البرلمان العراقي يرفض الاخذ باقتراح الامم المتحدة لتمثيل الاقليات
تراجعت كتل سياسية رئيسية في مجلس النواب العراقي اليوم عن موافقتها على اقتراح الامم المتحدة تمثيل الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات بتخصيص 12 مقعداً لها مكتفية بستة مقاعد فقط.
وقال مصدر برلماني ان "النواب اقروا بغالبية الحاضرين الاثنين اقتراحاً قدمته كتل سياسية باستثناء الاكراد يخصص ستة مقاعد للاقليات في مجالس المحافظات".
واوضح ان "الاقتراح تضمن تخصيص مقعد واحد للمسيحيين واخر للصابئة المندائيين في بغداد ومقعد لكل من المسيحيين والشبك والايزيديين في الموصل (شمال) بالاضافة الى مقعد واحد للمسيحيين في البصرة (جنوب)".
واكد المصدر ان الاقتراح نال تأييد 106 من 150 نائباً حضروا الجلسة من اصل 275 عدد نواب المجلس.
وبالتالي، يقر القانون ستة مقاعد اي نصف العدد الذي اقترحته الامم المتحدة. وكان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ستيفان دي مستورا اقترح تخصيص ثلاثة مقاعد للمسيحيين وواحد للصابئة في بغداد وثلاثة للمسيحيين وثلاثة اخرى للايزيديين ومقعداً للشبك في محافظة نينوى ومقعدا للمسيحيين في البصرة.
ورفض النواب اقتراح دي مستورا الذي نال 51 صوتاً فقط فتم تقديم الاقتراح الثاني الذي نال 106 اصوات.
وجاء في بيان البرلمان "تسري البنود الواردة في الفقرة اولا اعلاه على انتخابات مجالس المحافظات لعام 2009 ويصار الى تخصيص مقاعد المكونات في موعد لاحق وفقا لنتائج الاحصاء السكاني".
وكان قادة الكتل السياسية وهيئة رئاسة البرلمان وافقوا الاثنين الماضي على اقتراح ممثل الامين العام للامم المتحدة. ويبلغ عدد اعضاء مجلس محافظة بغداد 57 شخصاً ونينوى 37 شخصاً والبصرة 35 شخصاً.
وقد الغى مجلس النواب لدى اقراره قانون انتخابات مجالس المحافظات في 24 سبتمبر الماضي المادة رقم خمسين التي تحفظ حقوق الاقليات، مما اثار موجة احتجاجات واسعة في اوساط المسيحيين خصوصاً.
والمعنيون بالاقليات هم المسيحيون والصابئة والشبك والايزيديون. يشار الى ان المسيحيين يشغلون مقعدين في مجلس النواب في حين يشغل الشبك والايزيديين مقعداً لكل منهما اما الصابئة فلا تمثيل لهم.
من جهته، قال النائب عن الاشوريين يونادم كنا لفرانس برس "هذه اهانة مشينة لمكون اساسي ومرفوضة. نتمنى عدم تطبيقه لان ذلك سيكون افضل بكثير. نستطيع ان نتدبر امرنا بالحصول على مقعد او اثنين من غير جميل اي طرف. نحن ابناء البلد وتاريخنا معروف".
واضاف بانفعال "هناك تعصب ديني وقومي على الارض في نينوى، من الناحية الدينية لديهم مشكلة مع الايزيديين ومن الناحية القومية لديهم مشكلة مع الاكراد ... نحن وقعنا ضحية لهذا التنافس والصراع".
بدوره، قال النائب سليم عبد الله المتحدث باسم "جبهة التوافق" للعرب السنة ان "الاقتراح يعبر عن رؤية اطراف سياسية" في الائتلاف الحاكم وجبهة التوافق وقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني.
ولم يشر عبد الله الى مشاركة التحالف الكردستاني في الاقتراح. وينص القانون على اجراء الانتخابات في كل المناطق قبل 31 يناير 2009 باستثناء محافظات كردستان الثلاث (دهوك واربيل والسليمانية) وكركوك (شمال) التي يطالب بها الاكراد.
ويبلغ عدد اعضاء مجالس المحافظات 440 مقعداً تتوزع على 14 محافظة من اصل 18 ستخوض الانتخابات. وتتمثل بغداد بالعدد الاكبر (57 مقعداً) بين اعضاء مجالس المحافظات في حين يبلغ عدد اعضاء مجلس محافظة السماوة الجنوبية 26 مقعداً.
واقر القانون قبل انتهاء فترة الاعلان عن اسماء المرشحين للانتخابات في الخامس من الشهر الحالي. وهناك تقديرات متفاوتة بشان اعداد الاقليات في العراق.
ويقول الزعماء الروحيون للمسيحيين ان ما لا يقل عن 600 الف مسيحي لا يزالون في العراق من اصل اكثر من 800 الف كانوا يعيشون في هذا البلد قبل الاجتياح الاميركي العام 2003.
ويبلغ عدد الصابئة المندائيون حوالى ستين الفا وكانت تجمعاتهم الكبرى في الاهوار (جنوب) لانهم يعيشون قرب المياه. ويمارس الصابئة طقوس الزواج والعمادة مثل المسيحيين لكن صيامهم مشابه لصيام المسلمين. ويتبع المندائيون تعاليم يوحنا المعمدان وتعود ديانتهم المتاثرة بالافكار المانوية واليهودية وغيرها الى القرن الثاني ميلادي.
اما الايزيديون، فيبلغ عددهم حوالى 300 الف يعيشون في شمال العراق وينطقون بالكردية ويعتبرون الشيطان رئيسا للملائكة ممثلاً بالطاووس.
ويسكن الشبك سهل نينوى ويتكلمون لهجة خاصة تدعى "هورامي" هي خليط من التركي والفارسي والعربي ولا يتجاوز عددهم الخمسون الفاً. وعاداتهم مستوحاة من تاثيرات مسيحية واسلامية وديانات اخرى، منهم سنة وشيعة.
ويطلق عليهم تسمية الشبك نظرا لتشابك معتقداتهم وتقاليدهم مع الاقوام الاخرى كما ان هذه المفردة تعني النور، وفقا لاحدى اللغات الكردية.