلق بشأن مستقبل الكوكب، مجالاً للبحث الناشئ.

وقال عميد كلية الصحة العامة في جامعة بوسطن، الدكتور ساندرو غاليا الذي لم يشارك في الدراسة، إن «وجود ضغوط بشأن المناخ، وتدهور الكوكب، والخوف من أشياء مثل الصراعات، مرتبط بشكل معقول جداً بضعف الصحة العقلية». عن «الغارديان» البريطانية

• الدراسة الجديدة تأتي بعد أسابيع فقط من إعصاري «هيلين» و«ميلتون» المتتاليين اللذين ضربا الولايات المتحدة.

تويتر