أوباما وماكين يتبادلان النكات بدل الاتهامات
توقف تبادل الاتهامات في المعركة الانتخابية للرئاسة الاميركية لفترة وجيزة الليلة قبل الماضية ليحل محلها تبادل النكات بين مرشحي الحزب الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين، غير أن أوباما حذر في الوقت نفسه أنصاره من الإفراط في الثقة على الرغم من تقدمه.
وتفصيلا، بعد 42 ساعة على المناظرة الاخيرة بين المرشحين قبل الانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر المقبل، كان اوباما وماكين نجمي حفل العشاء الذي اقيم في فندق «والدورف لاستوريا» في نيويورك لجمع الاموال للاطفال الفقراء.
وافتتح ماكين باب النكات عندما اعلن ضاحكا انه أقال كافة موظفي حملته واستبدلهم بـ«جو السباك» الذي اشتهر اسمه بعد ان استشهد به ماكين في المناظرة. وقال «وقع جو السباك أخيرا عقدا مربحا للغاية مع زوجين ثريين للقيام باعمال السباكة في منازلهم السبعة»، في اشارة الى منازله العديدة الموزعة في انحاء الولايات المتحدة.
واضحى جو فورزلباكر اشهر سباك في الولايات المتحدة بعدما بادر اوباما امام الكاميرات محتجا على مشروعه الضريبي الاحد الماضي خلال جولة انتخابية كان يقوم بها سناتور ايلينوي في توليدو بولاية اوهايو (شمال).
واستحضر خصمه الجمهوري مثال «جو السباك»، مستشهدا به مرارا وتكرارا ليجعل منه رمزا لصغار المقاولين في الولايات المتحدة الذين يعتبر انهم سيتضررون من انتخاب اوباما.
وتطرق ماكين ضاحكا الى قضايا اخرى في حملته ومن بينها بطاقات تسجيل الناخبين المشكوك فيها والتي ملأتها منظمة تدعى «اكورن» التي تسجل الناخبين في المناطق الفقيرة. وقال «في فلوريدا، عثر على نموذج تسجيل من اكورن يحمل اسم ميكي ماوس. نحن نتحقق من بصمات المخالب، لكنني شبه متأكد ان هذا الفأر الكبير هو جمهوري».
كما تطرق ماكين الى لحظة في المناظرة الرئاسية عندما اشار الى اوباما بـ«ذلك الشخص»، ومزح قائلا ان هيلاري كلينتون التي كانت منافسة اوباما على ترشيح الحزب الديمقرطي والتي كانت حاضرة في العشاء، تدعمه في محاولته للوصول الى البيت الابيض.
وقال «هناك مؤشرات امل حتى في اقل الاماكن التي نتوقعها. حتى في هذه الغرفة المليئة بديمقراطيي مانهاتن الفخورين. لا استطيع الا ان اشعر ان بعض الناس هنا يؤيدوني. وانا مسرور لرؤيتك هنا يا هيلاري».
وختم ماكين وصلته الضاحكة التي استمرت ١٥ دقيقة بتحية مؤثرة لاوباما لانه اول سياسي اسود يحظى بفرصة حقيقية للوصول الى البيت الابيض. وقال «السناتور اوباما على وشك ان يدخل التاريخ، وقد دخله بشكل ما فعلا». واضاف «مر وقت كان مجرد دعوة مواطن اميركي من اصل افريقي الى البيت الابيض تعد اهانة بالغة في أوساط عديدة». وتابع «ولكن اليوم، ابتعدنا كثيرا عن زمن التعصب الفظ الذي اتسمت به تلك الايام، والحمد لله على ذلك. ولا استطيع ان اتمنى لمنافسي حظا موفقا، ولكنني اتمنى له الصحة».
وبعد ذلك جاء دور اوباما بعد ان صعّد ماكين الضغط عليه عندما قال للحاضرين انهم سيستمعون الى اطرف خطاب سمعموه في حياتهم.
وبدأ سناتور ايلينوي بقوله «لا يوجد في اميركا اشخاص اود ان اكون بصحبتهم الآن غيركم». والقى اوباما بنكات حول الازمة العقارية، وقال انها اثرت في ماكين ومنازله السبعة اكثر من اي شخص آخر.
وفي مزحة بشأن سن منافسه البالغ من العمر 74 عاما، قال اوباما مخاطبا حفيد آل سميث الديمقراطي الذي شغل منصب حاكم نيويورك اربع مرات في العشرينات من القرن الماضي «بالتاكيد لم اقابل جدك، لكن مما قاله لي السناتور ماكين... ».
وتحول اوباما للحديث عن الحملة الاعلانية لمنافسه وقال «من هو باراك اوباما، لم يعد امامنا سوى اسبوعين للانتخابات المهمة. وامام الاميركيين خيار كبير، لكن اذا شعر احد انهم لا يعرفونني حتى الآن، دعني اقدم لك بعض الاجوبة».
واضاف «العديد منكم يعلمون انني حصلت على اسمي باراك من والدي. لكن ما لا تعرفونه هو ان باراك تعني بالسواحيلي «ذلك الشخص»، في اشارة الى المناظرة حين اشار اليه ماكين بـ«ذلك الشخص».
وتابع اوباما الذي يتحدر والده من كينيا «وحصلت على اسمي الوسط (حسين) من شخص من الواضح انه لم يخطر بباله انني ساتنافس مطلقا على منصب الرئيس». وقال «لكن عندما اتحدث عن اكبر نقطة قوة لدي فاعتقد انها تواضعي، وعندما اتحدث عن اكبر نقطة ضعف فربما تكون انني رائع جدا».
إلى ذلك، حذر أوباما أنصاره من الإفراط في الثقة بفوزه في الانتخابات في الرابع من الشهر المقبل على الرغم من استمراره في التقدم على ماكين في كل الاستطلاعات التي أجريت أخيرا. وقال أوباما لأنصاره «بقيت أيام ليس على النهاية بل على البداية، كم العمل المطلوب من الرئيس الجديد سيكون استثنائيا». ويتوقع المضاربون في بورصة الأحداث السياسية المستقبلية بدرجة كبيرة فوز أوباما، ويقولون إن فرصه في التغلب على ماكين تزيد على 80٪.
وأظهر استطلاع للرأي لرويترز وسيسبان وزغبي ونشر أمس أن أوباما متقدم على ماكين خمس نقاط مئوية، وأظهر الاستطلاع أن نسبة تقدم الأول على منافسه بقيت دونما تغير 49 إلى 44٪.
«واشنطن بوست» تدعم أوباما
أعربت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية الشهيرة في افتتاحية نشرت امس عن دعمها المرشح الديمقراطي باراك اوباما في السباق الى رئاسة الولايات المتحدة. واوضحت ان دعمها «واضح ولا لبس فيه»، واشادت «بذكاء باراك السياسي ومهارته»، على الرغم من قلة تجربته النسبية، وانتقدت الصحيفة خصمه الجمهوري جون ماكين. وكتبت الصحيفة التي تتخذ من العاصمة الفيدرالية مقرا لها ان «الخيار بات سهلا نوعا ما نظرا للحملة المخيبة التي قام بها ماكين، خصوصا اختياره اللا مسؤول لمنصب نائبه شخصا غير مؤهل لان يكون رئيساً»، في اشارة الى ساره بالين حاكمة الاسكا. وكتبت «واشنطن بوست» «بامكان اوباما ان يصبح رئيسا عظيماً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news