براون العدو الأول للآيسلنديين

الآيسلنديون عبّروا عن احتجاجهم بطريقتهم الخاصة. «مدونة أندفنس» الآيسلندية

كان من السهولة تمييز تلك الآيسلندية، التي كانت تضع نظارة على عينيها وتقف امام منضدة في مطبخها، عن زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن.

ومع ذلك كانت تلك السيدة تحمل في يديها لوحة مكتوبة بخط اليد تقول «لست إرهابية».

وبعد ان استغل رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون قوانين مكافحة الارهاب لتجميد اصول احد المصارف الايسلندية، ردت هذه البلاد، التي تظل فيها الشمس مشرقة حتى منتصف الليل، بقوة على هذه الخطوة. وبالنظر الى ان ايسلندا التي ليس لديها جيش، فإن انتفاضة شعبها كانت عنيفة.

وقبل أيام وقّع 53 الف شخص في ايسلندا، أي نحو عُشر تعداد السكان، على عريضة نشرت على شبكة الانترنت تقول دع العالم يدرك ان الايسلنديين ليسوا ارهابيين.

وجاء في العريضة «استغل غوردون براون قوانين مكافحة الإرهاب بلا مبرر ضد الشعب الايسلندي، من اجل مكتسبات سياسية سريعة على المستوى الشخصي، وأدى ذلك الى حدوث كارثة وطنية في هذه الجزيرة، ومع مرور الأيام فإن ما فعلته الحكومة البريطانية دمر المصالح الايسلندية».

وإضافة الى العريضة هناك صور لعدد من الآيسلنديين الذين عبّروا عن احتجاجهم بطريقتهم الخاصة على تهمة الإرهاب ودافعوا عن براءتهم.

فقد كان هناك صور عائلات تحمل لافتات تقول «لسنا إرهابيين يا براون، وانما مسالمون ولطفاء جداً وودودون». وثمة طفلة اخرى شقراء تحمل لافتة تقول «ماذا تدعوني يا براون»، إضافة إلى صور لفتاة شقراء وزرقاء العينين تحمل لافتة تقول «انا جميلة جدا ولا يمكن ان اكون ارهابية».

ومن الواضح ان براون اصبح العدو الاول لشعب ايسلندا، على الرغم من ان جميع دول العالم تعتبره المنقذ من الأزمة المالية الحالية التي تعصف به، في حين يلوم كثيرون قيام براون بتجميد اصول مصرف لاندسبانكن، الأمر الذي أوقع أزمة واسعة في ايسلندا طالت أكبر مصارفها وهو كوبتنغ.

ويقول الآيسلنديون انه لولا تدخل براون لتمكن مصرف كوبتنغ من النجاة من هذه الأزمة، ولما اضطرت الدولة الى الطلب من صندوق النقد الدولي ان يقرضها ستة مليارات دولار من اجل إنقاذ النظام المالي.

ومن الجلي ان ثمة سبباً لمساعدة الايسلنديين لتنفيس غضبهم، حيث كان سكان هذه الجزيرة يشعرون بالفخر بمستوى معيشتهم وببلادهم، التي تشير تصنيفات الأمم المتحدة الى انها «أفضل بلد يمكن ان يعيش فيه المرء»، لكن الوضع اختلف حالياً، اذ فقدت عُملتهم، وهي الكراون، نصف قيمتها، في حين اصبحت الدولة معزولة عن العالم مالياً.

وحوّل أحد المصورين الايسلنديين مكتبه، الذي يعمل فيه الى صالة للاحتجاج، حيث دعا الناس الى التقاط الصور وهم يحملون السلاح ليظهر للعالم مدى «خطورة» ايسلندا. وظهر احد الرجال وهو يحمل مسدساً من البلاستيك، في حين ان آخر كان يحمل كرة من الثلج، وقامت سيدة متقاعدة بالتلويح بكماشة. وقال المصور «من الظلم والسخف استغلال قانون مكافحة الارهاب ضد ايسلندا، فذلك يرقى الى استخدام هذا القانون ضد الفاتيكان».

تويتر