الانتخابات تفرّق بين ماكين وبايدن
حين أصبح مرشحاً لمنصب نائب الرئيس الأميركي على البطاقة الديمقراطية في اغسطس الماضي، تحدّث جوزيف بايدن عن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين قائلاً انه صديقي.
لكن تفرقت بهما الطرق الآن، حيث يصف بايدن ماكين بأنه «رجل غاضب» يحاول استخدام سياسة «الشوارع للوصول إلى أعلى منصب في البلاد» من خلال شن حملة ترويع للناخبين من منافسه الديمقراطي باراك أوباما وشن هجمات شخصية عليه.
وبعد أن ظلا زميلين في مجلس الشيوخ الأميركي طوال 22 عاماً، تمزقت العلاقة بينهما الآن، وربما إلى الأبد، مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في الرابع من نوفمبر المقبل.
ويقول بول لايت من مركز دراسات الكونغرس التابع لجامعة نيويورك «جون ماكين لن يغفر، ليس من النوع الذي يغفر».
لكن نورم اورنستاين الباحث في شؤون الكونغرس في معهد المشروع الأميركي الذي اجتمع مع ماكين وبايدن بشأن قضايا عدة على مدى العقدين الماضيين يختلف مع هذا الرأي.
وقال «كانا صديقين مقربين، ولا اعتقد ان تضرر علاقتهما سيكون دائماً، لكن ذلك سيتطلب وقتاً».
ويقول جيمس ثيربر من مركز الدراسات الرئاسية والبرلمانية في الجامعة الأميركية «بطريقة أو بأخرى سيلتقيان ويتحركان قدماً، سيحتاجان بعضهما البعض».
ففي حالة فوز المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما سيتولى بايدن منصب نائب الرئيس، كما سيتولى رئاسة مجلس الشيوخ وسيظل ماكين، سيناتور أريزونا المخضرم، عضواً بارزاً في المجلس.
أما في حالة فوز ماكين بالرئاسة فسيكون عليه التعامل مع بايدن، الذي سيظل رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في حالة احتفاظ الديمقراطيين بهيمنتهم على المجلس، وهو المتوقع.
وخلال عملهما معاً في مجلس الشيوخ سافر بايدن (65 عاماً) وهو سيناتور من ديلاوير، وماكين (72 عاماً) سناتور أريزونا معا إلى الخارج كثيراً، وعرف عنهما قدرتهما على الوصول الى اعضاء الحزب المنافس.
كما عرف عن بايدن دماثة الخلق ومصادقته أعضاء ينتمون الى قطبي المسرح السياسي الأميركي. لكن ماكين، الذي يفقد اعصابه كثيراً وله تاريخ في مهاجمة حزبه، فهو يتعرض للانتقاد من جانب الديمقراطيين المنافسين ومن جانب زملائه الجمهوريين على السواء. ويسخر ماكين من ذلك، مشيراً الى الفيلم الذي قامت ببطولته عام 2000 ساندرا بولوك، قائلاً «ليست ملكة اللياقة».
ومنذ اليوم الأول لاختيار بايدن رفيقاً لأوباما وهو يوجه انتقادات متواصلة لماكين بدءاً من حرب العراق الى الاقتصاد الأميركي وان كان يشير اليه بالقول «صديقي جون».
لكن في الأسبوع الماضي شن بايدن هجوماً لاذعاً على ماكين دون ان يشير الى اي نوع من الصداقة تربطهما او كانت تربطهما يوماً. وقال بايدن عن ماكين أثناء حملته الانتخابية في فلوريدا «ما ترونه.. هو رجل غاضب».
وبعد أن اظهرت استطلاعات الرأي تقدم أوباما وبايدن المضطرد وبفارق آخذ في الاتساع، اتهم بايدن ماكين بمحاولة تشتيت الانتباه بعيداً عن الاقتصاد الاميركي المنهار وتأييده الطويل للرئيس الجمهوري غير المحبوب جورج بوش، بشن هجمات شخصية على منافسه الديمقراطي.
وقال بايدن «أعتقد انه حين تصوت لجورج دبليو بوش 90٪ من الوقت فأفضل أمل لك ان تهاجم خصمك كل الوقت 100٪»
ويتجاهل ماكين، بادين دوماً ويصب جام هجومه على أوباما سيناتور ايلينوي الذي يطمح أن يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وشكك ماكين في علاقة أوباما ببيل ايرز، وهو ناشط سابق مناهض لحرب فيتنام لجأ الى اسلوب العنف، وهو الآن زميل أكاديمي في الجامعة وعمل مع أوباما في لجنة لمكافحة الفقر.
كما اتهمت سارة بالين، المرشحة لمنصب نائبة الرئيس على بطاقة ماكين، منافسهما الديمقراطي أوباما بأنه يتعامل مع «الإرهابيين»، مشيرة الى التفجيرات التي نفذتها جماعة ايرز (ويذرمين) التي استهدفت مباني اتحادية في السبعينات.
وفي استمرار لهجومه المتواصل على أوباما والتشكيك فيه، تساءل ماكين قائلاً «من هو باراك أوباما الحقيقي؟».
وتحدى بايدن الذي امتدح ماكين من قبل ووصفه بأنه بطل حرب المرشح الجمهوري الأسبوع الماضي، وتساءل عما اذا كان يجرؤ ان يطرح هذا السؤال في وجه أوباما. وقال بايدن «في الحي الذي نشأت فيه، اذا كنت تريد ان تقول شيئاً لرجل فانظر في عينيه وقله في وجهه».
أوباما يتقدم 10 نقاط
أظهر استطلاع لصحيفة واشنطن بوست و«ايه.بي.سي نيوز» امس، ان المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك أوباما متقدم 10 نقاط على المرشح الجمهوري جون ماكين في سباق الرئاسة. فقد أيد أوباما في الاستطلاع 53٪ من الناخبين المحتملين مقابل 43٪ لماكين، وجاء في الاستطلاع الذي أجري بعد المناظرة الأخيرة بين المرشحين ان نسبة التأييد لأوباما ارتفعت ست نقاط مئوية عن اوائل سبتمبر الماضي. وكشف الاستطلاع ان نحو ثلث الناخبين كان رأيهم إيجابياً في سيناتور ايلينوي بعد الأداء الجيد الذي قدمه خلال المناظرة مقابل 8٪ كان لهم رأي سلبي. بينما أعطى 12٪ تقديراً جيداً لماكين مقابل 26٪ كان رأيهم سلبياً.
وطبقاً للاستطلاع تراجعت نسبة من يؤيدون ماكين بقوة سبع نقاط مئوية عن اوائل سبتمبر. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان أكثر من نصف من شملهم الاستطلاع او 59٪ قالوا ان ماكين سيناتور اريزونا لا يفعل شيئاً بشكل أساسي سوى مهاجمة منافسه بدلاً من ان يناقش القضايا الأساسية، وذلك بارتفاع عن 48٪ قالوا ذلك في اغسطس الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news