إسرائيل تفكر باتفاقية عدم اعتداء مع لبنان

مبارك لدى استقباله جنبلاط أمس.   أ.ف.ب

كشف مسؤول اسرائيلي أمس عن أن اسرائيل تفكر في امكانية التفاوض مع لبنان على اتفاقية عدم اعتداء طويلة الامد، للمحافظة على الهدوء عند الحدود. فيما قال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط إن ترسيم الحدود اللبنانية السورية «يحتاج إلى بعض الوقت».

وتفصيلا، قال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عنه هويته لوكالة «فرانس برس» أن اسرائيل تفكر فيالتفاوض مع لبنان على اتفاقية عدم اعتداء.

وأضاف أن هذا الاحتمال طرح وتمت مناقشته قبل اسبوعين، بحضور المدير العام لوزارة الخارجية ارون ابراموفيتش، خلال ندوة حول الرهانات الاستراتيجية لعملية السلام في الشرق الاوسط.

وأوضح ان مدير الدائرة السياسية للشؤون الخارجية اران اتسيون شدد في الندوة على انه لا يمكن توقيع اتفاقية سلام مع لبنان، الا بعد توقيع اتفاقية مماثلة مع سورية.

وتجري اسرائيل وسورية، وهما في حالة حرب منذ الحرب العربية الاسرائيلية الاولى عام ،1948 محادثات غير مباشرة برعاية تركيا منذ مايو الماضي.

وأوضح المسؤول انه نظرا لوجود هذا الشرط المسبق، يمكن لإسرائيل ـ في انتظار ذلك ـ ان تحاول ابرام اتفاقية عدم اعتداء منفصلة مع لبنان. وقال «هذا خيار وهناك بطبيعة الحال خيارات أخرى». واعتبر أن من شأن هذه الاتفاقية حل خلافات صغيرة نسبيا حول ترسيم الحدود، ولا سيما في قطاع مزارع شبعا وقرية الغجر. وأكد أن الاتفاقية يمكن ايضا ان تنص على قيام تعاون على الحدود الدولية الاسرائيلية اللبنانية بين قوات الجيش الاسرائيلي وقوة الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفل) والجيش اللبناني.

ويمكن في اطار هذه الاتفاقية أن تطالب اسرائيل بخفض ترسانة «حزب الله» وبانتشار الجيش اللبناني على كامل الاراضي اللبنانية، لا سيما جنوب نهر الليطاني وحتى المنطقة المتاخمة.

في المقابل يمتنع الطيران الاسرائيلي عن التحليق في الاجواء اللبنانية.

وقال المسؤول الاسرائيلي ايضا إن ندوة وزارة الخارجية ناقشت كذلك باستفاضة، ما اذا كان ينبغي اعطاء الاولوية لجهود التوصل الى اتفاق سلام مع سورية اكثر من الفلسطينيين ام العكس.

من ناحية أخرى، قال جنبلاط عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له في القاهرة أمس، إن ترسيم الحدود بين سورية ولبنان يحتاج إلى بعض الوقت.

وأضاف «لكنني أؤكد أن موضوعات مثل ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية والمحكمة الدولية، كلها أمور تحدثنا عنها أثناء انتخابات الرئاسة، وكذلك في جلسات الحوار اللبناني في 2006 قبل الحرب والعدوان الاسرائيلي على لبنان وكانت كلها نقاط إجماع».

وأشار إلى أن باقى النقاط التى تحظى بإجماع لبناني، بدأت تأخذ طريقها نحو التحقق بشكل تدريجي، كما هو الحال بالنسبة لمسألة العلاقات الدبلوماسية والمحكمة الدولية، فضلا عن حل مسألة انتخاب الرئيس اللبناني.

وقال جنبلاط «بدأنا بتحقيق مطالبنا الأساسية رويداً رويدا»، مشيرا في هذا الخصوص الى خطوة الاعتراف الرسمي بلبنان من جانب سورية، وإعلان بدء اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وأضاف إننا الآن في انتظار تحقيق بقية المطالب والأهداف الأساسية، وفي مقدمتها ترسيم الحدود مع سورية وتوثيق تبعية مزارع شبعا للبنان، كذلك فإننا في انتظار إتمام إجراءات المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وبما يحقق العدالة.

وحول الدور المصري الداعم لقضايا الشعب اللبناني أكد جنبلاط أن الدور المصري كان دائما موجودا وفاعلا. وأضاف «كنا دائما نأتي الى مصر وبخاصة في أوقات الأزمات». مشيرا في هذا الخصوص الى زيارته إلى مصر عقب اغتيال الحريري، حيث وجد موقفا مصريا داعما لسيادة لبنان ووحدته واستقراره، مشيرا الى أن «مصر لا تريد مشاكل طائفية أو مذهبية تؤثر في وجود استقرار لبنان».

تويتر