بابل تتسلم أمنها وواشنطن تلّح لتمرير «الاتفاقية»
سلمت القوات الاميركية امس، الملف الامني الى السلطات العراقية في محافظة بابل، حيث يقع الجزء الجنوبي من «مثلث الموت» سابقا، المنطقة التي كانت من ابرز معاقل التنظيمات المسلحة وخصوصا القاعدة، وفيما واصلت واشنطن ضغوطها على بغداد للقبول بالاتفاقية الأمنية، معتبرة أن القوات العراقية غير قادرة على الدفاع عن بلادها، مما يستدعي وجود القوات الأميركية، بدأ نواب الكتلة الصدرية اعتصاما امام مبنى البرلمان رفضا للاتفاقية.
وفي التفاصيل، شارك في مراسم تسليم الملف الأمني لبابل والتي اقيمت في الحلة، كبرى مدن المحافظة، مستشار الامن الوطني موفق الربيعي والرجل الثاني في القوات الاميركية الجنرال لويد اوستن والمحافظ سالم المسلماوي.
وقال الربيعي «نحتفل بتسليم المسؤولية الامنية الى السلطات العراقية، ليكون العراقيون اهل الحل والعقد، وهذا دليل على تصاعد قواتنا الامنية في حفظ الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب، ودليل على ان قواتنا بلغت الاكتفاء الذاتي».
وأضاف «ان محافظة واسط ستتسلم المسؤولية الامنية في الايام القليلة المقبلة، ونأمل اكمال بقية المحافظات في المستقبل القريب».
وألقى المسلماوي كلمة اشاد فيها بقوات الصحوة التي حاربت من سماهم بـ«التكفيريين والارهابيين والبعثيين»، وبـ«العشائر التي وقفت وصمدت خصوصا في منطقة شمال المحافظة».
بدوره، قال اللفنانت جنرال لويد اوستن إن «معدل الهجمات اليومية في المحافظة العام الماضي كان نحو 20 هجوما اسبوعيا، لكن اليوم انخفضت الهجمات بنسبة 80٪، وهذا يعتبر عملا مميزا حقا». وأضاف ان «ذلك امر مشجع حيث يعمل الجيش والشرطة جنبا الى جنب في هذه المحافظة من اجل مستقبل افضل».
وفور الانتهاء من إلقاء الكلمات، جرى استعراض عسكري للقوات بكل اصنافها، وأدت وحدة مكافحة الشغب تمارين حية للتعامل مع المتمردين والتظاهرات. وبذلك، تصبح بابل المحافظة الـ12 التي يتسلمها العراقيون.
في غضون ذلك، واصلت واشنطن ضغوطها على بغداد للقبول بالاتفاقية الأمنية، حيث جاءت آخر التصريحات الأميركية بهذا الشأن على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي قالت امس، إن القوات العراقية غير قادرة في وضعها الراهن على الدفاع عن أمن البلاد، الأمر الذي يتعين فيه على بغداد القبول بالاتفاقية الأمنية التي تسمح ببقاء القوات الأميركية إلى ما بعد الـ31 من ديسمبر المقبل. وأضافت رايس التي كانت تتحدث للصحافيين المرافقين لها على طائرتها المتجهة إلى المكسيك أن الولايات المتحدة ترى أن الاتفاقية التي يجري التفاوض عليها مع الحكومة العراقية جيدة في صيغتها الحالية، لكنها تحاشت الرد على سؤال عن ما إذا كانت الصيغة الحالية للاتفاقية هي العرض الأميركي الأخير.
وخلصت رايس إلى القول إنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتسوية الخلافات مع العراق قبل انتهاء صلاحية التفويض الممنوح للولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي نهاية العام الجاري.
في هذه الأثناء، بدا نواب الكتلة الصدرية امس اعتصاما امام مبنى مجلس النواب، وجلسوا وسط خيم في حديقة البرلمان.
وقال النائب احمد المسعودي «اعلنا الاعتصام حتى الرفض النهائي للاتفاقية، لكن هذا لا يعني انقطاعنا عن جلسات مجلس النواب». وأضاف «دعونا جميع البرلمانيين لشماركتنا وفقا للدعوة التي وجهها» زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ورفع النواب لافتات كتب عليها «لا للاتفاقية المشؤومة» و«قبول الاتفاقية نهاية العراق» وأخرى «قبول الاتفاقية حرام». وأكد المسعودي أن «الاعتصام سيستمر حتى رفض الاتفاقية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news